أنقذني
كتاب.. هل جربت يومًا أن تعود إلى المنزل بعد يوم عمل طويل شاق، تجلس في أحد الأركان المفضلة لديك.
ثم تبدأ في تصفح أحد الكتب، ليأخذك في رحلة شيقة عبر بحار شتى من العلوم والمعارف.
بالطبع لن يوجد أروع من هذا الشعور لتفرغ به ما بعقلك من قلق وتوتر وتسبح في عوالم بعيدة.
فكتاب واحد يمكن أن يكون لك السكينة والطمأنينة التي تبحث عنها طوال العمر.
كما يمكن أن يساعدك على حل مشكلاتك اليومية من خلال جملة بسيطة جمعت خلاصة تجربة كاتب في الحياة.
حليب أسود.. كتاب واحد يساوي حياة كاملة
أكدت ياسمين أحمد، مديرة فرع ميكرفون الدقي، الذي يعتبر جزء من مكتبات ميكروفون لكتب الأطفال والكبار، أن “حليب أسود” للكاتبة “إليف شفق”، ساعدها في تجاوز فترة صعبة في حياتها.
وفي الكتاب كانت الكاتبة تتحدث عن مرورها بالاكتئاب بعد ولادة ابنتها الأولى.
وكيف أثر ذلك على حياتها، فتتبعنا معها رحلتها حتى تمكنت من تجاوزه.
وأشارت ياسمين إلى أنه ينبغي ألا تكون قرأتنا للكتب مجرد تصفح لأوراقها.
بل علينا أن نتعلم من حياة الكاتب وتجاربه، وبالتالي ينعكس ذلك على صحتنا النفسية بشكل إيجابي.
كما بينت “أحمد” أن أي كلمة نقولها في حديثنا اليومي تعبر عن تراكم معرفي وثقافي.
وتابعت: “مش فكرة إنك تقرأ أكبر كم من الكتب، لكن فكرة إنك تعيد قراءة كتاب، وفي كل مرة يساعدك على فهم الأمور بشكل أوضح، ويضيف لك معلومة كأنك تقرأ كتاب جديد”.
وأكدت مديرة فرع الدقي أن القراءة لها أثر كبير على الجانب النفسي.
فعندما تقرأ المزيد من الكتب ستصل إلى مرحلة أنك تعرف شيء عن كل شيء أو كل شيء عن شيء حسب مجال اهتمامك.
وهذا الأمر سيظهر نضجك الثقافي في حواراتك مع الأخرين، مما يعزز ثقتك بنفسك ويجعلك تحظى بقبول واحترام واسع في المجتمع.
كتب إبراهيم الفقي المُنقذ.. على طبق من فضة
وصفت وفاء صبرة، خريجة المعهد الفني الصحي تجربتها في القراءة: “بدأت قرأتي من الصف الثاني الثانوي من خلال كتاب أهدته لي صديقتي لدكتور إبراهيم الفقي، وقد أثر هذا الكتاب علي حيث جعلني أعرف من أكون؟، كما زاد من ثقتي بنفسي كثيرًا، ومن كثرة حبي لأسلوب دكتور إبراهيم الفقي في الكتابة قرأت جميع كتبه الـ 47 كتاب”.
وتابعت: “كان لهذه الكتب عظيم الأثر علي في المستقبل، فعندما كانت تواجهني أي مشكلة أو موقف كنت أعود إلى الأساسيات التي استفدتها من الكتب، ووضعتها لنفسي كأسلوب حياة، فغيرتني هذه الكتب تمامًا للأفضل”.
أنقذني كتاب
وأكملت “صبرة”: “أثرت القراءة على نفسيتي -أيضًا-، ففي أحد المرات كنت حزينة جدًا، فقرأت كتاب Home And Body لكاتبه Rupi Kaur، وقد كان يتحدث عن كل ما يمكن أن تفعله عندما يضيق بك الحال وترغب في البكاء بشدة، حيث وضع 10 أساسيات لتجاوز هذا الحزن، وبالفعل حاولت تطبيقهم وشعرت بالارتياح”.
كما أشارت خريجة المعهد الفني الصحي إلى الكتب التي ساعدتها: “من الكتب التي ساعدتني على تدعيم نفسي أو مواجهة موقف صعب في حياتي كتاب Finish What You Start، وكذلك كتاب You Deserve Better للكاتبة آن ماري، خاصة وأنها مرت بتجربة تشبه تجاربنا اليومية، فعندما نقرأ كتابها ونستقي منه خبرتها في المواقف؛ نتعرف على الأخطاء التي وقعت بها ونتجاوزها في تجاربنا الخاصة، حينها نأخذ خلاصة التجربة على طبق من فضة”.
وأردفت: “بالنسبة للكتابة أنا أكتب ملاحظات أو اقتباسات أعجبتني من الكتب، وفي بعض الأوقات عندما أمر بمشكلة ما”.
واختتمت وفاء حديثها: “من المعروف أن عقلنا يقوم بتضخيم أبعاد الأزمة، فإن حاولنا التفكير بعقلنا فحسب دون أن نخرجها على الورق أو أن نفكر بصوت عالي؛ يقوم العقل برسم أوهام لنا لتبدو المشكلة كما لو كانت جبل جليدي لن يتزحزح من مكانه؛ لذلك أقوم بكتابة المشكلة على الورق مع ذكر حلول لها، ثم بعد ذلك ألاحظ أن الأمر كان بسيطًا للغاية، وأن جبل الجليد ذاك بإمكان سحابة صيف أن تزيله من مكانه في لمح البصر”.
عيشها لحظة بلحظة.. كتاب يجعلك تبتسم من القلب
ذكرت بسنت رأفت، خريجة جامعة القاهرة آداب عبري: “أحببت القراءة منذ نعومة أظافري، فكانت بالنسبة لي خير رفيق عندما لم يكن لدي أصدقاء”.
وتابعت: “الكتاب كان لي كل شيء، فهو القادر على أن يجعلني أبتسم من كل قلبي، لذا عندما أقرأ كتاب أنسى جميع مشاكلي، وأندمج مع الأحداث وأعيش الحكاية لحظة بلحظة، فلا أستطيع أن أصف كيف يتغير مزاجي تلقائيًا لمجرد رؤيتي للكتب على الأرفف”.
وأكملت: “من أكثر الكتب التي أفادتني كتاب “التجربة الفكرية لروح أمه” للكاتب كيرلس بهجت، حيث تعلمت أني لست محور الكون، ولا ينبغي أن أكون القاعدة الرئيسية في العالم التي ينصب عليها كل الاهتمام، فلكل منا مميزاته وعيوبه وقد خلقنا ليكمل بعضنا الآخر”.
واردفت بسنت: “تعلمت من “اكستاسي” للكاتب عبد الهادي العمشان، أن الحياة لا تساوي أن تحزن بهذا القدر البالغ، بل واصل وأكمل ما عزمت على تحقيقه”.
وأضافت خريجة جامعة القاهرة: “وهناك أيضًا كتاب “جلسات نفسية” لدكتور محمد إبراهيم، الذي علمني ألا أقلل من ذاتي حتى ولو كان على سبيل المزاح، وهو أيضًا ما نهى عنه نبينا الكريم، كما تعلمت أن الوقوع ليس نهاية المطاف، فنحن لسنا كاملين وجميعنا لديه لحظات يتعثر بها في طريق الحياة، لكن ينبغي ألا نركن إلى تلك المحطة ونترك القطار يمضي ويتركنا بعيدًا في ظلمات اليأس وتأنيب الضمير”.
كما أشارت “رأفت” إلى أنها كانت تكتب سابقًا في فترة المدرسة بعض الخواطر، عندما كانت صحتها النفسية غير جيدة؛ لذلك كانت تخرج كل ما في جعبتها في الكتابة، لتشعر بعدها براحة غير مسبوقة.
هنا وهناك.. معارض في كل مكان
هناك العديد من المعارض التي تعقد دوريًا لتلبية رغبات القراء النهمة في القراءة.
كما يعود بالفائدة على صحتهم النفسية والجسدية.
منها: معرض القاهرة الدولي، ومهرجان مجانين كتب، ومعرض سور الأزبكية.
والمعارض التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة.
وكذلك دار الكتب والوثائق القومية، وغيرها من المعارض التي تعقد في الجامعات وتضم أشهر دور النشر.
أكثر كتب الصحة النفسية مبيعًا
كانت أكثر الكتب النفسية التي حظت بإقبال شديد من القراء كالآتي:
1- كتاب قهوة صباحية مع النفس لدكتور نشوى صلاح.
2- كتاب ممتليء بالفراغ لدكتور عماد رشاد عثمان.
3- كتاب الخروج عن النص لدكتور محمد طه.
4- كتاب فكر كأنك طبيبك النفسي لباتريك كينج.
5- كتاب جلسات نفسية لدكتور محمد إبراهيم.
6- كتاب محاط بالمرضى النفسيين لتوماس إريكسون.
7- كتاب علاقات خطرة لدكتور محمد طه.
8- كتاب الهشاشة النفسية لدكتور إسماعيل عرفة.
9- كتاب أبي الذي أكره لدكتور عماد رشاد عثمان.
10- كتاب الاكتئاب لعبد الستار إبراهيم.
أقرأ معي
وفي النهاية منفعة الكتب هي نهر لا ينضب أبدًا، وهناك الكثير من الكتب النفسية التي قد تكون خير معين في المستقبل.
منها كتاب “حكايات التعب والشفاء” لدكتور نبيل القط، حيث يعرفك في كل فصل كل مرض من الممكن أن يمر به الإنسان.
بعد ذلك يوضح لك كيف يتعافى الإنسان من ذلك المرض.
أيضًا كتاب “عقدك النفسية سجنك الأبدي”، للكاتب يوسف الحسيني، حيث يتكلم بشكل شخصي أكثر منه بشكل مهني.
ويتناقش حول كيفية التخلص من مشاكلك النفسية بنفسك.
ولا ننسى كتاب “أسباب للبقاء حيًا” للكاتب مات هيغ الذي مر باكتئاب حاد في إحدى فترات حياته إلا أنه تمكن من تجاوزه وتخطيه.
لكن لم يكتف بذلك فحسب بل ألف كتابًا ليعطي الأمل لكل مصاب بالاكتئاب حول العالم أن العالم ما يزال جميلًا.
التعليقات