المسامحة
كتبت: ريهام أيمن
عندما نسامح لا نستطيع أن نغير الماضي؛ ولكننا نستطيع ان نغير المستقبل .
المسامحة من شيم الكرام، وهي العفو والصفح عن ما هو قديم، وتجاهل شعور بالخذلان أو الحزن، وعدم المحاولة لتذكره.
فالمتسامح لا يريد الانتقام، أو عقاب من أساء إليه والقصاص منه.
كيف نستطيع المسامحة؟
إليك بعض الخطوات اللازمة للبدء في عملية المسامحة:
- التعبير عن المشاعر:
قبل أن تبدأ في عملية المسامحة، قم بالتعبير عن المشاعر السلبية التي تشعر بها تجاه الشخص الذي أساء إليك.
اكتبها في مذكرة أو تحدث مع شخص موثوق به.
- التأمل والانعزال:
حاول فهم دوافع الشخص الذي أساء إليك والعوامل التي قد تكون أدت إلى سلوكه.
قد يساعد هذا النوع من التفكير على تخفيف الغضب وزيادة التفهم.
- الاعتراف بالألم:
قبل المسامحة، قد تحتاج إلى الاعتراف بالألم الذي تسبب فيه الشخص الآخر.
- التحرر من الشعور بدور الضحية:
أولاً، حاول النظر إلى الوضع من منظور مختلف وتحرر من الدور الضحية.
قد تحتاج إلى تغيير نمط التفكير والتركيز على النمو الشخصي والتعلم من الخبرة.
- التواصل مع الشخص الآخر:
إذا كانت الظروف تسمح، فقد يكون من المفيد التواصل مع الشخص الذي أساء إليك.
كما قد يكون لديك حوار مفتوح لمناقشة الأمور وتحقيق التفاهم.
- العمل على الشفاء الذاتي:
أيضًا، اعتنِ بصحتك العاطفية والجسدية والروحية؛ قد تحتاج إلى ممارسة الرياضة، والتأمل.
بالإضافة إلى التواصل مع الأصدقاء، والقيام بالأنشطة التي تستمتع بها لتعزيز الشعور بالسعادة والتوازن.
المسامحة تغير حياة الإنسان
لا يمكن أن يحدث التغيير الإيجابي في حياتك بشكل فوري.
لكن مع المسامحة والتزامك بعملية التغيير، ستلاحظ تحسنًا تدريجيًا في حياتك.
تذكر أن المسامحة ليست عملية سهلة، وقد يستغرق الأمر وقتًا وجهدًا لتحقيقها.
لذا احترام مشاعرك الخاصة وتقدم بخطوات صغيرة نحو المسامحة.
المسامحة لها تأثيرات عميقة على نفسية الفرد وعلاقته بالآخرين.
لذلك إليك كيف يؤثر العمل باتجاه المسامحة على هذين الجانبين:
تأثير التسامح على نفسية الفرد
- تحرير العبء العاطفي:
عندما تمنح نفسك القدرة على المسامحة، فإنك تتخلص من العبء العاطفي والكراهية والغضب.
عندما تمنح الآخرين العفو وتتجاوز الألم السابق، تقلل من التوتر والقلق الذي قد تشعر به تجاه تلك العلاقات المتوترة.
- تعزيز الشعور بالسعادة والرضا:
من خلالها، تفتح الأبواب أمام السعادة والرضا. بدلاً من أن تكون محاصرًا في السلبية والانتقام، تسمح لنفسك بالتطلع إلى المستقبل.
- تعزيز النمو الشخصي:
تعتبر مسارًا للنمو الشخصي، من خلال فهم الآخرين وممارسة التعاطف والعفو.
تأثيرها على علاقات الفرد بالآخرين
- تقوية الروابط العاطفية.
- تعزيز التواصل الصحي.
- تخفيف الانقسامات والخلافات.
هل للمسامحة أضرار ؟
على الرغم من أن المسامحة لها فوائد نفسية واجتماعية مهمة.
إلا أن هناك بعض الأضرار التي يمكن أن تحدث في بعض الحالات.
هنا بعض الأضرار المحتملة من وراء التسامح:
- الإستغلال:
في بعض الأحيان، يستغل الآخرون روح التسامح ويواصلون في ارتكاب الأفعال الضارة على الفرد المسامح.
- التجاوزات المتكررة:
إذا تكررت أفعال الإساءة والضرر من نفس الشخص أو الجهة.
فقد يكون من الصعب التسامح مرارًا وتكرارًا.
- عدم توفير العدالة:
في بعض الأحيان، يمكن أن تؤدي إلى عدم تحقيق العدالة.
حيث يتم تجاهل أو تجاوز المسؤولية عن الضرر الذي تسبب فيه الشخص المسامح.
كيفية تجنب أضرار المسامحة
يُنصح باتباع الخطوات التالية:
- التقييم الدقيق
قبل أن تقرر المسامحة، قم بتقييم الوضع بعناية.
- كما تأكد من أن الشخص الذي تنوي مسامحته يستحق الثقة ولن يواصل ارتكاب الأفعال المؤذية.
- وضع حدود واضحة
- قم بتحديد حدود واضحة للشخص المسامح.
- أيضًا اجعله يدرك أن تصرفاته المؤذية غير مقبولة ولا يمكن أن تتكرر دون عواقب.
- التوازن العاطفي:
لا تسامح فورًا عند وقوع الأذى.
احتفظ ببعض الوقت للتفكير ومعالجة الألم الناجم عن الضرر الذي تعرضت له.
- الحماية الذاتية:
اهتم بنفسك وحماية نفسك من الضرر المحتمل.
- ابحث عن طرق لتعزيز صحتك العقلية والجسدية وتعزيز قدرتك على التعامل مع المواقف الصعبة.
- الثقة التدريجية:
قم ببناء الثقة تدريجيًا مع الشخص المسامح.
يجب على الشخص المسامح إظهار التغيير الحقيقي والالتزام بتجنب تكرار الأفعال المؤذية.
لذلك يجب أن يتم التعامل مع هذا الأمر بحذر ووعي.
وفي حالات معينة قد تكون المسامحة غير مجدية أو غير مسموحة.
على سبيل المثال، في الحالات التالية قد لا يكون التسامح ملائم:
- العنف الجسدي أو الاعتداء الجنسي.
- العلاقات السامة.
- الظروف المستمرة للظلم.
في النهاية، يجب أن يتم التعامل مع التسامح بحسب الحالة والسياق الخاص بكل فرد.
كما يُنصح بالتفكير الجيد والتشاور مع الأشخاص الموثوق بهم قبل اتخاذ قرار التسامح أو عدمها.
التعليقات