كتبت : أمنيه هانئ
الحزن..
تداولت وسائل التواصل الإجتماعي في الآونة الأخيرة حادثتان مروعتان، حيث توفي لاعب كرة القدم (أحمد رفعت)، بالإضافة إلى السباحة (شذى نجم)، بسبب ضعف في عضلة القلب ،مما أسفر عن حدوث سكتة قلبية لكلا منهما.
ولكن كيف حدث هذا، وما علاقة الحزن بهذه الحادثه ؟،هذا ما سنعرفه من خلال السطور الآتيه
هل يموت الإنسان بسبب الحزن؟
في الواقع، الحزن يكسر القلب بشكل فعلي، حيث يؤدي لانبعاث هرمونات كلًا من: الحزن والغضب، مما يترتب عليه إفراز هرموني (الأدرينالين والنورأدرينالين).
هذا بدوره يؤدي إلى تقلص شديد في الشريان التاجي، وبالتالي، يحدث سكتة قلبية.
ما هي الأمراض التي يسببها الحزن؟
هناك العديد من الأمراض التي يسببها الحزن، وتشمل:
1. زيادة خطورة المرض البدني مثل: مرض القلب، أو السرطان، أو ارتفاع ضغط الدم.
كما يولد أفكار، وسلوكيات انتحارية.
3. القلق، والتوتر، والضغوطات النفسية، حيث تؤدي الضغوطات إلى زيادة إفراز هرمونات التوتر في الجسم، مما يعمل على ارتفاع معدل ضربات القلب، وزيادة تضييق الأوعية الدموية، وبالتالي حدوث ارتفاع الضغط.
4. اضطرابات كبيرة بالنوم.
5. الاكتئاب، والحزن الشديد، وهما يسببان شحوب في البشرة وظهور الهالات السوداء.
6. صعوبة مباشرة الحياة اليومية بشكل طبيعي.
7. توليد مشاعر الكراهية، والحقد، بالإضافة إلى التأثير بصورة سلبية على التعامل مع الآخرين.
8. فقدان التركيز، وضعف الذاكرة.
ماذا يحدث للدماغ عند الحزن الشديد؟
كشفت دراسة علمية أجراها عدد من الباحثين الدنماركيين، أن الأشخاص الأكثر عرضة للحزن الشديد بشكل مستمر، هم أكثر الناس عرضة لتلف أداء خلايا الدماغ.
ونجد مثال على ذلك، قصة اللاعب أحمد رفعت الذي توفي يوم 6 يوليو عام 2024 بعد معاناة مع مرض القلب، حيث تدهورت حالته الصحية بشكلٍ حاد عقب إصابته بأزمة قلبية قبل حوالي 4 أشهر.
في شهر مارس، توقفت عضلة القلب اللاعب لأكثر من ساعة، وقام الأطباء بعمل اللازم من إنعاش قلب رئوي استمر قرابة الساعتين في قسم الطوارئ.
والجدير بالذكر أن رفعت كان يعاني من بعض الضغوطات الشخصية المرتبطة بمخالفات ذات صلة بمسألة أداء الخدمة العسكرية في بلاده، التي كانت سببًا قويًا في حدوث هذه الأزمة.
وبالإضافة إلى قصة رفعت، هناك قصة السباحة شذى نجم، التي توفيت إثر تعرضها لحادثة تشنجات، وتوقف عضلة القلب.
كان هذا في يوم 1 يونيو الماضي أثناء المران، حيث تعرضتال لنوبة شديدة خلال التمرين وفقدت وعيها؛ مما أدى إلى تدهور حالتها الصحية بشكل كبير خلال الفترة الماضية.
والجدير بالذكر أن شذى قد توقف قلبها 3 مراتٍ من قبل، وأجرت 5 عمليات جراحية (عمليات التنفس الصناعي، وجهاز الصدمات الكهربائية) وتمكنت من العودة للحياة آنذاك.
ما هي أعراض أمراض القلب الناتجة من الحزن؟
يعاني المريض من الأعراض بشكل مفاجئ، وتشمل الأعراض ما يلي:
1. ألم في الصدر بشكل مفاجئ وشديد.
2. ضيق في التنفس، كما يعاني من تعرق غزير، ودوار.
3. عدم انتظام ضربات القلب.
4. انخفاض ضغط الدم.
هل لأمراض القلب مضاعفات؟
بالطبع، يوجد لأمراض القلب مضاعفات وهي نادرة الحدوث، حيث تتميز عن غيرها من أمراض القلب بأن المريض يتحسن بشكل سريع، غالبًا خلال أيام أو أسابيع قصيرة، حتى وإن كان المريض في حالة حرجة.
ومن المضاعفات ما يلي:
1. تمزق البطين الأيسر، أو انسداد تدفق الدم منه.
2. فشل القلب.
3. جلطة دموية في جدار البطين الأيسر.
4. صدمة قلبية.
5. انسداد بطيني كامل.
6. الموت.
كيف تقي نفسك من الإصابة بأمراض القلب الناتجة عن الحزن؟
من الصعب تجنب الحزن لأن هذا الشعور فطرة خلقها الله بنا، ولكن يمكننا التقليل من الإجهاد العاطفي، واتباع الآتي:
1. ممارسة اليوغا، والتأمل.
2. اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن.
3. الاسترخاء، وأخذ حمام دافئ.
4. ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
5. التنفس العميق، بأخذ أنفاس طويلة وعميقة، والزفير ببطء.
6. المشاركة الاجتماعية، وقضاء الوقت مع الآخرين.
7. الحصول على ساعات نوم كافية، من 7 إلى 9 ساعات يوميًا.
8. أخذ استشارة من طبيب أو أخصائي نفسي، فالعلاج النفسي قد يحسن نوعية الحياة، ويحافظ على صحة القلب.
وفي النهاية، يمكن القول أن الحزن الشديد لا يجلب منفعة، ولا يدفع مضرة، لذلك، علينا تقبل الواقع مهما كان، وعدم التفكير فيما مضى من أمور سيئة.
كما يمكننا التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتنا، والعمل على تحسين أنفسنا بشكل مستمر.
كذلك، يمكننا ممارسة هواياتنا المفضلة، والتواصل مع الأشخاص الذين يدعموننا عاطفيًا. وبهذه الطريقة، نستطيع تجاوز الأحزان والتحديات بشكل أكثر فعالية.
وبالإضافة إلى ذلك، يجب علينا أن نتذكر دائمًا أن الحياة مليئة بالتحديات والمواقف الصعبة، ولكن يمكننا التعلم والنمو من خلال هذه التجارب.
وبمساعدة الأصدقاء والعائلة والمختصين، يمكننا التغلب على المشاعر السلبية والحفاظ على صحة قلوبنا وعقولنا.
.
التعليقات