هل كنت تتخيل أن شرب كوب من الشاي يمكنه أن يوفر له فرصة لعيش حياة أطول وأكثر صحة وسعادة!
إنه أمر رائع لحد لا يصدق، فبمجرد أن تجلس في مقعدك مع كوب من الشاي ينخفض ضغط دمك وتتحسن حالتك المزاجية ويزول التوتر وتحظى بلحظات من السلام النفسي.
لذلك دعني اصحبك في جولة بصحبة كوب من الشاي من أجل الوصول للسعادة.
الشاي.. أقدم المشروبات
هو أحد أقدم مشروباتنا على الإطلاق، ويُقال أن الإمبراطور الأول للصين يان شنونغ اكتشفه لأول مرة عام 2732 ق.م.
وحدث ذلك عندما وقعت بالصدفة أحد الأوراق النباتية في إناء ماء مغلي، وتناولها الإمبراطور فأعجبته النتيجة كثيرًا.
واستمر في البحث حتى اكتشف مصدر الأوراق وأضافها إلى الماء المغلي بعد ذلك، ومن هنا ظهر لنا مشروب الشاي، -ويُعتبر يان شنونغ الآن إلهاً في الثقافة الشعبية الصينية والفيتنامية-.
وعلى الرغم من قدم هذا المشروب، فلم تكتشف الأبحاث قدراته الهائلة فيما يتعلق بمكافحة الشيخوخة، والوصول للسعادة سوى مؤخرًا فقط.
فوائد مشروب الشاي
ذكرت سالي براون في كتابها عِش حياة أطول أنه لا حدود للطرق التي يمكن أن يساعدك بها الشاي على عيش حياة صحية لفترة أطول.
1- كنز من مضادات الأكسدة
يعتبر مصدرًا غنيًا بمضادات الأكسدة، التي تُحارب الأجسام الضارة في جسد الإنسان.
2- الوقاية من السرطان
في إحدى الدراسات وجد أن وضع الشاي الأسود والأخضر على الخلايا محتملة التسرطن؛ قلص من نمو الخلايا؛ وذلك لأن مضادات الأكسدة تحول دون الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.
وقد وجد أن سكان شرق آسيا لديهم معدلات أقل من الإصابة بالسرطان؛ لنظرًا لتناولهم الشاي الأخضر باستمرار.
3- حماية القلب
يساعد على خفض ضغط الدم، وتقليل مستويات الكوليسترول الضار؛ مما يعزز صحة القلب ويُقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب أو النوبات القلبية أو الأوعية الدموية.
4- تعزيز صحة الدماغ
تشير بعض الدراسات إلى أن مضادات الأكسدة في الكوب الواحد، تساهم في تحسين عمل الذاكرة والوظائف الإدراكية.
5- تحسين الهضم
يمكن أن يساعد في تهدئة المعدة والتخفيف من عسر الهضم.
6- تقوية جهاز المناعة
يساهم في تعزيز جهاز المناعة ومقاومة الالتهابات.
7- الترطيب
يعد أحد المصادر الممتازة للسوائل التي تحافظ على ترطيب الجسم.
8- محاربة التوتر النفسي
يعتبر وسيلة فعالة لمكافحة التوتر النفسي بفضل مكوناته الطبيعية، مثل الثيانين الذي يساعد على تهدئة الأعصاب والاسترخاء.
أنواع الشاي المختلفة
تستخلص كافة أنواع الشاي من نبات camellia، ولكن تختلف أشكال المعالجة بعد الحصاد؛ مما يؤدي إلى تغير لونه لألوان مختلفة.
1- الشاي الأسود العادي
هو عبارة عن أعشاب تُركت حتى تختمر بعد حصادها؛ مما يؤدي إلى سواد لونها، وتكون لها نكهة أقوى بكثير، وعادة ما يخلط بالحليب.
2- الشاي الأخضر
يخضع لمعالجة أقل بكثير من الشاي الأسود، ويحتوي على فلافونويدات أكثر بقليل من الأسود (316) مجم لكل كوب مقارنة بـ 268 مجم لكل كوب من الأسود، ويحتوي أيضًا على نسبة أعلى من الكاتيكينات.
3- الشاي الأبيض
مؤخراً، ثارت ضجة هائلة حول الشاي الأبيض، حيث لاقى قبولًا على نطاق واسع بوصفه الأغنى على الإطلاق بمضادات الأكسدة.
وهو يصنع من براعم صغيرة جدًا، تقتطف في أوائل الربيع قبل أن تتفتح.
ويعتبر النوع الأكثر ندرة في العالم أجمع، إذ يصنع على نطاق ضيق جدًا في الصين وسريلانكا، الأمر الذي يتجلى في أسعاره الباهظة.
4- شاي الأعشاب
يضم مع مجموعة من الأعشاب المختلفة التي تقدم فوائد صحية كثيرة تبعًا للنباتات المستخدمة.
ما أفضل نوع من أنواع الشاي؟
سواء كان أخضر أو أسود أو أبيض أو بالأعشاب، تأكد أنك ستحصل على دفعة هائلة من مضادات الأكسدة إذا احتسيت ما يقرب من 4 أكواب يوميًا.
أما اللون فهي مسألة تخضع لذوق كل فرد، فكل نوع يحمل فوائد جمة.
لذلك سواء كنت من الذين يفضلون الشاي الأسود على الإفطار، أو من يحب مذاق الشاي الأخضر الأكثر إنعاشًا، أو نكهة الشاي الأبيض خلال اليوم في كل الأحوال ستحصل على جرعة سحرية من السعادة.
الشاي.. مشروب السعادة
يعد الشاي مثالًا حيًا على الأعشاب التي تجلب السعادة للفرد.
فيستطيع الإنسان شربه من أجل تحسين حالته المزاجية وتقليل التوتر النفسي بكل سهولة.
كما أن تناول كوب واحد لا يمنحك فقط لحظة من الهدوء وسط ضغوط الحياة، بل يعزز أيضًا من شعورك بالراحة الذهنية.
مما يجعله خيارًا مثاليًا للاستمتاع بلحظات السلام الداخلي.
وقد أشار وليام جلادستون رئيس الوزراء البريطاني في القرن التاسع عشر إلى ذلك بقوله:
“إذا كنت تشعر بالبرد فالشاي سيشعرك بالدفء، وإذا كنت تشعر بالحر فالشاي سيشعرك بالانتعاش، وإذا كنت مكتئبا فالشاي فسيشعرك بالابتهاج، وإذا كنت تشعر بالتوتر فسيهدئك”.
كيف تحقق أقصى استفادة من كوب الشاي؟
إليك كيفية تحقيق أقصى استفادة ممكنة من كوب الشاي:
أولًا يجب صنع الشاي بماء سابق الغليان لا بماء مغلي، حيث من الممكن أن يقلل الماء المغلي من قدرة مضادات الأكسدة.
ولذلك ينصح بترك الغلاية لدقيقة بعد غليان الماء قبل صب الماء على الشاي.
ثانيًا اترك الكيس ينقع لمدة 3-5 دقائق لاستخلاص الكاتيكينات ثم اضغط الكيس بقوة.
فمن الممكن أن يضاعف هذا من كمية الفلافونويدات المفرزة مذاق الأخضر والأبيض.
إذا كنت تفضل إضافة الحليب إلى الشاي الأسود، فلا بأس فقد أفادت دراسات أن إضافة الحليب عليه لا تؤثر على فوائده الصحية.
وتذكر دائمًا أن تتناول الشاي باعتدال وأن تتجنب إضافة كميات كبيرة من السكر.
والآن أتركك لتكمل كوب الشاي وتنهل جرعة من السعادة مع كل رشفة.
التعليقات