
كتبت: أمنيه هانيء
“ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس”، توضح كلمات نبينا أن السعادة الحقيقية تكمن في الرضا بما نملك واستماتتنا على النعم القليلة التي وهبها لنا الله.
فالقناعة تعلمنا كيف نتقبل الحياة بكل ما فيها من تحديات وبأقل ما يكفينا، فدعونا نتعرف على كيفية الوصول لهذا الأمر.
ما هي القناعة؟
القناعة هي تجنب الإنسان الوقوع في فخ الغيرة والحسد، وتصالحه الدائم مع نفسه دون الشعور بالسخط أو الألم أو الحزن على الأشياء الضائعة، فلذلك يقولون دائمًا :
“كن قنوعًا تكن أغنى الناس”.
دورها في تحديد شخصية الإنسان
للقناعة أهمية كبيرة في تكوين شخصية الإنسان، كما أنها ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمدى رضاه عما يحدث له .
فعندما يكون الإنسان صاحب قناعة، تصبح حياته أكثر هدوءًا، فلا ينظر إلى ما في يد غيره بعين الحسد.
ويمكن تقسيم طريقة تعامل الإنسان إلى قسمين وهما :
الأول: هو من يركز دائمًا على الأحداث السيئه التي تحدث له، فتظل حياته متمحوره حول هذه الأحداث السيئة، التي تجعله غير راضٍ عن حياته.
أما النوع الثاني: فهو دائمًا ما يركز على على الجانب الإيجابي من أحداث يومه، ولا يجعل الجانب السيء يسيطر علي حياته؛ لكي يستطيع أن ينجز ما يريد.
ما هو أثر القناعة على الأفراد؟
عندما نذكر القناعه يجب أن نذكر السعادة والراحة النفسية، وقوة التحمل، والصحة النفسية والجسدية.
فعندما يتقبل الإنسان الظروف التي يعيش فيها ويتأقلم معها، فإن هذا سيكون حافزًا له لمواجه التحديات والمصاعب، كما أنه سيُكسبه خبره في التعامل مع الكثير من المشاكل.
تأثيرها على الصحة العامة
تؤثر القناعة على الصحة العامة للفرد، حيث تقلل من مخاطر الإصابة بالأمراض النفسية مثل: الاكتئاب والقلق.
كما أنها قد تؤثر على صحة الجسم بشكل سلبي، لأنها تجعله يصاب بأمراض مزمنة مثل: أمراض القلب والسكري.
نصائح عليك اتباعها لكي تتحلى بهذه الصفة
1. تعويد النفس على القناعة تدريجيًا، بالإطلاع على الأشخاص الذين دمرهم الطمع.
2. البعد عن الإسراف، والتبذير، وتعويد النفس على الإقتصاد في الإنفاق.
3. الإيمان التام بأن الأرزاق مقدرة ومقسومة.
4. عدم النظر لما في يد الآخرين.
5. النظر لمن هم أقل منا في الرزق؛ لإدراك نعم الله علينا، وأنه أعطانا ما لم يرزِق به غيرنا.
نستنتج مما سبق أن صفة القناعة ليست بالصفة السهلة، التي يستطيع أي شخص الحصول عليها، وإنما هي تأتي بعد العديد من الجهد، والتعب، والحرص الشديد على الرضا بما قسمه الله سبحانه وتعالى لنا.
التعليقات