هل يعاني الرجل من اكتئاب ما بعد الولادة؟.. دراسة تكشف الحقيقية

هل يعاني الرجل من اكتئاب ما بعد الولادة؟..

هناك اعتقاد شائع بأن الرجال لا يصابون بالاكتئاب بنفس الطريقة التي تصاب بها النساء، ويتجلى هذا الاعتقاد في العبارات الشائعة مثل “الراجل ما بيعيطش”.
لكن الدراسات الحديثة نفت هذه الاعتقادات، وأوضحت الكثير من الحقائق الصادمة عنها، فدعونا نرى ذلك.

صورة اكتئاب الرجال

في الواقع، الاكتئاب لدى الرجال غالبًا ما يكون غير مُعترف به أومُشخص بشكل صحيح بسبب هذه المعتقدات الاجتماعية.

فالرجال يتعرضون للضغوط الاجتماعية لإظهار القوة والتحمل، مما يجعلهم يتجاهلون أعراض الاكتئاب ويمنعون أنفسهم من طلب المساعدة.

أعراض الاكتئاب عند الرجال

يمكن أن يظهر الاكتئاب بطرق مختلفة عند الرجال مقارنة بالنساء، فقد يظهر على شكل غضب، تهور، أو سلوكيات عدوانية بدلاً من الحزن التقليدي.

كما أوضحت دراسة قامت بها جامعة كاليفورنيا، أن الرجال المكتئبين غالبًا ما يظهرون سلوكيات عدوانية، أو انسحاب اجتماعي بدلاً من التعبير عن مشاعر الحزن.

المعتقدات الخاطئة وتأثيرها

تتضمن المعتقدات الخاطئة حول الرجولة فكرة أن الرجال يجب أن يكونوا دائمًا أقوياء وغير عاطفيين.

مما يجعل الرجل في ضغط كبير؛ لإخفاء مشاعره والتظاهر بالقوة حتى في أصعب الأوقات.

ويؤدي التمسك بهذه الصورة النمطية إلى تراكم الضغوط النفسية، وزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.

فوفقًا للأبحاث، الرجال الذين يكتمون مشاعرهم هم أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل الصحة العقلية.

 هل يعاني الرجل من اكتئاب ما بعد الولادة؟

هناك جانب آخر مهم يجب تسليط الضوء عليه، وهو اكتئاب ما بعد الولادة عند الرجال.

فرغم أن هذه الحالة تُعرف غالبًا بين النساء، إلا أن الرجال أيضًا يمكن أن يعانوا منها؛ بسبب التغيرات الكبيرة في الحياة والضغوط الجديدة المصاحبة للأبوة التي يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب.

وبينت دراسة حديثة أن حوالي 10% من الآباء الجدد يعانون من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، وهي نسبة لا تقل أهمية عن نسبة الأمهات.

دراسات وأبحاث حول اكتئاب الرجال

أظهرت الدراسات الحديثة أن هناك زيادة ملحوظة في حالات الاكتئاب بين الرجال، خاصًة في المجتمعات التي تضع ضغوطًا كبيرة على مفهوم الرجولة التقليدية.

فقد أوضحت دراسة أجرتها جامعة هارفارد أن الرجال الذين يعانون من الاكتئاب غالبًا ما يشعرون بالعزلة والوحدة، وذلك بسبب الخوف من الحكم السلبي عليهم إذا ما أفصحوا عن مشاعرهم.
كما أشار هؤلاء الباحثون إلى أن الدعم النفسي والاجتماعي؛ يلعب دورًا كبيرًا في تخفيف هذه الأعراض.

كيف نتعامل مع هذه المعتقدات الخاطئة؟

1ـ نشر الوعي

من الضروري نشر الوعي بأن التعبير عن المشاعر ليس ضعفاً، بل هو جزء من الصحة النفسية السليمة.

2ـ الدعم الاجتماعي

يجب توفير بيئة داعمة حيث يمكن للرجال التحدث عن مشاعرهم دون خوف من الحكم أو الانتقاد.

3ـ التثقيف النفسي

فيجب تعليم الرجال  ما هي أعراض الاكتئاب، وأهمية الرعاية الذاتية.

4ـ الدعم النفسي

من خلال تشجيع الرجال على طلب المساعدة النفسية عند الحاجة وعدم الشعور بالخجل من ذلك.

وفي الختام يجب القول أنه من المهم إعادة النظر في المعتقدات الخاطئة حول الرجولة والتعبير عن المشاعر.

من خلال الفهم الصحيح للاكتئاب وكيفية التعامل معه، لأن هذا يمكنه أن يساعد في تقليل الضغوط النفسية عند الرجال.

التعليقات