هذا الانجاز يشعرك بالسعادة

مريم ياسر

السعادة لها مفاهيم كثيرة، واختلافات أكثر.. من الممكن أن تكون أسرة تعيش وسطهم في أمان، أو حصولك علي سيارة جديدة، أو وظيفة قد حققت فيها نجاحك، السعادة قد تحدث بأكبر الأشياء وأصغرها، لكن عليك إيجادها من داخلك أولاً، وعلي الرغم من مفاهيمها الكثيرة واختلافاتها إلا أن أساسها الإيمان والرضا.

السعادة في علم النفس والفلسفة:

السعادة في علم النفسهذا الانجاز يشعرك بالسعادة
: هي الشعور بالسرور والرضا في حياتك، فهي تتكرر نتيجة الإنفعالات السارة، ويمكن القول إن السعادة في علم النفس حسب طبيعة الفرد والظروف المحيطة به.
قال مايكل أرجايل، عالم النفس البريطاني في كتابه «سيكولوجية السعادة»، إن السعادة من الناحية الانفعالية هي الشعور باعتدال المزاج، ومن الناحية المعرفية التأملية السعادة هي الشعور بالرضا، والإشباع، وطمأنينة النفس، وتحقيق الذات.
وأشار الفيلسوف اليوناني سقراط، إلى أن سر السعادة ليس في السعي للحصول علي المزيد، إنما بتنمية قدرتك علي الإستمتاع بالقليل.

افرح بانجازاتك الصغيرة:

وأكد الفيلسوف اليوناني أفلاطون، أحد تلامذة سقراط، أن السعادة هو شعور الإنسان بالرضا، وأن يقوم الإنسان بإنجاز يحققه بنفسه، حتي لو كان مجرد إنجاز بسيط وصغير، كالوصول لوزن جسم معين، أو الانتهاء من قراءة قصة مشوقة.

بعض النصائح النفسية للحصول علي السعادة:

قالت لوري سانتوس، أستاذة علم نفس والعلوم الإدراكية بجامعة ييل بالولايات المتحدة: «أن تكون سعيدا شيء لا يحدث فجأة، وإنما عليك أن تتدرب لتكون أفضل في ذلك».. مشيرة إلى بعض النصائح التى إذا فعلها الشخص تزيد من شعوره بالسعادة فى الحياة.
1-قضاء وقت أطول مع العائلة والأصدقاء.
2-النوم لساعات كافية.
3 التأمل لعشر دقائق يوميا.
4-عيش الحاضر واستمتع به.
5-قضاء الوقت مع من تحب، ومعرفة كيفية قضاء وقتك.

السعادة في القرآن:

هو الشعور بالراحة النفسية والطمأنينة، وانشراح القلب، وهدوء العقل، والرضا بالنفس التى تعتبر أعلي شعور بالسعادة لأن الرضا اكتفاء، قال تعالي: «وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰٓ».

والإسلام لم يقتصر فى أسباب السعادة علي الأسباب المادية فحسب، بل تقوم علي الإيمان بالله تعالي وإتباع أوامره، فالسعادة الحقيقة والرضا لا يمكن تحقيقهم إلا من خلال الموازنة بين الجوانب المادية والروحية للحياة.
قال الدكتور أحمد عوض، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، إن الإنسان يظل يبحث طوال حياته عن السعادة فيظنها في المال والمنصب والجاه والأولاد، ولكن السعادة الحقيقة تكمن في الإيمان بالله والطاعة، فالإيمان وصلة لكل سعادة.. مستشهدا بقوله تعالي:«مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ».

بعض نصائح القرآن في الحصول على السعادة:

1-قال تعالي: «فَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا ۖ وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَىٰ»، فأرشد الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلي الصبر والتسبيح للحصول علي أصل السعادة وهي الرضا.
2-قال تعالي: «مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى» أرشدنا الله الي أن التمسك بالقران وعدم هجره، المصدر الأهم للسعادة، فالشقاء عكس السعادة.

3-قال تعالي: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ»، هذه الآية تحقق للإنسان للراحة النفسية فى حياته، فالعفو عن الناس يزيد مشاعر الحب والألفة، والأمر بالمعروف يجعلك تشعر بأهمية نفسك وترضي عنها، والإعراض عن الجاهلين من أهم أسباب السعادة.

التعليقات