بقلم/ الشيخ أحمد على تركى
شخص متلون متقلب بدأ حياته في جريدة روزاليوسف وبعدها جريدة الميدان ، ثم في جريدة صوت الأمة ، ثم ترأس جريدة الدستور ، ومن بعدها جريدة التحرير ، فجريدة المقال ..
حاول كثيراً أن يستميل القراءة عن طريق إظهار الثورية والمعارضة المستأنسة ..
اتخذ السخرية من ثوابت الإسلام مادة ثرية له في كتاباته ولقاءاته وندواته ورواياته..
مؤخرا اعتمد اليمينيون المحافظون في أمريكا سياسة العودة إلى الجذور الأصولية ، واتضح هذا في كثير من أمورهم، وانعكس على سياساتهم ، لأنهم يعتبرون القومية والهوية سلاحاً لا يجب أن يقع بأيدي أعدائهم ، فلجأوا لمحاربتنا بخلخلة ثوابتنا ، وإقناعنا أن الأفكار اللادينية طريقنا للريادة ، فعمدوا لصناعة رموز يسارية ، وصبغوا الطابع الثقافي الخاص بنا بأيدلوجيات ومبادئ ليبرالية ، وأفكارا ممسوخة عن مفهوم الوطن والهوية والقومية …
وحضوا أتباعهم من المثقفين أن يظهروا بمظهر اليساري المتحرر والعلماني المتسامح .
واعتماداً على تلك السياسة قامت أمريكا برعاية ربيب الاستشراق إسلام بحيري وزميله إبراهيم عيسى .
فمثلاً تعاقدت قناة ” الحرة ” مع إبراهيم عيسى، وجعلت له برنامجاً بعنوان :
مختلف عليه ؛ لبث سمومه الفكرية ، وشبهاته التي تعتمد على النظرية التفكيكية للنص القرآني ، بهدف نقد التراث الديني الإسلامي…
وقد استطاع إبراهيم عيسى إتقان دوره لدرجة إشادة الكيان الصهيوني المغتصب بدوره الخطير في شرعنة التطبيع .
كذلك فقد حاول تجميل موقف ماكرون رئيس فرنسا ” مهد العلمانية “، والترويج للإسلام الفرنسي المعتدل الذي ترعاه فرنسا ، وتبشر به أعدائها .
مؤخرا طالب إبراهيم عيسى بحذف خانة الديانة من البطاقة ، وحذف الآيات والأحاديث من الكتب الدراسية وقصرها على كتاب الدين، وطالب بضرورة تعديل المناهج الأزهرية ، وتعديل الكثير من الأوضاع المتعلقة بالأقليات الدينية والفكرية لتتحول الدولة لدولة مدنية علمانية.
يحاول إبراهيم عيسى وأمثاله استكمال الخطة التي رسمها لهم أعداؤنا في الداخل والخارج ، ليحقق ما يلي :
تخدير عموم المسلمين ، وزعزعة ثقتهم .
تنفيذ سياسة ” تكسير الموجة ” والقيام بهجمات مرتدة لإحداث خلخلة فكرية ونفسية لدى متابعيه .
صرف أنظار المسلمين عن مخططات أسياده الغربيين ، واجترارنا لبنيات الطريق ..
محاولة استبدال روح الغيرة والمقاومة الإسلامية بأخرى متبلدة لااكتراثية ..
محاولة إلصاق تهم التطرف والتخلف بأهل الإسلام لتعزيز موقف صناع القرار في الغرب من جهة ، وتسهيل نشر الدعاية السوداء الإسلاموفوبيا من جهة أخرى ..
الجد في كسر التابوهات ، وتحطيم الرموز والقدوات الإسلامية ..
والآن : قام إبراهيم عيسى وصبيانه كالعادة بالتحرش بأهل التدين ، فنسبوا لهم كل نقيصة ، فزعموا أن :
قاتل حادثة الإسماعيلية كان من أهل القرآن ، وأن السلفيين هم من عبثوا برأسه ، وأنهم أول من استخدم هذا الأسلوب الدموي .
كذلك سخر إبراهيم عيسى من الصيدلي الذي يقرأ القرآن في صيدليته ..
تخيل أن هذا الكائن المأجور يستغرب أن يرى صيدلانياً يقرأ القرآن !
لشديد الأسف هذه هي العينة التي تقترح لوضع سياسة الإعلام ، ومناهج التعليم التي تفسد عقول أبنائنا ، لا هم منا ولا نحن منهم.
يصدق بهم قول الله تعالى:
قَدْ بَدَتِ ٱلْبَغْضَآءُ مِنْ أَفْوَٰهِهِمْ وَمَا تُخْفِى صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ .
وقال تعالى في وصف أمثالهم :
“يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُم بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّـهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّـهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ ۚ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}.
[ التوبة 64 – 66] .
وقال سبحانه :
{ وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }
وقبل أن أضع القلم أقول لهؤلاء :
قبل أن ترموا أهل التدين بما هو فيكم تذكروا ؛ أنه قد تمت إزاحة المتدينين لصالحكم ، فصارت مقاليد الأمور في أيدي أمثالكم ،
وتجري وفق مخططات أسيادكم وما نحن فيه الآن إنما هو ثمرة مرة من ثمراتكم ، وخير شاهد على إفلاسكم إن حادثةالإسماعيلية ومثيلاتها تؤكد أن البلطجة العلمانية لا تقل خطورة عن البلطجة السلوكية..
فالعلمانية أثبتت أنها إقصائية تكفيرية لأنها لا تقبل من يخالفها ، بل إنها تتعصب لذاتها بشكل أشد شراسة من الغلاة .
كذلك أثبتت العلمانية أن ما تروج له من كلمات ضرورة احترام الآخر ، وضرورة احترام التنوع البشري ؛ إنما هي مجرد شعارات للاستهلاك المحلي .
لقد أثبتت العلمانية للجميع أنها ستدخل على الخط كدين جديد يكفر جميع المختلفين معها ويحارب جميع المخالفين لها وهذه كارثة إنسانية ..
التعليقات