أستاذ الشريعة بجامعة أرسطو
انعقدت فاعليات مؤتمر الإفتاء العالمي الثامن، الذي عقدته الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بالتنسيق مع دار الإفتاء المصرية، في يومي الأربعاء والخميس 18، 19 من أكتوبر الماضي بفندق الماسة، تحت عنوان “الفتوى وتحديات الألفية الثالثة”، تحت رعاية كريمة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية.
وفي سياق المؤتمر التقت «بوابة العالم الأوسط» بالدكتور يشار شريف، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة أرسطو باليونان.
لمعرفة أحوال المسلمين في اليونان، من مواجهة الأزمات وآداء العبادات، وموقف اليونان اتجاه القضية الفلسطينية.
1- ما هي الأزمات التي تواجه مسلمي اليونان في تحديات الألفية الثالثة؟
لا خلاف على أن لدينا مشاكل فإن هذا هو حال الدنيا، والإنسان دائما يُمتحن، فمن الممكن أن يوجد رجل تقى وابنه عاصي أو العكس.
وفي اليونان فإن المسلمين بطبيعتهم وبفطرتهم وانتمائهم للإسلام فإنهم يبتعدون بقدر الإمكان المنكران؛
أما الجيل الجديد في الحقيقة، لا يلتزمون بالإسلام كما يجب.
فقد يكون التزامهم من الجمعة الى الجمعة، أو من العيد إلى العيد وفي رمضان يكون التزامهم في الأيام العشر الأواخر.
وبمعنى أدق فإنهم يلتزمون بالعبادات في المواسم الدينية.
بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الفتيات لا يلتزمن بالحجاب، كما يقل التمسك بتعاليم الدين الإسلامي بين الشباب مع الأسف الشديد.
2- هل مسلمو اليونان يمارسون الشعائر الدينية في حرية تامة؟
المسلمون في اليونان ينقسمون إلى ثلاثة أقسام من الناحية القانونية، بينما شرعًا نحن كلنا إخوة.
القسم الأول:
المسلمون الذين يعيشون في شمال اليونان على حدود ألبانيا وتركيا، وهؤلاء المسلمون
تُركوا مقابل المسيحيين في إسطنبول في عام 1923م وذلك عن طريق اتفاقية لوزان، ولهم أكثر من 300 مسجد.
كما توجد أيضاً قرى جميعها يعتنق الإسلام وتوجد بها مساجد ومقابر وتوجد أيضاً مدارس خاصة للمسلمين تُدرس فيها مواد الدولة.
بالإضافة إلى المواد الدينية مثل الازهر، مثلاً الشريعة والقانون يتم دراستها فى 5 سنوات، و القانون فقط يتم دراسته فى أربع سنوات، وذلك لأنه يوجد مواد إضافية.
كما أنه يوجد مدارس خاصة للمسلمين لا يستطيع ان يدخل إليها سواهم، ولكن المسلم له الحق في الالتحاق بالمدارس التي أنشاتها الحكومة اليونانية مثل ثانوية العامة في مصر.
القسم الثاني:
المسلمون الذين في جزيرة طرابلس وجزيرة فور، فإن تلك الجزيرتين عند الاتفاقية كانت تحت سيطرة ايطاليا.
وهؤلاء المسلمون ليس لهم هذه الحقوق التي توجد في الشمال، و لكن أيضاً لهم شعائرهم و مساجدهم و مقابرهم الخاصة.
القسم الثالث:
المسلمون الذين في الشمال ما عدا الجزيرتين، أو من في منطقتنا وهاجروا لكي يعملوا في أثينا، فإنهم منذ هجرتهم ليس لهم حق هذه المدارس، حتى ولو كانوا 30 عائلة أو 40 عائلة أو50 عائلة ، ليسوا لهم إلا المدرسة الحكومية.
علاوة على ذلك أن في أثينا الآن لا توجد مقابر للمسلمين ولكن يوجد جامع فتح في عام 2019م.
بالإضافة إلى ذلك إن توفى منهم أحد فإنه يأخذ إلى بلده ويدفن في شمال اليونان .
كما أنه توجد أكثر من 30 مصلى فى أثينا.
استأجروها وحولوها إلى دور عبادة، لكن يوجد الآن جامع واحد رسمي فتح في 2019.
3- هل يوجد لديكم تمثيل برلماني؟
إن المسلمين الآن على حسب الإنتخابات يدخلون ضمن حزب وليس لهم الحق أن يدخلون الانتخابات بشكل مستقل.
و قد يكونوا 4 أفراد أو قد يكونوا 3 أو قد يكونوا 2 على حسب الانتخابات.
وهذا لم يوجد في القانون سابقًا، ثم تم وضعة في القانون بحيث يكون3٪ لابد ان يخرج من الاصوات، والمسلمون 1.5٪، لذلك لابد أن يكون من داخل الاحزب.
5- ما موقف اليونان بما يحدث في غزة؟
اليونان دائما مع فلسطين وإن كان هناك في أواخر الزمان حدث اتفاقية لإسباب سياسية مع إسرائيل.
ولكن الآن نحن في اليونان حكومة وشعبا ندعم القضية الفلسطينية ونرفض المجازر الوحشية التي تحدث لهم.
6- هل يقوم المسلمين في اليونان بعمل مظاهرات دعما لفلسطين؟
لا ليس المسلمون الناس، الناس جميعاً يقومون بمظاهرات دعماً للقضية الفلسطينية.
هذا شيء لا يختلف عليه، فالنساء والأطفال والناس يقتلوا والمستشفيات تقذف.
7- ما الأشياء التي تحتاج إلى إصلاح في المستقبل عندكم في اليونان؟
اليونان بطبيعتها جميلة ولكن هناك أشياء كثيرة تحتاج الى إصلاح منها:
العمل في اليونان، فإن حياة المعيشة هناك صعبة وبما أننا في داخل الإتحاد الأوروبي فإن الشباب يهاجرون إلى أي دولة أخرى.
كما أن بعض الشباب يعملون في الزراعة، ولكون تلك الحرف رخيصة فإن الشباب يهاجرون الى ألمانيا و هولندا لتكسب المزيد من الأموال.
وهذا بلا شك يسبب انفكاك وابتعاد أسري فنحن نريد توفير المزيد من فرص العمل للشباب داخل اليونان بمقابل مادي مرتفع.
وذلك حتى لا يضطرالشباب ان يتركوا بلدهم للبحث عن فرص عمل.
8- هل يوجد تساؤلات من مسلمي اليونان حول الأمور الخاصة بدينهم؟
الشباب الذين تزوجوا و لديهم أولاد هؤلاء نوعًا ما ملتزمون، و لكن الجيل الجديد ليس ملتزمون كما يجب، ويتأثرون بأكل الخنزير وشرب الخمر.
وسبب في ذلك يعود إلى أن اليونان ليست دولة إسلامية كاملة، فالدول الإسلامية في العالم يتأثر الشباب بما حولهم من مفاتن الحياة.
أستاذ الشريعة بجامعة أرسطو
التعليقات