دور التسامح في تربية أطفال أسوياء

أطفال أسوياء

كتبت: أمنيه هانئ

أوضحت بعض الأقوال أن التسامح يساعد بطريقةٍ غير مباشرة في بناء جيل واعي ومتفاهم، يحترم ذاته قبل احترام الآخرين.

كما أنه يساهم في تطوير والعلاقات الصحية والعقلية، وتحقيق النجاح الدائم لصاحبه.

وسنتعرف في هذا التقرير على كيف يساهم التسامح في تربية أطفال أسوياء؟

كيف يساهم التسامح في تربية أطفال أسوياء؟

أوضح الدكتور حسين جمعة “أستاذ علم اجتماع السكان بجامعة قناة السويس أن التسامح ليس ضعفًا وإنما يندرج تحت مسمى القيم الإجتماعية الحميدة، التي تساعد على نبذ الكراهية والتقليل من حدة الغضب.

كما شدد د جمعة على أهمية تعليم الأطفال قيمة التسامح من قِبل الآباء، حيث يساعد ذلك في تقليل التوتر في المنزل وحل الأزمات.

فالطفل يكتسب من والديه، وإذا كنا متسامحين، ينشأ الطفل إيجابيًا وخاليًا من العقد النفسية.

فضل التسامح

“التسامح سر من أسرار الراحة النفسية”، فإذا تعرضت للظلم أو الأذى.

فمن الأفضل أن تعفو وتسامح؛ لكي تنال أجر المتقين الصابرين العافين عن الناس.

ما هي قيمة التسامح؟!

للتسامح قيمة كبيرة جدًا، فهو يعمل على كسب محبة الناس وثقتهم؛ مما يجعله محبوبًا ويحظى بمكانة مرموقة بينهم.

بالإضافة إلى أنه ينقي القلب ويطهر الروح ويقرب الناس من بعضهم البعض.

كما أن التسامح لا يعد تنازلًا عن الحقوق بالذل والمهانة، بل هو نابع من صفاء القلوب وما غلب عليها من الحب والعطف والرحمة والتعاطف والحنان.

فمن عاشر الناس بالمسامحة، زاد رابط العلاقة بينهم، بالإضافة إلى أنه جزء من العدالة.

فإذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه، فالتمس له العذر، فإن لم تجد له عذرًا، فقل: لعل له عذرًا لا أعلمه.

ما هو أثر التسامح على الفرد؟

التسامح مهم في حياة الفرد لأنه يقلل من المشاحنات والتراكمات التي تسبب المشاعر السلبية، والتي تؤثر على علاقاته.

فعندما يسامح الشخص، يتخلص من هذه المشاعر.

مما يزيد من ثقته بنفسه وتقديره لذاته ويجعله يشعر بالسعادة، وينعكس هذا الإيجاب على نجاح علاقاته.

التسامح يجعل الشخص أكثر تفاؤلًا

أعقل الناس أعذرهم للناس، فكما يقول الدكتور سيد عفيفي “أستاذ علم الاجتماع بجامعة القاهرة”:

” التسامح من أهم الصفات التي تميز الأشخاص الأكثر سعادةً وتفاؤلًا؛ لذا يسعون إلى إنهاء الخلافات التي قد تنشأ بينهم وبين الآخرين”.

وأضاف د سيد : “يجب على الإنسان أن يتصف بصفة التماس الأعذار، وأن يهدأ في بادئ الأمر ليفهم مجرى الأمور، ويعرف كيف يفكر ويتصرف ويتخلص من الأفكار السلبية التي تسيطر عليه في تلك اللحظة”.

هل التفكير في الإنتقام ينقص من السعادة؟

الأشخاص الأكثر تسامحًا هم الأفضل على الإطلاق، فكما يقول دكتور أحمد علام “استشاري العلاقات الأسرية والاجتماعية”:

“نتيجةً لبعض الدراسات التي أجريت من قِبل علماء النفس أثبِتت أن الأشخاص المتسامحين أكثر سعادةً من غيرهم”.

وأكمل د أحمد علام بقوله:

“بالإضافة إلى أن الأشخاص المتسامحين أقل عرضةً للإصابة بأمراض القلب من غيرهم؛ وذلك لعدم إنفعالهم المبالغ به تجاه المواقف البسيطة، وأيضًا عدم إنشغالهم بالإنتقام ممن أساء إليهم.

كيف يؤثر عدم التسامح على صحة الفرد النفسية؟

الأشخاص غير المتسامحين ينجرفون إلى طريق الكره والحقد والإنتقام، وينشغلون بمن أساء إليهم أكثر من إنشغالهم بمستقبلهم وأنفسهم.

كما أن الذكريات السوداء لا تفارق ذاكرتهم، وتظل معهم حتى ينتقمو أو ربما مدى الحياة.

لكن إذا فكروا في أنفسهم فقط، فإن هذا يفتح لهم أبوابًا عديدة للنجاح، وفي الغالب قد يكون هذا بمثابة إنتقام لمن أساء لهم أكثر من إنشغالهم بهم.

وفي الختام يمكن القول أن التسامح هو فرصة جميلة ليبدأ الناس من جديد معلنين الحب ورافعين شعار الإنسانية والعفو.

فأعظم ما يتسم به المرء هو العفو فهي صفة تدل على السمو والخلق الرفيع والإنسانية والكرم،.

فكل شخص يعفو عن غيره يمنحه فرصة كبيرة في الحياة، وربما تجعله أفضل م

ما كان؛ لذلك يجب أن ندعو جميعاً للتسامح كونه يجعل المجتمع كله أفضل.

أطفال أسوياء

التعليقات