كثير منا يبحث عن أكثر الأوقات إستجابة للدعاء لكي يناجي ربه فيها.
ومن هذه الأوقات في شهر رمضان وعند فطر الصائم، وعند نزول المطر وعند التعري في الليل، وغيرها من الأوقات الكثيرة.
بالإضافة إلى أن للدعاء أهمية كبيرة، وفضائل عظيمة، وفوائد كثيرة، منها الدعاء طاعة لله -عزّ وجلّ-، وامتثال لأمره.
حكم الاستيقاظ من النوم فجأة
قال رسول الله ﷺ : مَنْ تَعَارَّ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ: لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الملْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهوَ عَلَى كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الحَمْدُ لِلَّهِ.
وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
ثمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ، فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قبِلَتْ صَلاَتُهُ. حديث صحيح رواه البخاري وغيره، ولفظه كما في صحيح البخاري
فهذا الحديث لمن يريد خيرية الدنيا والأخرة سواء استيقظ فجأة أو بمنبه؛ لكي يدعو ليلاً وينال فضل الدعاء في هذا الوقت.
الدعاء عند نزول المطر
الدعاءَ عند نزول المطر من الأوقات التي يستَجَاب فيها الدعاء؛ لأنَّها أوقات مِنة وفضل ولطف ورحمة من الله على عباده كما دَلَّت على ذلك السنة النبوية المشرفة.
أوقات استجابة الدعاء
أولا: الدعاء بين الأذان والإقامة، فقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة.
ثانيًا : الدعاء في الثالث الأخير من الليل
فعن النبي ﷺ أنه قال: ينزل ربنا إلى سماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر.
فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ حتى ينفجر الفجر.
ثالثًا: السجود، ترجى فيه الإجابة، يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء.
ويقول ﷺ: أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن أن يستجاب لكم أي حري أن يستجاب لكم، رواه مسلم في صحيحه.
رابعًا: حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر للخطبة إلى أن تقضي الصلاة .
خامسًا: في صلاة قبل السلام ؛ لأن النبي ﷺ لما علمهم التشهد قال: ثم ليختر من الدعاء أعجبه إليه فيدعو.
سادسًا: آخر نهار الجمعة بعد العصر إلى غروب الشمس.
فهذا من أوقات الإجابة في حق الجالس على طهارة ينتظر صلاة المغرب، فعليه الإكثار من الدعاء بين صلاة العصر إلى غروب الشمس يوم الجمعة.
وأن يكون جالسًا ينتظر الصلاة، لأن المنتظر في حكم المصلي.
فعن رسول ﷺ أنه قال: في يوم الجمعة ساعة لا يسأل الله أحد فيها شيئا وهو قائم يصلي إلا أعطاه الله إياه وأشار إلى أنها ساعة قليلة، فقوله ﷺ: لا يسأل الله فيها شيئا وهو قائم يصلي
قال العلماء:” يعني ينتظر الصلاة، فإن المنتظر له حكم المصلي، لأن وقت العصر ليس وقت صلاة”.
صور استجابة الدعاء
أجاب الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية ، عن صور استجابة الدعاء منوها أن لها ثلاثة صور.
وهي أن يتحقق الشيء، أو أن يدخر الله عز وجل الدعاء لينفعك به في الآخرة، أو أن يبعد الله عنك من الأمراض بسبب هذا الدعاء.
وأضاف شلبي، أن الاستجابة موجودة، ولكن ليست مقتصرة على تحقيق الشيء نفسه.
وأشار شلبي إلى أن الله سبحانه وتعالى وعد الداعي بالاستجابة،.
قال تعالى “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”، وقال سبحانه “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”.
سنن الدعاء
رفع اليدين عند دعاء الله تعالى، وعدم الاستعجال في انتظار الإجابة، اجتناب الأكل الحرام.
وفي الحديث: (ذكَرَ الرَّجُلَ يطيلُ السَّفَرَ أشْعَثَ أغبَرَ، يَمُدُّ يديهِ إلى السماءِ، يا رَبِّ، يا رَبِّ، ومَطْعَمُهُ حَرَامٌ، ومَشْرَبُهُ حرَامٌ، ومَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وغُذِيَ بالحَرَامِ، فأنى يستَجَابُ لذلكَ).
ومن ثم افتتاح الدعاء بحمد الله تعالى والصلاة على نبيه الكريم، والتوسل إلى الله بأسمائه العلى وصفاته الحسنى، و التوسل بالأعمال الصالحة.
التعليقات