استغرق بناءه 43 عاما.. حقائق لا تعرفها عن مسجد «الرفاعي» | صور
جامع الرفاعي

المكان : ميدان صلاح الدين بحى الخليفة التابع للمنطقة الجنوبية بالقاهرة

الزمان : الجمعة الأولى من شهر محرم سنة 1329 ه‍ – 1912 م

الحدث: افتتاح أحد أشهر المساجد التاريخية إبان حكم الأسرة العلوية لمصر

 

مسجد علي أبو شباك الرفاعي والمعروف عند العامة بمسجد سيدي أحمد الرفاعي، الموجود في القاهرة وتحديداً في ميدان القلعة بجوار مدرسة وجامع السلطان الناصر حسن، والذي تم بناؤه في عصر أسرة محمد علي باشا، ليكون مقبرة للأسرة، على يد خوشيار هانم قادين «الوالدة باشا»  زوجة ابراهيم باشا بن محمد علي باشا ووالدة الخديو اسماعيل.

 

وصف محتويات المسجد:

شُيدَ مسجد الرفاعي علی أرض مسجد آخر كان يسمی مسجد «ذخيرة المُلك»، كان قد بُني في العصر الفاطمي، ووصفه ” المقريزي ”  بأنه : «كان في مقابل شبابيك مدرسة السلطان حسن وكانت بجواره زاوية عُرفت بالزاوية البيضاء او زاوية الرفاعي وضمت قبور عدد من الشيوخ من بينهم الشيخ علي ابو شباك الرفاعي حفيد الإمام أحمد الرفاعي مؤسس الطريقة الرفاعية الصوفية -وكان يرد لزيارة سيدى على هذا خلق كثير من مصر وغيرها- والشيخ يحيي الانصاري، والشيخ حسن الشيخوني إمام جامع شيخون وشيخ الطريقة الرفاعية سابقا ، وقبر السيد مصطفى الغورى، وقبر الشيخ ابن المغربى، وقبر السيد عبد الله المرازيقى، وقبر السيد حسين الرفاعى -والد السيد ياسين شيخ الطريقة الرفاعية السابق» .

 

تاريخ بناءه :

في عصر الخديوِ إسماعيل أرادت والدته «خوشيار هانم قادين» عام 1869م بناء مسجد علی أرض زاوية الرفاعي ومسجد الذخيرة المذكور وبجانب قبور المشايخ المذكورين سلفاً لتكون مسجد للصلاة وفي نفس الوقت مدافن للأسرة العلوية فاشترت الأرض وكلفت كبير مهندسي مصر في ذلك الوقت حسين باشا فهمي مهندس الأسرة المالكة بالتصميم الهندسي للبناء علي أن يضاهي مسجد السلطان حسن في الضخامة والفخامة.

واستمر العمل حتى ارتفع البناء نحو مترين عن سطح الأرض  ثم توقف البناء عام 1880م لادخال تعديلات علی التصميم واستمر العمل فيه ثم جاءت وفاة خوشيار هانم عام 1885م لتحول دون إتمام البناء رغم دفنها فيه حسب وصيتها وظل البناء متوقفاً لمدة 25 عاماً.

لم يهتم خديوِ مصر محمد توفيق ابن الخديوِ إسماعيل بإكمال بناء المسجد الذي به جثامين جدته ووالده وأمه حتی تولی الخديوِ عباس حلمي الثاني حُكم مصر، فكلف المهندس الإيطالي هرتس باشا، مهندس لجنة حفظ الآثار العربية فى ذلك الوقت بإكماله عام 1905م وتم الانتهاء من البناء عام 1911م وافتُتح للصلاة عام 1912م – يوم الجمعة الموافق الاول من شهر محرم 1329 ه‍ – أي أن البناء استغرق 43 عاماً بينهم حوالي 25 عاماً من التوقف .

 

مساحة المسجد :

يبلغ طول المسجد نحو 98 مترًا، وعرضه نحو 72 مترًا، أي أن مساحة المسجد الكلية 7056 متر مربع، منهم مساحة 1767 متر مربع  مخصصة للصلاة ومساحة 4659 متر مربع مخصصة لمدافن الأسرة العلوية ومدافن الشيوخ  والمنطقة الوحيدة المفتوحة توجد في الجهة الشرقية وتشغل نحو 630 متر مربع لتبلغ مساحة الجزء المغطي نحو 6426 متر مربع وهي المدافن ومساحة الصلاة.

 

وصف القبور الموجودة بالمسجد

يقع قبر الشيخ يحيي الأنصاري في غرفة مستقلة في الجهة الشرقية بالقرب من محراب المسجد، ومعه عدد من الشيوخ المذكورين سلفاً، وبالقرب من الناحية الغربية توجد قبة ضريح الشيخ علي أبو شباك الرفاعي .

أما بالنسبة لقبور الأسرة العلوية بالمسجد فهي كالاتي :

يوجد في الناحية البحرية من المسجد ستة أبواب، منها أربعة تؤدي إلي حجرات دفن الأمراء والملوك، واثنان يؤديان لرحبتين – ممرات – بين تلك المدافن، أول الحجرات في الجهة الشرقية من الناحية البحرية السالف ذكرها، بها أربعة قبور لأبناء الخديو إسماعيل وهم بتورايخ وفاتهم: «وحيدة هانم 1858 – زينب هانم 1875 – علي جمال الدين 1893 – ابراهيم حلمي 1926 ».

وتعلو الحجرة قبة بديعة في زخارفها وفي الجهة الغربية إحدی الرحبتين ومنها إلی الحجرة الثانية والتي بها قبران: أحدهما: لخوشيار هانم قادين أم الخديوِ إسماعيل ومُنشِئة المسجد والتي توفت عام 1885م، وبجانبها قبر الخديوِ اسماعيل والذي توفي عام 1895م .

ثم يلي هذه القبة الرحبة الثانية التي تؤدي إلي القبة والحجرة الثالثة التي بها قبور ثلاث زوجات للخديو إسماعيل وعلي كل قبر تاريخ الوفاة وهم: « شهرت فزا 1895م – جانانيار هانم 1912م – جَشَم هانم 1907م»، وتتصل بهذه الحجرة قبة وحجرة أخری بها قبر السلطان «حسين كامل» ابن الخديوِ اسماعيل الذي توفی عام 1917م، وبجانبه قبر زوجته الثانية  «السلطانة مَلَك» التي توفت في عام 1956م في عهد الرئيس جمال عبد الناصر .

وفي يسار هذه الغرفة من الجهة الغربية للمسجد تقع حجرات دفن: «الملك فؤاد الاول» إبن الخديوِ إسماعيل المتوفي سنة 1936م، وبجواره والدته زوجة الخديو إسماعيل الرابعة: «الاميرة فريال هانم »، وشاهد قبرها بديع من حيث الزخارف الرخامية، وموقع هذه الغرفة بالتحديد في آخر الركن الغربي في آخر المسجد بجوار غرفة دفن «شاه إيران» السابق والأخير في عهد المملكة الايرانية «محمد رضا بهلوي» والذي أطاحت به الثورة الاسلامية في عام 1979م.

 

ولم يجد الشاه من يستقبله إلا الرئيس السادات، وعندما توفي في 27 يوليو عام 1980م  بعد صراع مع مرض السرطان عاد إلي نفس الغرفة التي كان يرقد فيها والده «رضا شاه بهلوي » من قبل في مسجد الرفاعي .

وكان «شاه إيران» المذكور متزوجاً من شقيقة الملك فاروق الاميرة فوزية منذ عام 1939م، ووقتها توفی والد شاه إيران الشاه رضا بهلوي وتم دفنه في نفس غرفة دفن الشاه الحالية، ولكن بعد طلاقه للأميرة فوزية عام 1945م، أخذ الشاه رفات جثمان والده وأعادها إلی إيران، وعند وفاته طلب من الرئيس السادات أن يتم دفنه في مسجد الرفاعي، فوافق السادات ودفن بغرفته الحالية، التي تم تزيينها بأفخم أنواع الرخام وزينت حوائط الغرفة بالزخارف البديعة، ولها محراب غاية في الجمال وقد وضعت على قبر الشاه تركيبة رخامية بديعة مرسوم عليها الشعار الساساني للدولة البهلوية .

ويسبق هذه الغرفة في وسط الجهة الغربية غرفة دفن «الملك فاروق الأول» ابن الملك فؤاد الأول والذي يعلو قبره شاهد من الرخام الأبيض ليس به أي زخارف، فقط لوحتان واحدة عليها آيات قرآنية واسم الملك فاروق وموجودة أعلى الشاهد، ولوحة أخرى موجوده في واجهة الشاهد وعليها تفاصيل ميلاد ووفاة الملك فاروق وتاريخ توليه عرش مصر وتاريخ عزله بعد ثورة عام 1952م ومعه قبر بقية العائلة من شقيقاته وبناته.

والملك فاروق ولد عام 1920م في قصر عابدين، وتولي الحكم بعد وفاة والده الملك فؤاد عام 1936م، وتم عزل الملك عقب ثورة يوليو عام 1952 م، وتعيين ابنه الملك الطفل وقتها احمد فؤاد الثاني، وتوفي الملك فاروق في إيطاليا بأحد مطاعم روما بالتحديد في 17 مارس عام 1965م، ودُفن في إيطاليا ثم نُقل الجثمان إلى  مصر ودُفن في مقابر الأسرة العلوية بالإمام الشافعي، وفي عهد الرئيس أنور السادات نُقل رفات الملك فاروق إلى جامع الرفاعي عام 1970م تنفيذاً لوصيته، وهو آخر من دُفن بالمسجد.

 

التعليقات