اعتبرها الفراعنة نبتة سامة.. وحرم الملوك أكلها على الشعب.. أصل حكاية الملوخية وشهقتها
اعتبرها الفراعنة نبتة سامة.. وحرم الملوك أكلها على الشعب.. أصل حكاية الملوخية وشهقتها

كتبت : مريم محمد عبد الوهاب

 

الزمان : في عهد الفراعنة
المكان : مصر القديمة ثم انتقل إلي باقي الدول العربية

 

طبق شعبي عربي يعود تاريخه لآلاف السنين ، أحد أشهر الأكلات في الموائد العربية وأشهاها ، إلا وأن لها مكانة خاصة عند المصريين، لا تخلو مائدة أى بيت مصرى من الملوخية ، باعتبارها أكلة مصرية أصيلة توضع دائماً ضمن قائمة الأكل المصرى، وترتبط مع المصريين بالكثير من الطقوس.

 

الملوخية :
النبتة الخضراء أو الملوخية هي جنس من النباتات الزهرية تضم من 40 إلى 100 صنف، وتتفاوت أطوال سيقانها وتزرع من أجل أوراقها التي تستخدم في عمل طبق الملوخية ولها أزهار صفراء صغيرة تنتج عددًا من البذور، والملوخية من الأطباق التي تختص بها أكثر من بلد من بينها مصر والسودان وبلاد الشام وتونس والجزائر والمغرب.

 

أصل أكلة الملوخية :

الملوخية يعود أصلها لمطبخ مصر القديمة، حيث اعتقد المصريون في بادئ الأمر أنها نبتة سامة، وعند احتلال (الهسكوس) لمصر أجبروا المصريين على تناولها. فاستطابها المصريون وعلموا فوائدها، ومنها انتقلت إلى البلدان العربية الأخرى عبر الفتوحات والرحلات والتجار.

 

أما فى عهد الدولة الفاطمية يروى لنا التاريخ حكايتان مع أكلة الملوخية:

القصة الأولى: حينما علم الحاكم بأمر الله بالفوائد الصحية لنبات الملوخية قرر أن يشيع فى القاهرة أنها نبات سام حتى يبتعد عن تناولها عامة الشعب، حتى يستأثر بفوائدها لنفسه -بحسب ما روي عنه في التاريخ-.

 

والقصة الثانية: عندما أصاب المعز لدين الله ألم شديد بالمعدة فنصحه الأطباء بتناول الملوخية ، و بالفعل شفى بعد أكلها فحرمها على الشعب ليستأثر بأكلها لنفسه ولحاشيته حتى أنه أسماها “ملوكية” أى أنها أكلة الملوك، ومع الوقت تم تحريفها إلى ملوخية ، وبعد انتهاء حكم المعز لدين الله وانتهاء الدولة الفاطمية بأكملها، أصبح للملوخية مكانة كبيرة عند المصريين يقومون بطهيها فى الأعياد والمناسبات المحببة لهم وفى الأيام العادية ايضاً.

 

فوائد الملوخية :
كشفت دراسة طبية نُشرت في مجلة علم الأدوية الإثنية أن أوراق الملوخية يمكن أن تمنع التهاب الأمعاء والسمنة، وتعتبر الملوخية من الأطعمة الخارقة ذات الأسعار الزهيدة، كما أنها مليئة بفيتامين سي وفيتامين هـ، والبوتاسيوم، والحديد، والألياف .

 

طقوس طهي الملوخية

ومن الطقوس التي اُعتيد على فعلها عند عمل الملوخية هي الشهقة يربطها بعض الناس بإذا كان مذاقها جيد أم لا .

 

فحكى عنها بعض الحكماء عن امرأة كانت تقوم بإعداد الملوخية ، وبعد أن انتهت من تحضير “التقلية” وجدت الطاسة التى فى يدها تهتز، خافت المرأة أن تنسكب “التقلية” الساخنة على جسدها فشهقت من الخوف، ثم تمكنت من وضع الطشة فى الملوخية ، وفوجئت بجمال طعمها فربطتها بما حدث.

ويروى أيضَا أن أحد الملوك كان ينتظر موعد الغداء، وكان الطباخ الملكى يجهز الملوخية ، ويتبقى له دقائق على وضع “التقلية” فى الملوخية، فإذ بحارس الملك يخبره أن الملك ينتظر الطعام والملك من المفترض ألا ينتظر شىء، شهق الطباخ خوفاً، وتفاجأ بإعجاب الملك بالملوخية وشكره عليها.

التعليقات