الزمان: 12 ربيع أول
المكان: الدول الإسلامية
كتبت: حفصة أسامة
الأناشيد الدينية.. يحتفل المسلمون بقدوم مولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كل عام، وذلك فرحةً بميلاده.
كما تقام مجالس يُنشد فيها قصائد أناشيد لمدحه، فما أصل تلك الأناشيد؟ ومتى بدأ ظهورها؟
أصل الاحتفال بالمولد النبوي
أختلف المؤرخون عن بداية الاحتفال بالمولد النبوي، فذكر أبو شامة، المؤرخ الدمشقي، أن شيخ الموصل عمر الملاء هو أول من أهتم بالاحتفال به.
وتبعًا للإمام السيوطي، فإن أول من احتفل به كان الملك أبو سعيد كوكبري حاكم أربيل.
وذكر حسن السندوبي، الكتاب المصري، أن الاحتفال بالمولد النبوي لم يظهر في السنين الأولى من الهجرة.
ثم في القرن الـ 4 من الهجرة أثناء العصر الفاطمي بدأ ظهوره.
كما كان الفاطميون هم أول من احتفل بذكرى المولد النبوي، وقاموا بتنظيم حفلات بشكل متكرر لهذه المناسبة.
تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي
يحتفل المسلمون في العديد من البلدان بالمولد النبوي الشريف، وذلك في يوم 12 من ربيع الأول.
وذلك لكونه يوم ميلاد رسول الله حسب أشهر الأقوال عند أهل السنة.
كيفية الاحتفال بالمولد النبوي
تحتفل عدة دول بذكرى مولد أشرف الخلق، ولكن طريقة الاحتفال تختلف من واحده إلى آخرى.
ولكنهم يتشاركون في عدة عناصر في المجالس التي تقام لهذه المناسبة، وهي:
1- إنشاد قصائد مدح للنبي، وبعض من الأناشيد الدينية.
2- اعطاء دروس عن سيرة النبي، وغزواته، ومواقف حياته.
3- تقديم الطعام والحلوى، مثل حلاوة المولد، وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين.
4- تنظيم بعض المسيرات الشعبية في الشوارع، وتزيين الشوارع بالأضواء والرايات.
الأناشيد الدينية
الإنشاد الديني هو فن مخصص لذكر الله أو لمديح الأنبياء.
نشأة الأناشيد الدينية
جاءت فكرة الأناشيد الدينية مع بداية الآذان، حيث أُستلهمت من الصحابي والمؤذن بلال بن رباح.
فقد كان يرتل الآذان بصوته الجذاب الحسن.
وقد كانت بداية الإنشاد الديني -كما ذكر في كتب التراث الإسلامي- على أيدي مجموعة من الصحابة في عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فكانت قصائد حسان بن ثابت شاعر الرسول هي الأساس للمنشدين.
الأناشيد الدينية في عهد الأمويين
تطورت الأناشيد الدينية في عهد الأمويين فأصبح الإنشاد فنًا كبيرًا له ضوابطه وأساليبه وإيقاعاته.
وكان بعض حكام الدولة الأموية مثل عبد الملك بن مروان الذي يلقب بـ “أبو الملوك”، وسليمان بن عبد الملك بن مروان، يشجعون المنشدين وملحني القصائد الدينية.
وممن أشتهر من مشندي القصائد الدينية في العصر الأموي: أبو عيسى صالح، عبدالله بن موسى الهادي، إبراهيم بن المهدي وأخته علية، عبدالله بن محمد الأمين، وأبو عيسى بن المتوكل، وعبد الملك بن مروان.
الأناشيد الدينية في عهد الفاطميين
أخذت الأناشيد الدينية بالتطور في العهد الفاطمي، وذلك لاهتمام الدولة بتنظيم المناسبات والاحتفالات.
فهم من بدأوا احتفالات سنوية عديدة وذلك كالاحتفال بأول ليلة من رجب، والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، وليلة أول شعبان ونصفه، وغرة رمضان.
كما كانت هي أساس تلك الاحتفالات مما شجع المنشدين لتطويرها، فباتت الأناشيد الدينية فنًا له مكانته الخاصة.
الأناشيد الدينية في العصر الحديث
تطور فن الإنشاد الديني في العصر الحديث بشكل ملحوظ، فقد كان للفضائيات المرئية والفيديو كليب والتحرير وظهور القنوات المتخصصة لتلك الأناشيد تأثيرًا بالغًا في تطورها.
كما توسعت قوالب هذا الفن فأصبح يأخذ أسماءً كثيرة أشكالًا متعددة منها ما تدعوا إلى توحيد الله.
ومنها ما تدعوا إلى البر، ومنها ما تدعوا إلى الفضيلة وتجنب الرذيلة، ومنها ما يقوم على مدح النبي.
وفي هذا العصر أصبح الإنشاد يشبه إلى حد ما الغناء المتعارف عليه، وأصبح يضم جنسيات وأهداف مختلفة.
كما قد تزايد في هذا العصر عدد المهتمين بالأناشيد الدينية، وزاد عدد جمهورها.
ومن أشهر المنشدين في العصر الحديث في مصر: الشيخ طه الفنشي، والشيخ النقشبندي، والشيخ أحمد الأطروني.
أما من أشتهر منهم في سوريا فكانوا: توفيق المنجد، وصبري مدلل، وفؤاد الخنطوماني، وحمزة شكور.
ومن المنشدين العراقيين والفلسطينيين وغيرهم من العالم الإسلامي من نال شهرته الواسعة في هذا المجال.
كما قال الشيخ ابن باز رحمه الله في حديثه:
“الأناشيد الإسلامية مثل الأشعار؛ إن كانت سليمة فهي سليمة، وإن كانت فيها منكر فهي منكر”.
التعليقات