الامتناع عن التصويت في الانتخابات.. 5 أسباب تجعلك آثما شرعا
الامتناع عن التصويت في الانتخابات.. 5 أسباب تجعلك آثما شرعا

الامتناع عن التصويت في الانتخابات

 

تشهد مصر حاليا اليوم الثالث والأخير من إجراء الانتخابات الرئاسية التي بدأت داخل مصر في يوم 10و11و12من ديسمبرالجاري .

وروج بعض الناس إلى الامتناع عن المشاركة في إدلاء المواطنين بأصواتهم.

فما حكم الامتناع عن التصويت في الانتخابات؟ وهل يأثم المسلم بهذا الفعل أم لا؟

 

ما حكم الامتناع عن التصويت في الانتخابات؟

قالت دار الإفتاء المصرية، أن الممتنع عن أداء صوته الانتخابي آثمٌ شرعًا، ومثله من يدفع صاحب الشهادة إلى مخالفة ضميره أو عدم الالتزام بالصدق الكامل في شهادته بأيِّ وسيلة من الوسائل.

وكذلك من ينتحل اسمًا غير اسمه ويدلي بصوته بدل صاحب الاسم المنتحل يكون مرتكبًا لغشٍّ وتزويرٍ يعاقب عليه شرعًا.

 

5 أسباب تجعلك آثما شرعا عند الامتناع عن التصويت

وأضافت دار الإفتاء المصرية، في فتوى لها أن هناك خمسة أسباب تجعل المسلم يأثم شرعا عند الامتناع عن التصويت في الانتخابات وهم:

أولًا: حث الإسلامُ المسلمين في كل زمان ومكان على التحلي بالصدق والأمانة والتخلي عن الكذب والخيانة.

وطلب من المسلم أن يكون صادقًا ويتحرَّى الصدق ويبتعد عن الكذب والغش.

ثانيًا: أمر الإسلام المسلم بأداء الأمانة التي تحملها بكل أنواعها وأشكالها.

فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾[النساء: 58]،.

كما أوجب عليه أن يكون أمينًا وصادقًا في أداء الأمانة مع ربه أولًا، ومع نفسه ثانيًا، ومع الآخرين ثالثًا.

فبهما -أي بالصدق والأمانة- ترقى الأمم وتتقدم الشعوب، وهما أساس النجاح في كل عمل على مستوى الفرد والجماعة.

 

ثالثًا: إنه ليس من شك في أن الشورى في الإسلام هي الديمقراطية الحقَّة وهي التي يجب أن يتربى عليها أبناء المجتمع.

ليكونوا أمناء صادقين دائمًا في أقوالهم وأفعالهم، ويحترموا عن إيمان صادق سلطات بلادهم التشريعية والقضائية والتنفيذية التي جاءت بالشورى الصحيحة بينهم.

علاوة على ذلك فالشورى لازمة وواجبة بين أفراد الأمة لاختيار عناصر سلطتهم التشريعية.

لأن هذا الاختيار من الأمانات الدينية والشرعية التي أمر الله بأدائها لأهلها وأصحابها كما في آية سورة النساء السابق ذكرها.

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَدِّ الأَمَانَةَ لِمَن ائتَمَنَك ولا تَخُن مَن خَانَكَ»، وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ﴾ [الأنفال: 58].

رابعًا: منع أداء الصوت كتمان للشهادة التي أمرنا الله بأدائها، وسلبية يمقتها الإسلام وينهى عنها.

لقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

«لَا تَكُونُوا إِمَّعَةً؛ تَقُولُونَ: إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تحْسِنُوا، وَإِنْ أَسَاءُوا فَلَا تَظْلِمُوا» رواه الترمذي.

فيجب على من توافرت فيه الصلاحية لأداء هذه الأمانة في الشورى والديمقراطية للإدلاء بصوته الانتخابي.

ألا يتأخر عن القيام بهذا الواجب بصدق وأمانة ونزاهة وموضوعية حتى نضع الرجل المناسب في المكان المناسب.

وأن يكون ذلك بعيدًا عن العصبية المدمرة والمجاملات والغش والتدليس والابتزاز والعنف والإكراه والتزوير.

وأن يكون رائد الجميع أن مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية.

 

خامسًا: المسلم الذي يراقب ربه ويخشاه يجب عليه البعد عن السلبية ووضع الأمانة التي كلف بها في محلها.

والشهادة بالحق والعدل لمن هو أهل لها من المرشحين لعضوية المجالس النيابية والتشريعية في مختلف مراحلها.

وعدم الإدلاء بالصوت الانتخابي بالحق والعدل والصدق لمن هو أهل له يعدُّ في نظر الإسلام جريمة سلبية.

توجب المؤاخذة على صاحبها من الناحية الدينية.

لأن هذه السلبية تؤدي نتيجتها ما تؤديه شهادة الزور من إفساد وفساد على الفرد والمجتمع في الدولة في مجال ضياع الحقوق والواجبات المشروعة للجميع الحاكم والمحكوم.

وهي تلتقي من حيث الأثر مع الجريمة الإيجابية وهي شهادة الزور والتدليس وخيانة الأمانة من حيث ضياع الحقوق والواجبات للفرد والجماعة.

علاوة على ذلك فالدليل على أن السلبية من الجرائم المعاقب عليها في الإسلام من الناحية الدينية قوله تعالى:

﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ [النساء: 97].

 

 

التعليقات