البرغوث الأسطوري ميسي
كتبت: لمياء فراج الهواري
شكّلت حكاية الأرجنتيني ليونيل ميسي قصة درامية لها أفضل الحِبكات، لتختتم بطريقة رائعة لم تخطر في بال أعظم مؤلفي هوليود.
لتصنع فيلمًا متكاملاً من بدايته حتى ختامه من القصة المَشَاهِد، الحُلم، الأمل المنشود، النهاية السعيدة.
لحكاية أسطورية لكرة القدم المبنيّة على الموهبة، والمهارة، والتفرّد، لتضاف للقصة نهاية تكسب الرحلة غايتها وتساعد أحلام الحالمين على الإستمرار.
يكسر ميسي رقمه الشخصي كأكثر لاعب فاز بالكرة الذهبية في تاريخ اللعبة كلها بثماني كرات ذهبية.
ليتعدى بها نبوءة يوهان كرويف لاعب أياكس أمستردام ولاعب برشلونة ومدربها السابق.
والذي تنبأ بأن ميسي سيكون أكثر من يحقق الكرة الذهبية بخمس أو ست أو سبع كرات.
لكنه لم يكُن يعرف أنه سيحصل على ثمانية منها.
البالون دور الثامنة للبرغوث الأسطوري ميسي
البداية من النهاية وفي عام 2023 وفي سن الـ 36 يحقق ميسي الكرة الذهبية الثامنة.
وذلك بعد وقوعه في المنافسة مع أيرلينج هالاند لاعب مانشستر سيتي الذي يعيش أفضل حالاته.
فهو هدّاف الدوري الإنجليزي الدوري الأقوى في العالم، هدّاف دوري أبطال أوروبا، والذي حقق الثلاثية الأولى مع السيتي.
والذي لم يكُن ليتفوق عليه أحد إلا ميسي، و هو في أقوى و أعتى نسخة منه من حيث المَشاهِد و المناظر الدرامية.
كأنها صُنعت لأفضل الأفلام ، كأن النهاية تأبى أن يكون لها بطلاً أخر غيره.
وذلك بعد أن حقق كأس العالم 2022/ 2023 البطولة الأعلى في المشاهدات على مستوى التاريخ، و أكثر بطولة تم الحديث عنها.
وبرغم أنه لم يكن أقوى مرشح على الورق، وخاصة بعدما قدّم منتخب البرازيل عرضًا قويًا و مذهلاً من بداية المونديال.
حتى أن لاعبيه كانوا يلعبون وهم يشعرون أنهم أصحاب الكأس.
إلى أن خرجوا على يد مودريتش وأعوانه من منتخب كرواتيا.
ليفرش الطريق لميسي ورفاقه من منتخب الأرجنتين بسهولة ويسر حتى النهائي.
ليقع في مواجهة منتخب الديوك الفرنسية المنتخب الذي لديه العديد من اللاعبين الممتازين الذين تحتار في اختيار قائمته.
وليس فقط في اختيار الـ 11 لاعب الذين ستواجههم، المنتخب الحامل للنسخة السابقة من كأس العالم، منتخب اللاعب الجديد إمبابي الذي يحلم بالسيطرة على عالم كرة القدم بعد اعتزال ميسي وكريستيانو رونالدو ، منتخب حامل الكرة الذهبية كريم بنزيما والذي لم يلعب أي دقيقة مع منتخبه.
وبعد سيناريو شديد التشويق ، وسيناريو خيالي لنهائي كأس العالم والذي نجح ميسي فيه بتسجيل هدفين وضربه ترجيحية ليقود منتخب بلده للأمل المنشود لنهاية ينتصر فيها البطل بالتتويج بكأس العالم أخيرًا.
بعد مرور عام
وبعد مرور عام تقريبًا على أحداث كأس العالم، والذي من المفترض أن يَتناسى المشجعين والمصوّتين للبالون دور أحداثه.
وخصوصًا لوجود هالاند أيضاً في الدوري الانجليزي وسيطرته على الأنظار والأحداث الكروية.
ولذهاب ميسي للدوري الأمريكي، إلا أن ميسي يبقى ميسي ليتألق تألق شديد ويذكّر العالم مرة أخرى والمصوّتين به في فترة التصويت للبالون دور والتي كانت في سبتمبر 2023.
وهي الفترة التي عانى فيها هالاند من هبوط في المستوى خصوصًا بعد إصابة مدربه بيب جوارديولا لمدة شهر وغيابه عن التدريب.
وهذا الشهر الذي حدث فيه التصويت ليفوز ميسي بالكرة الذهبية الثامنة له، كأن الجمهور والمصوّتين والكل يريد أن يحتفل بالبطل ميسي.
لكل كرة ذهبية حصل ميسي عليها قصه تتحدث عن نفسها، لكل منها فيلم خاص بها.
مشوار من الكرات الذهبية للبرغوث ميسي
الكـرة الذهبية الأولى للبرغوث الأسطوري ميسي
لتكون البداية عام 2009 في هذا الوقت كان ميسي له سنتان يحصل على المركز الثالث خلف كاكا وكريستيانو رونالدو عام 2007.
وفي 2008 خلف كريستيانو، إلا أنه كان له أداء مهاريًا وفرديًا فارقًا عن الجميع.
ولذلك تستطيع أن تقول أن هناك مارادونا جديد في عالم كرة القدم العالمية.
ليحقق عام 2009 الثلاثية مع نادي برشلونة وأكملها بسداسية تاريخية لم تحدث من قبل في التاريخ.
ثم ليقدم أفضل أداء فردي، ويسجل في نهائي دوري الأبطال، ليحقق بإستحقاق الكرة الذهبية الأولى له في عام 2009.
والذي يصفها بأنها أفضل و أقرب الكرات الذهبية له.
الكرة الذهبية الثانيـة للبرغوث الأسطوري ميسي
في عام 2010 كان العالم كله ينظر لميسي ويركّز عليه ليقدم دائمًا الأفضلية.
عام 2010 العام الذي اندمجت فيه الكرة الذهبية مع جائزة ذا بيست لأفضل لاعب في العالم لأول مرة في التاريخ من منظمة الفيفا.
هذا الشيء الجديد والغريب لأنه بذلك كان في حاجه لتصويت الصحفيين والمدربين وقائدي المنتخبات.
ولذلك سيواجه ثلاث صعوبات أولهما أنه في حاجه لتقديم موسم تاريخي لينال به إعجاب الصحفيين والمصوّتين.
وكذلك في حاجة لتقديم أداء خرافي في مباريات مشهورة تعجب قائدي المنتخبات والمدربين.
الذين لا يملكون وقت لمشاهدة المباريات جميعها إلا المهمة منها.
والمشكلة الثانية كانت في كأس العالم والذي فاز به منتخب إسبانيا.
والمشكلة الثالثة كانت في دوري الأبطال التي أصبحت أعلى بطولة مشاهدة.
علاوة على ذلك كانت في أعلى رونقها والذي فاز بها اللاعب شنايدر بثلاثية مع انتر ميلان، لتزداد مهمته صعوبة بل تقترب من الاستحالة.
لكن ميسي يضرب كل هذا عرض الحائط ليقدم مستوى فردي تاريخي ليكون أول موسم له يحصل فيه على هدّاف الدوري.
كما حصل على الحذاء الذهبي، ويقدم مستوى خارق في دوري أبطال أوروبا.
أشهرهم 4 أهداف في شباك أرسنال، ثم هاترك في هاترك في هاترك في أندية إسبانيا.
التي جعلت العالم كله يتكلم عنه لشهرين متتاليين في حالة لم يشهد لها العالم الكروي من قبل.
لتجعل المدربين وقائدي المنتخبات وكذلك الصحفيين يدلون بأعلى الأصوات له بعده تشافي و إنيستا و شنايدر في المركز الرابع.
لتنتهي ملحمة هذه السنة بفوزه بالكرة الذهبية الثانية له بعد أداء فردي متفوق به على الجميع.
الكرة الذهبية الثالـثة
في عام 2011 تلك السنة الفردية التي لم يكن فيها منافسات للمنتخبات، والتي حصل فيها ميسي على الدوري الإسباني.
والحذاء الذهبي ودوري الأبطال، وكان هدّاف الأبطال، في تلك السنة التي حصل فيها على الكرة الذهبية الثالثة له.
والتي كانت من أكثر الكرات الذهبية المستحقة في التاريخ، لم يكن بها منافسة تذكر وقتها.
الكرة الذهبية الرابعـة
في عام 2012 يقدم أفضل موسم في تاريخ كرة القدم كلها، 50 هدف في الدوري الإسباني
ذلك الرقم الذي لم يستطع كريستيانو رونالدو ولا الظاهره رونالدو ولا امبابي ولا هالاند ولا حتى بنزيما أن يأتي بمثله في موسم واحد
ذلك العام الذي سجّل فيه ميسي 91 هدف في سنة ميلادية كاملة، و ذلك غير كمّ الأهداف التي صنعها
و في تلك السنة صحيح أنه لم يأخذ إلا كأس إسبانيا، لكن مستواه الخارق جعل الجميع يعترف بأحقيته ليأخذ الكرة الذهبية الرابعة له على التوالي، والتي لم يحقق من قبله أحد أكثر من ثلاث كرات غير درايف بومباستيك وبلاتيني ولكن ميسي يحقق الرابعة وعلى التوالي أيضًا.
الكرة الذهبية الخامـسة
بعد مغادرة مدرب بحجم بيب جوارديولا لنادي برشلونة متوجه للنادي الألماني بايرن ميونخ حدثت مشكله كبيرة لميسي
ولولا هذا التغيير كان من الممكن أن نرى ميسي يتوّج بالخامسة على التوالي
إلى أن أتى المدرب لويس انريكي لموسم 2014 / 2015، وليحقق ميسي الكرة الذهبية الخامسة له عام 2015
وذلك بتكامل غير عادي يشبه عام 2009 بثلاثية بطولية أنهاها بخماسية غير كمّ الأهداف التي سجّلها والأهداف التي صنعها
وذلك بتواجد ثلاثي هجوم برشلونة ميسي و نيمار و سواريز (M S N).
الكرة الذهبية السادسـة
بعد رحيل إنريكي ومجيء فالفيردي و سيتن وكومان تلك الفتره الصعبة التي فقد فيها بطولات كثيرة
حيث كان عام 2015 كانت أخر سنة فاز بها مع برشلونة بدوري الأبطال
وبرغم تقديمه مستوى خارق فردي سنويًا، فكان أكثر من حقق رجل المباراة في التاريخ
وكانت تلك الفترة أيضًا هي نفسها التي حصل فيها كريستيانو رونالدو على عدد متساوي من الكرات الذهبية مع ميسي بخمس كرات لكل منهما بعدما كان ميسي حاصلاً على أربع كرات ذهبية وكريستيانو رونالدو كرة ذهبية واحدة.
وهنا قام ميسي بأفضل ريمونتادا في التاريخ ليحصل على الكره الذهبية السادسة له عام 2019.
تلك الجائزة التي كانت تاريخية بمعنى الكلمة حيث تنافس فيها مع مدافع ألا وهو فان دايك اللاعب الهولندي.
فهو أفضل مدافع في العالم والذي كان يتحدث عنه العالم أجمع، وقامت له العديد من الحملات في الدوري الإنجليزي لم تُصنع لهالاند نفسه.
كان ميسي هدّاف الدوري الإسباني وبطل اسبانيا وهدّاف دوري الأبطال، والحاصل على الحذاء الذهبي.
ولكن في نفس الوقت كان خاسرًا لدوري الأبطال على يد فان دايك نفسه، فكانت المنافسة صعبة جداً.
بالإضافة إلى ذلك حصول فان دايك على جائزة أفضل لاعب في أوروبا.
ولكن حصل ميسي على الكرة الذهبية بفارق سبع نقاط لتأتي هذه الكرة الذهبية كأصعب كرة ذهبية حصل عليها ميسي بعد كرة عام 2010 ليفرق عن رونالدو مرة أخرى ولتبدأ نبوءة كرايف بالتحقق.
الكرة الذهبية السابعـة
وفي عام 2021 يحقق ميسي الكرة الذهبية السابعة، في تلك السنة التي بدأ يشعر فيها بالراحة النفسية.
وذلك بعدما تخلّص من مشاكله مع رؤساء نادي برشلونة، وذهب إلى باريس سان جيرمان ليلعب هناك لعبًا هادئا.
تلك السنة التي حدث فيها أهم فوز له وهو أول بطولة دولية مع منتخب الأرجنتين.
والتي تحدث العالم أجمع عن تلك البطولة ، بطولة كوبا أمريكا والتي فرحت بها الجماهير فرحة كبيرة.
وخصوصًا أن في تلك السنة كانت بطل أمم أوروبا هي ايطاليا وبطل دوري الأبطال هو نادي تشيلسي.
والنجم في تلك الفترة كان جورجينيو الذي كان من الصعب أن يصوّت له المصوّتين.
ليفوز ميسي بالكرة الذهبية السابعة متفوقًا على هداف الموسم وقتها ليفاندوسكي و الحاصل على لقب البودسليغا مع النادي الألماني بايرن ميونخ.
و بهذا يصيح ميسي من فاز بالكرة الذهبية مع ثلاث أندية مختلفة هم برشلونة باريس سان جيرمان وميامي الأمريكي.
وليصبح أول لاعب خارج القارة الأوروبية يفوز بجائزة البالون دور.
و ليكون من حقق تلك الجائزة على مدار ثلاث عقود مختلفة وثلاث أجيال مختلفة.
ولذلك ليصبح أكثر من حقق أعلى إنجاز كروي في تاريخ لاعب كرة قدم.
ولتستطيع أن تقول بكل ثقـة أن الكرة الذهبية هي التي تشرفت بلمس ليونيل ميسي لها.
تاركًا هو والدون كريستيانو رونالدو الساحة من بعدهما للاعبين آخرين كهالاند، وامبابي، وبلينجهام ليعيد آمال إنجلترا من جديد.
وفينيسيوس جونيور ليحيي آمال بلاد السامبا مجددًا بعد خيبة أمل في نيمار.
وبيدري إذا استطاع أن يتخلص من الإصابات و العديد من مواهب كرة القدم الأخري بعد سيطرت دامت 20 عام، عشرون عام من المتعة و التميّز و التفرّد.
البرغوث الأسطوري ميسي
التعليقات