الجينوم
كتبت: رحمة سلامة
مجرد تخاريف .. هكذا وصف عالم الآثار المصري زاهي حواس الآراء التي تداولتها مجموعة الأفروسنتريك داخل المتحف المصري .. فما القصة؟
انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي مجموعة من الصور لوفد إفريقي بداخل المتحف المصري يشرح فيه شخص إفريقي الحضارة المصرية .
كما وصل به الادعاء والافتراء إلى نسب الحضارة المصرية القديمة لهم.
وأثارت هذه الواقعة غضب المصريون واعتبروها حرب ثقافية على البلاد تهدف إلى سرقة الهوية المصرية والتاريخ المصري القديم بدون أي اثبات أو أدلة علمية صحيحة .
ولم تكن هذه الواقعة هي البداية بل سبقتها نشر منصة نتفلكس لفيلم كليوباترا، وظهرت فيه كليوباترا أفريقية ببشرة سوداء .
ولكن هل نحتاج لإثباتات أو أدلة لإثبات أن كل تلك الادعاءات كاذبة؟
بالتأكيد لا؛ فأبسط سبب يمكن تقديمه أن المصري يتميز ببشرة قمحية اللون وملامح بعيدة كل البعد على الافريقي الذي يتميز باللون الاسود و الأنف المفلطح والشفاه الغليظة نسبياً.
على عكس الملامح المرسومة للقدماء المصريين على المعابد والآثار الفرعونية والتي تتطابق مع ملامح المصريين المعاصرين.
علاوة على ذلك تم تصوير الأفارقة السود كأسرى حرب على جدران المعابد المصرية، فكيف يكون الأسرى الأفارقة أصحاب للحضارة؟
موجة من الغضب ضد بازار مصري
بعد أيام قليلة من واقعة المتحف المصري انتشر مقطع فيديو لصاحب بازار مصري بصحبة وفد إفريقي يشرح لهم ويروج لفكرة أن الحضارة المصرية القديمة قامت على أيدي الأفارقة السود.
كما ظهر في المقطع سيدة إفريقية عبرت عن سعادتها العارمة إثر ما قاله صاحب البازار واعتبرته واعتراف مصري بصحه أفكارهم.
ولاقى المقطع غضب الكثير من المصريين على وسائل التواصل الاجتماعي وطالبوا بسرعة ضبط وإحضار صاحب البازار لتشويهه للتاريخ المصري طمعا في كسب المال .
جهود الدولة لمواجهة حركة الأفروسنتريك
استعانت مصر بالجينوم لمنع سرقة تاريخها .
فقد قامت مصر بتدشين مشروع “الجينوم المصري” عام 2021 م واعتبر أحد المشاريع العلمية الكبرى في تاريخ مصر الحديث.
كما أن المشروع يقوم على جمع عينات الحمض النووي المختلفة للسكان المصريين في جميع أنحاء البلاد وتحليلها ودراسة الجينوم البشري لهم.
دور الجينوم في مواجهة الأفروسنتريك
تدعي حملات الأفروسنتريك أن المصريين القدماء كانوا أفارقة الأصل وسود البشرة ومشروع الجينوم يمكنه تقديم بيانات علمية دقيقة حول التركيب الجيني لدى المصريين القدماء والمصريين المعاصرين.
كما اثبتت الدراسات في الجينوم أن الحمض النووي للأسرة الثامنة عشر للملك توت عنخ آمون ارتبطت ارتباطا وثيقا وصل إلى نسبة 88.6 % بالمصريين المعاصرين.
بالإضافة إلى دراسة أثبتت أن الارتباط بين المصريين القدماء والأفارقة في جنوب الصحراء الكبرى ضئيل جداً ويكاد يكون معدوم .
التعليقات