إختطفت حركة الحوثي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر المياه الإقليمية لليمن.
وأعلنت ذلك رسميا بأن هذا ردا على الإعتداءات التي تتعرض لها غزة.
وانه سيتم خطف اي سفينة وتعطيل حركة الملاحة في باب المندب حتي تقف الحرب على غزة.
تصريح قائد حركة أنصار الله
اعرب عبد الملك الحوثي، قائد حركة أنصار الله، ان عيون صنعاء مفتوحة للرصد الدائم والبحث عن أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر.
و باب المندب تحديدًا وما يجاور المياه الإقليمية اليمنية،.
مؤكداً لن تتردد قوات صنعاء البحرية في استهدافها.
ولفت الحوثي في تصريح له إن “الإسرائيلي يعتمد في حركته في البحر الأحمر من باب المندب على التهريب والتمويه ولم يجرؤ أن يرفع الأعلام الإسرائيلية على سفنه”.
مكملاً ان “سفن العدو تعتمد التهريب وتغلق أجهزة التعارف في البحر الأحمر.
ومع ذلك لن ينجو وسنبحث عن سفنه ولن نتوقف عن استهدافها”.
واشار ان “اعتماد العدو الإسرائيلي أسلوب التهريب والتمويه في البحر الأحمر دليل خوفه ودليل على جدوائية وتأثير موقف بلدنا وشعبنا عليه”.
أوضح أن صنعاء ستهجم “بسفن العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وسننكل بهم.
وفي أي مستوى تناله أيدينا لن نتردد في استهدافه وليعرف بهذا كل العالم”.
وقال الحوثي إنه “منذ بداية الأحداث في فلسطين وصلتنا رسائل التهديد والترغيب من الجانب الأمريكي، وكلها لم نكترث لها”.
وأوضح ان الشعب اليمني “أعلن موقفه ومستعد لكل تبعاته، نحن شعب مجاهد وقدمنا التضحيات لثباتنا على موقفنا تجاه فلسطين و من أول يوم رفعنا فيه صوتنا”.
بالإضافة ان غلق مضيق باب المندب كما حدث من قبل في 1973 خاصة مع استمرار الكيان في حرب الإبادة التي يمارسها ضد ابناء فلسطين.
و ذلك بدعم من القوى الدولية، مما سيؤدي غلق المضيق إلى إعاقة الملاحة الإسرائيلية وخسائر اقتصادية ضخمة.
موقف الناشطين والخبراء والمحللين على مواقع التواصل الاجتماعي
لم تتوقف تغريدات الناشطين والخبراء والمحللين على مواقع التواصل الاجتماعي ، من الحديث عن اغلاق باب المندب.
و هذا القرار الذي أقره عبدالملك الحوثي، حيث اتخاذه في خطابه الأخير، كخطوة تصعيدية المواجهة الاحتلال.
حيث كان الكثير منهم يتحدث بقناعة باستحالة اتخاذ هذا القرار.
والتي لم تتخذ سوى في 1973م، حيث كانت أمريكا والغرب أقل هيمنة على الشرق الأوسط.
علاوة على تعمق غيرهم في تحليل تبعاته ومدى تأثيره في المعركة الدائرة في الأراضي الفلسطينية.
بالإضافة إلى تكريس غيرهم لتسليط الضوء على شجاعة الحوثي وقدرته باتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب.
موقف نائب دائرة التوجيه المعنوي
أعرب العميد عبدالله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي، إن قرار اغلاق باب المندب في وجه الاحتلال لم يتخذ حتى في وقت العدوان وحصار اليمن على مدى اكثر من 8 سنوات.
و يرى أيضًا أن التاريخ سيخلد القرار الذي قررت صنعاء اتخاذه نصرة للمقاومة الفلسطينية في غزة.
هل اغلاق باب المندب أصبح ضرورة؟
وأضاف نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي ” في حرب 1973م قامت مصر بالتعاون اليمن، بإغلاق باب المندب أمام السفن الإسرائيلية، المتجهة من وإلى ايلات.
و خلال أيام الحرب الأولى كان الإسرائيلي يُكابر ولا يتحدث عن أي أضرار.
وذلك حتى لا يعطى الطرف الآخر انجاز في حين ان اقتصاده كان يزداد خسائر بشكل يومي.
لدرجة ان بعض المصانع توقفت ولم يفصح الإسرائيلي عن خطورة اغلاق باب المندب إلا خلال مفاوضات وقف الإشتباك او وقف إطلاق النار.
بالإضافة إلى أنه لم يكشف عنها الإسرائيلي بنفسه بل الطرف الامريكي وكان يلح على الجانب المصري انهاء اغلاق باب المندب.
و هنا شعرت مصر بأنها اتخذت خطوة مهمة كان لها دور في اخضاع الاسرائيلي اثناء تلك المفاوضات لدرجة ان الاسرائيلي اشترط انهاء اغلاق باب المندب مقابل فك الحصار على الجيش المصري.
وتابع بن عامر في تغريدة له ” اتحدث بهذه المعلومات حتى لا يتأثر البعض بما سيقال غداً او بعد غد لأن هناك من لا عمل له الا التشكيك والاستخفاف”.
و لهذا يجب ترك كل هؤلاء جانبًا وقراءة الخطوة من زاويتها الاسترايتجية وتأثيراتها على المعركة في غزة.
وقد بدأ بعض الخبراء المصريين يحذرون من تداعيات الخطوة اليمنية ويتخذونها دليلاً على ضرورة وقف اطلاق النار في غزة ”
هل اتخذت صنعاء سلاح آخر غير إغلاق باب المندب؟
لم يكن اغلاق باب المندب السلاح الوحيد الذي تتخذه صنعاء في دعمها الإنساني والأخلاقي.
كما وصفه الحوثي للمقاومة الفلسطينية ومواجهة المجازر الصهيونية في حق سكان غزة،
وفي وقت سابق نفذت صنعاء العديد من الهجمات الجوية في قلب الأراضي المحتلة ، ولن تتوقف عن استهداف الاحتلال فوق أي أرض وتحت أي سماء.
حيث إن إغلاق باب المندب سيكون مفصلًا في الحرب الحالية فهو لن يخنق الاحتلال اقتصاديًا فقط، كما يرى الخبير المصري سامح عسكر، بل سيجبره أيضًا على الإذعان لوقف الحرب او مواجهة أمر واقع باتساع رقعة الحرب إقليميًا وهو ما تخافه أمريكا وإسرائيل.
إغلاق باب المندب 1973م
قال اللواء سمير فرج، إن أساس فكرة غلق باب المندب إبّان حرب 1973م.
كانت إعاقة الملاحة الإسرائيلية بعيداً عن مدى الدفاع الجوي لدولة الاحتلال.
لذلك استبعدت القيادة المصرية مضيق “تيران”، واختير” باب المندب”.
وتمركزت القوات هناك مستهدِفة وقف الملاحة الإسرائيلية فقط دون غيرها.
بعد تأسيس شركة مدنية قبل بداية الحرب ببضعة أشهر باليمن.
ومنذ ذلك للحين وإسرائيل تبذل جهودها لتحسين العلاقات مع الدول الأفريقية المطلة جغرافياً على باب المندب، وذلك حتى تضمن حضوراً قوياً لها هناك.
حيث تشهد على ذلك قواعدها العسكرية في إريتريا، وهي إحدى الدول المطلة على المضيق.
و بالطبع تستمر في دفع الصراعات نحو المضيق، وذلك حتى لا تعود السيطرة العربية.
أهمية مضيق باب المندب
ما سبق تتضح أهمية مضيق باب المندب الجيوسياسية و الذي يعد واحداً من أهم الممرات الملاحية على مستوى العالم.
حيث تتشارك فيه كلاً من قارة أفريقيا وآسيا، ويربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي والخليج العربي والقرن الأفريقي.
وتمر خلاله ناقلات بترول تمثل 40٪ من التجارة العالمية في النفط.
ومن ثم يتسع المضيق بمساحة 30 كيلومتراً، وتفصل جزيرة بريم المضيق إلى قناتين، قناة صغيرة تعرف بـ “باب الاسكندر”.
وأخرى متسعة تعرف ب”دقة المايون”، وتتيح القناتان عبور السفن العملاقة وناقلات البترول في الاتجاهين.
حيث زادت أهمية المضيق بعد افتتاح قناة السويس عام 1869.
و ذلك لربط البحر الأحمر بالبحر المتوسط والمحيط الأطلسي.
فأصبح الطريق الرئيسي لمرور التجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا، بديلاً عن طريق رأس الرجاء الصالح.
التعليقات