من المعروف أن سن المراهقة يبدأ من الـ11 إلى الـ21، هذا السن يعتبرغاية في الأهمية والخطورة بالنسبة لأي شخص لأنه يتشكل فيه شخصية وطريقة تفكير وجسد المراهق..ولأن في هذه الفترة العمرية لا يزال الطفل مذبذب ومشتت ذهنيًا وفكريًا، لأنه مازال في مرحلة التكوين الذهني والجسدي، فمن الممكن أن تصدر منه أفعال تجلب له الضرر والأذى بناء على تفكيره المتسرع المذبذب.
و تفكير المراهق في سن المراهقة يدفعه للتعرف على العالم أكثر فأكثر، كما يدفعه لمحاولة الاستطلاع والتجربة لكن بدون خبرة كافية، بجانب التغير البيولوجي، فكل هذه العوامل في النهاية تؤثر على المراهق نفسيًا واجتماعيًا، كما تؤثر في تكون شخصيته.
سن المراهقة.. ومواجهة هذا المراهق قليل الخبرة والمعرفة بحكم سنه لنتيجة أفعاله التي من الممكن أن يكون منها صائب ومنها خطأ، تخرج أيضًا على هيئة انطباعات وأفعال وقرارات، والخوف هنا من انطباعاته الساخطة من المجتمع التي تدفعه للانعزال عن العالم، أو من قراراته وأفعاله الرافضة لرد فعل المجتمع عليه وعلى تصرفاته الاستكشافية بدون خبرة كافية.
استطلعت بوابة “العالم الأوسط” آراء بعض الأطباء النفسيين وعلماء الاجتماع، للوقوف على أهم المشاكل التي تواجه الآباء والأمهات مع أولادهم في هذه المرحلة العمرية الخطيرة وهي سن المراهقة وكيفية حلها، وكيف ننشئ مراهق سوي نفسيًا واجتماعيًا؟
ما هي أبرز مشاكل سن المراهقة الاجتماعية للجنسين ؟
قالت الدكتورة ابتسام مرسي، مدرس علم الاجتماع بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن من أهم مشكلات سن المراهقة التي يواجهها المراهق هي انعدام الحوار بينه وبين والديه.
وأضافت “مرسي” لبوابة «العالم الأوسط»، أن الظروف الاقتصادية الضاغطة تجعل الآباء في حالة انشغال تام عن أبنائهم بالعمل ومحاولات كسب الرزق.. بالإضافة إلى أنه يوجد البعض من الأمهات في زمننا الحالي تلهيهم وسائل التواصل الاجتماعي عن أبنائهم والاهتمام بشئونهم.
وأوضحت مدرس علم الاجتماع بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، أن الآباء الذين يريدون أن يصادقوا أولادهم ويحاولون التقرب منهم يشعرون بوجود فجوة بينهم وبين أبنائهم، وذلك نتيجة أن أبنائهم في هذه الفترة يخلقون لأنفسهم عالمًا خاصًا ومنعزلًا ومغلقًا عليهم بعيداً عن الأسرة.
وأكملت “مرسي” حديثها، أن انعدام الحوار بين الأبناء وآبائهم نتيجته وقوع الأبناء في مشاكل الشعور بالوحدة والإنغلاق على الذات، بالإضافة إلى سقوطهم في كثير من الأزمات مع محاولاتهم للخروج منها دون إخبار أهلهم بتلك المشكلات، وبسبب قلة الخبرة وصغر السن أحيانًا يقعون في أزمات أكبر.
وأشارت “مرسي” إلى أن هتاك بعض الألعاب على وسائل التواصل الاجتماعي بها خطورة كبيرة على حياة المراهقين والمراهقات في سن المراهقة، حيث تعد تلك الألعاب من ضمن المشاكل الكبيرة التي يواجهها المراهق في سن المراهقة ومن الممكن أن تصيبه بأضرار بالغة.
ولفتت “مرسي” إلى أن نتيجة انغلاق الأبناء على ذاتهم وانعدام الحوار بينهم وبين أسرهم دائما ما ينزلق بعض المراهقين في دوائر الإدمان ومشاهدة الأفلام الإباحية.
كيف يخلق الآباء أساليب ناجحة للحوار بينهم وبين أبنائهم في سن المراهقة؟
قالت مدرس علم الاجتماع بجامعة الأزهر، أن وجود وسائل التواصل الاجتماعي جعلت الأبناء لديهم قدرات تفوق آبائهم في هذا الجانب.
وأضافت أنه قديمًا كان الأبناء يلجأوا إلى آبائهم في كل شيء، ويشعروا أن آبائهم هم قمة العلم والمرجع.. لكن حاليًا أصبح الأبناء والمراهقين يشعرون أنهم أكثر معرفة من آبائهم بسبب التطور والانفتاح الموجود مع الأجيال الجديدة.
وأوضحت أنه لابد من استخدام أساليب الحوار الجيدة مع هذا الجيل المتطور في مرحلة سن المراهقة، فعلى الآباء مواكبة تطور أبنائهم.. كما يجب على الآباء مايلي:
- مراقبة تصرفات أبنائهم: دون أن يشعروا بتحكمهم فيهم والضغط عليهم، ومحاولة إحراجهم أمام أصدقائهم على وسائل التواصل الاجتماعي.
- تنمية السمات الشخصية للمراهق في سن المراهقة سن المراهقة
- إعطاء المراهق الثقة في نفسه: وذلك بأن يُصَدروا له أنه ليس بشخص فاشل لتعثره أو ضعيف.
- عدم توبيخ المراهق أمام أحد: فلا يتعمد الأب أو الأم من التقليل من شخصية المراهق أمام أحد.
- تكوين صداقات مقربة مع أبنائهم
كيف نحتوي المراهق أسريًا واجتماعيًا في مرحلة سن المراهقة ؟
أكدت مدرس علم الاجتماع، أنه على الآباء أن يبدأوا مع أبنائهم من الصغر، وذلك بتعليمهم أن الاجتماع الأسري والأسرة شيء مقدس، بحيث تحدد كل أسرة ساعة يوميًا، ويوم أو نصف يوم أسبوعيًا يجتمع فيه كل أفراد الأسرة مع بعضهم البعض وتُمنع الهواتف في تلك الفترات، ويتحدثون مع بعضهم ويشاركون مشاكلهم ومشاكل الأسرة مع بعضهم البعض.
وأضافت أنه يجب أن يجعل الآباء أبنائهم جزء وشريك مؤثر في الأسرة، وأن يتم الاستماع لهم واحترام آرائهم واقتراحاتهم.
وأشارت “مرسي” في حديثها إلى أن الزيارات الأسرية تجعل المراهق في سن المراهقة لا يشعر بالوحدة ولا يضطر إلى الانغلاق على نفسه أو إلى اللجوء إلى أشخاص غير أقارب للتحدث أو وقت وقوع المشاكل.
ما هي أبرز مشاكل سن المراهقة النفسية للجنسين؟
قالت الدكتورة أسماء مراد، أخصائية علم اجتماع المرأة والإرشاد الأسري وتطوير الذات، أن من أبرز مشاكل سن المراهقة النفسية مايلي:
- الشعور بالاغتراب داخل الأسرة
- قلة الدعم المعنوي
- شعور المراهق بعدم التوافق الفكري مع أسرته
- شعورهم بالوحدة، ولجوئهم للاصدقاء
- نظرة الأسرة لمشاكل المراهقين على أنها سخيفة وبسيطة
ما هي أصعب مرحلة في سن المراهقة؟
أوضحت “مراد” لبوابة «العالم الأوسط» أن أصعب مرحلة في سن المراهقة هي المرحلة الأولى، من بداية سن الحادية عشر، حيث يشعر المراهق في بداية مرحلة سن المراهقة أنه لم يعد صغيراً كما كان.
وتابعت: «و يعد أصعب ما في أولى مراحل سن المراهقة هو العند، فيرى المراهقين في سن المراهقة أن كل تفكيرهم وتصرفاتهم صائبة، بالإضافة إلى الاندفاع في تصرفاتهم دون تدبر كافي أو استشارة الأكبر سنًا».
ما أسباب عدم استقرار المراهقين نفسيًا؟
وأضافت أخصائية علم اجتماع المرأة والإرشاد الأسري وتطوير الذات، أن سبب عدم استقرار الأبناء في مرحلة سن المراهقة هو خلل الهرمونات الذي يحدث لهم، لأنهم في هذه الفترة على استعداد للنضج جسديًا وذهنيًا.
وألمحت إلى أن المراهقين في مراحل سن المراهقة المختلفة أنواع، منهم من يملك أحلام البطولة، ومنهم من يلجأ للرومانسية الزائدة، ومنهم من ينغلق على نفسه، ومنهم من يلجأ للتشدد الديني أو على النقيض الألحاد.
واستطردت: «كل هذه المخاطر التي من الممكن أن تحدث في سن المراهقة تحدث بسبب عدم احتواء المراهق أسريًا ونفسيًا منذ صغره».
الطريقة الصحيحة للتعامل مع المراهق
أكدت أخصائية علم اجتماع المرأة والإرشاد الأسري وتطوير الذات، أن الطريقة المثالية في احتواء المراهق في سن المراهقة ومعاملته معاملة صحيحة هي: أن نركز على 5 أشياء:
- مصادقة الأبناء
- الاستماع لهم
- احتوائهم فكريًا وأسريًا
- تقبل اختلافهم الفكري
- حثهم على التعمق في الدين
التعليقات