بقلم/ محمد حبيب
امنح طفلك الفرصة الكاملة للتعرف على الشيء الذي يخيفه، كتواجد الأم مثلًا مع الطفل ومشاركته فيما يخفيه والتفاهم معه بحوار مبني على الإقناع وليس المخادعة والتخويف الزائف.
تخويف الطفل بنار جهنم هو من أشد أنواع الكذب لأن أصلًا الطفل غير مكلف، ولا يُعد ذلك من تدريبه على مراقبة الله في أفعاله؛ فهذا يعطيه تصوّر ونظرة خاطئة عن الله يستخدمها في تعنيف غيره، فإذا سألك أولادك: صحيح إن اللي بيغلط هيدخل النار؟ قل لهم: لا، الله رحيم لا يعاقب الأطفال، لكن الذي يتعود في صغره على أشياء محرمة وهي الأشياء غير الجميلة عادة يستمر عليها في الكبر، وحينئذ فستُكتب له سيئات (عندما يكبر) والذي تكون سيئاته أكثر من حسناته يكون مهددًا بالنار وبالعقاب، فيكون هذا تجديدًا في فكره الديني فيتعود على قبول ذاته وذات الآخرين ويكون محصنًا من الأفكار المتطرفة والإلحادية المؤذية للغير.
ويعتقد كثير من الآباء والأمهات والمربين أن تخويف الطفل من أشياء معينة كفيل بتأديبه، إلا أن تخويف الطفل من الذهاب للطبيب لأخذ حقنة أو تخويفه من الأماكن المظلمة أو بالكلب أو من البعبع أو من الغولة وغير ذلك خطأ كبير؛ فهو أسلوب عقيم وضار؛ فهو ينشئ أطفالًا غير قادرين على المنافسة أو التحدي، ويؤدي لنتيجة وهي ظهور فوبيا الخوف من العلاج الطبي والدواء والخوف من الأماكن المظلمة وعدم القدرة على التحدي، بل يصبح الطفل عندما يكبر أسيرًا لماضيه ومتخوفًا من مستقبله، ويتحول الخوف لعادة أو مرض يتوحش تدريجيًا ليسيطر على دائرة حياة الطفل بالكامل، فيخشي من التحدث إلي الناس وخاصة المعارف الجدد، ويخشي من التعبير عن رغباته وأحلامه، بل يتحول الخوف إلي صفه سيئة تفرض نفسها وتسيطر على شخصيته طوال حياته، وتكون سببًا لنشأة العديد من السلوكيات المتطرفة.
والحل هو: امنح طفلك الفرصة الكاملة للتعرف على الشيء الذي يخيفه، كتواجد الأم مثلًا مع الطفل ومشاركته فيما يخفيه والتفاهم معه بحوار مبني على الإقناع وليس المخادعة والتخويف الزائف، فضلًا عن تدريبه على مواجهة خوفه بعد أخذ موافقته على خوض التجربة من دون تخويف، وعدم إجباره على عمل شيء لا يريده، وفي حالة خوف الطفل من شيء أو دخول مكان معين أو ركوب المصعد بمفرده مثلًا تقول له الأم تعالَ معي لأؤكد لك أنه لا يوجد ما يخيفك.
مقتطفات من كتابي علم نفس التطرف
التعليقات