هل رواية العنكبوت والحمامتين فى الهجرة النبوية صحيحة؟

قال د. شوقي علام، مفتى الجمهورية، إن ذكر العنكبوت والحمامتين في هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم صحيح وثابت بروايات صحيحة من طرق كثيرة في كتب السنة والسيرة، وممن أخرجها الأئمةُ: عبد الرزاق، والطحاوي، والطبراني، والسيوطي، كما صححها جماعةٌ من كبار المحدِّثين وحسَّنوها؛ منهم: الحافظ ابن كثير، والحافظ الهيثمي، والحافظ ابن حجر العسقلاني.

 

التسامح قبل الهجرة وبعدها

 

أكد مفتى الجمهورية، أن ما يثار من شبهات تزعم أن المرحلة المدنية لم تكن على قدر التسامح الذي كانت عليه المرحلة المكية إنما هي ناجمةٌ عن غيابٍ عن وقائع السيرة النبوية، وجهلٍ بأحداثها، أو تعصبٍ مقيتٍ تعامَى أصحابُه عن الحقائق التاريخية التي لا يسع منصفًا إنكارُها.

وأضاف «علام » فى جوابه على سؤال ورد لدراء الإفتاء المصرية يقول: «ما هو ردُّكم على من يقول: إنَّ الإسلام كان يدعو للتسامح والتعايش الديني قبل الهجرة، أمَّا بعد الهجرة فتحوَّل لفاشية لا تقبل التعايش؟» أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- حرص منذ اللحظات الأولى له في المدينة على نشر السماحة والتعاون بين ساكنيها.

وأوضح «مفتى الجمهورية» أن هذا يتضح جليًّا في المعاهدة التي عقدها النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع اليهود، كما كان صلى الله عليه وآله وسلم حَسَنَ المعاشرةِ والتعاملِ مع أهل الكتاب؛ يعطيهم العطايا، ويهدي إليهم، ويعود مرضاهم، ويتفقد محتاجيهم، ويقوم لجنائزهم، ويحضر ولائمهم، وكان يقترض منهم؛ حتى توفي صلى الله عليه وآله وسلم ودرعه مرهونةٌ عند يهودي في المدينة.

وأشار إلى أنه لم يقتصر تسامح النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بعد الهجرة على أهل الكتاب، بل تعداهم إلى المشركين أيضًا، مع أنهم كثيرًا ما تآمروا عليه صلى الله عليه وآله وسلم وأرادوا قتله؛ حتى أخرجوه من بلده مكة المكرمة وهي أحبُّ بلاد الله إليه، ثم حاربوه بعدَ ذلك في بدرٍ وأحدٍ والخندقِ، وقتلوا آل بيته وأصحابه رضي الله عنهم، وصدُّوه عن البيت الحرام، ومع ذلك كلِّه فقد كان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم يعاملهم بالحسنى، ويأبى الدعاء عليهم، وقابلهم في مكة بالعفو العام ليعلم الجميع بأن التسامح مبدأ إسلامي لا يتغيير.

التعليقات