عند ذكر اسم النبي محمد ، يلحِق المسلمون عبارة «صلى الله عليه وسلم» مع إضافة «وآله» و«وصحبه» في بعض الأحيان.
لمَا جاء في القرآن والسنة النبوية مما يحثهم على الصلاة عليه، فما حكم اختصار الصلاة والسلام على سيدنا النبي عند الكتابة إلى (ص) أو (صلعم)؟
حكم كتابة حرف الصاد (ص) أو لفظ (صلعم) بدلًا من كتابة (صلى الله عليه وسلم) بعد الاسم الشريف
قال الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية، إنه لا ينبغي للمسلم أن يستبدل الإشارة بحرف (ص) أو لفظ (صلعم) أو غيرهما بالصلاة والسلام على سيد الوجود صلى الله عليه وآله وسلم.
وذلك ردا على سؤال ورد لدار الإفتاء المصرية، والذي يقول: “ما حكم كتابة حرف الصاد (ص) أو لفظ (صلعم) بدلًا من كتابة (صلى الله عليه وسلم) بعد الاسم الشريف؟”.
وأضاف علام أنه لا يحسن به فعل ذلك؛ فهو أمر منهي عنه كما قرره العلماء.
كما أن فاعل ذلك يخشى عليه أن يكون ممن حرّم من فضل الله تعالى ورحمته؛
لما في ذلك من التكاسل عن تحصيل الثواب العظيم والأجر الجزيل.
ولما فيه أيضًا من سوء الأدب والجفاء والتهاون مع جنابه الرفيع صلى الله عليه وآله وسلم.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل القربات
أوضح علام أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل القربات عند الله تعالى؛
لقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
وتتأكد هذه العبادة الجليلة عند ذكر اسمه المنيف صلى الله عليه وآله وسلم.
حتى إن مَن يتراخى عنها عند ذكر الاسم الطاهر يتوجه إليه الذم واللوم؛ لسوء صنعه.
وكل الأعمال بين القبول والرد إلَّا الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإنها مقبولة قولًا واحدًا.
حكم اختصار الصلاة والسلام على سيدنا النبي عند الكتابة إلى (ص) أو (صلعم)
بين علام أن كلمة (صلعم)؛ منحوتة من قولنا: “صلى الله عليه وآله وسلم”.
ومعنى النحت أن تؤخذ كلمتان أو أكثر، وتنحت منهما كلمة تكون مأخوذةً منهما جميعًا ومعبرةً عنهم.
وهذه الكلمة وغيرها من نحو (ص) ممَّا يقصد به الاكتفاء والإشارة إلى الصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم عند ذكر اسمه الكريم يعد من العادات السيئة والخصال المذمومة.
سواء قصد بها الاختصار أو التخفيف لكثرة ورودها أو غير ذلك.
ولا يفعل ذلك إلا محروم من بركة الصلاة والسلام على سيد الكونين صلى الله عليه وآله وسلم.
ما قاله العلماء فيمن يقوم باختصار الصلاة والسلام على سيدنا النبي
قال المفتي إنه من شناعة هذا الأمر أن العلماء قد وصفوا مَن يقوم بهذا الفعل بأنه متهاون كسول محسوب على الجهلة.
وأنه إنما يفعل ذلك لقلة أدبه مع الجناب النبوي الشريف صلى الله عليه وآله وسلم.
التحذير من الاستهانة باختصار الصلاة والسلام على سيدنا النبي إلى لفظ (صلعم)
بالإضافة لكلِّ ما سبق فإن لفظة: (صلعم) بخصوصها قد تُجرِّئ بعض السفهاء المتربصين بالجناب النبوي الشريف أو غيرهم على الاستهانة بمقامه الرفيع؛
كأن يقولوا على سبيل الاستهزاء أو الاستهانة أو غير ذلك: “قال صلعم كذا” أو نحو ذلك؛ وهذا ممتنع بالإجماع.
فقد أنكر الله تعالى على من يفعل ذلك وخاطبه موبخًا له بقوله: ﴿قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ﴾ [التوبة: 65].
وقد انعقد إجماع الأمة على منع وتحريم الاستهانة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
التعليقات