خطوات تجعلك معلمًا متميزًا
بقلم/ أحمد الأصلي
رائد أعمال وخبير تربوي
المعلم المتميز.. الإنسان الطَموح دائمًا ما يبحث عن تميّزه عن غيره من زملائه.. فإن كنت معلما متميزا طَموحًا، فأنت حتمًا تبحث عن التميّز؛ حتى تخدم مجتمعك وطلابك، وتحقق طموحاتك وأهدافك التي تريد تحقيقها وإنجازها. وإن كنت أبًا أو أمًّا، فأنت أيضًا تبحث عن المعلم الذي يساعد طفلك على التعلم والإبداع، ومساعدته في تحقيق أهدافه وأهدافكم في أولادكم.
وفي هذا المقال نستعرض معكم أهم ١٠ خطوات تجعلك معلمًا متميزًا..
أنت كمعلم يجب عليك أن تجري تأملًا ذاتيًّا لتحديد مدى امتلاكك المهارات التالية. ومدى اتباعك لهذه الخطوات التي سنذكرها لكم في هذا المقال. لتعمل على تطوير نفسك مهنيًّا وتربويًّا..
١٠ خطوات – المعلم المتميز
١- التمكن من تخصصك:
كن متمكنًا من المادة الدراسية الذي تتخصص فيها (علوم، دراسات، رياضيات، لغات، …)، وعلى دراية بأهم متطلبات المنهج الدراسي. بحيث تكون على معرفة بأفضل طريقة لإيصال المادة، وتقديم التغذية الراجعة للطلاب عن تعليمهم.
٢- التعامل مع الفروق الفردية لطلابك:
امتلك الأدوات المتميزة للتعامل مع مستويات واهتمامات الطلاب المختلفة!
الصفوف الدراسية في الوقت الحالي مليئة بالمتعلمين المختلفين. يوجد في غرفة الصف طلاب متفوقون، وطلاب لديهم صعوبة تعلم أو فرط حركة، أو طلاب منخفضو التحصيل لأسباب عديدة، كالحرمان البيئي.
لذا فإن المعلم المتميز لديه معرفة ومهارة لتقديم تعلم يناسب جميع المتعلمين في صفه. بعيدًا عن النشاط الواحد الذي يصممه لجميع الطلاب. بل إن خبراء التعلم يوصفون المعلم المتميز بأنه المعلم الذي يستطيع اكتشاف قدرات واهتمامات طلابه. بحيث يخطط درسه لِيُلَبّي تلك القدرات والاحتياجات.
٣- استخدام التكنولوجيا في التعليم:
لا يقتصر دمج التكنولوجيا في التعليم على عرض المعلومات. بل يشمل تفاعل الطالب في التعلم والحصول على تغذية راجعة. دخل استخدام التكنولوجيا في التعليم بقوة. خاصةً بعد انتشار جائحة كورونا؛ لذا فإن المعلم المتميز لا يكتفي باستخدام وسائط تكنولوجية قائمة على نقل المحتوى الدراسي. بل يستخدم أدوات تعلم تكنولوجية تفاعلية، تتيح للطالب التعلم باستقلالية والحصول على تغذية راجعة مباشرة.
٤- امتلاك المعرفة والمهارة في تعديل السلوك:
لا يقتصر دور المعلم على تدريس المادة الأكاديمية. بل لديه أدوار تكاد تكون أهم من ذلك، مثل تعليم طلابه سلوكيات وعادات دراسية إيجابية، فيمتلك مهارات الوقاية من سلوكيات سلبية. كالتنمر، ونقص الدافعية عند الطلاب، كما يجب أن يكون لديه دراية بتعديل تعلم السلوك وطرق التعزيز.
٥- الإخلاص – المعلم المتميز:
المعلمون المخلصون لا يوفرون جهدًا في متابعة الطلاب أكاديميًّا وسلوكيًّا، فأيهما أفضل.. معلم مخلص قليل الخبرة لكنه لا يألو جهدًا في متابعة أدق تفاصيل تعلم طلابه من حيث القراءة، والتعبير، والإملاء والتفكير؟ أَمْ معلم مؤهل وذو خبرة، لكنه يقدم الحد الأدنى مما يمتلك؟
شاركنا برأيك في التعليقات أسفل المقال.
٦- القدرة على التعلم المستمر والإبداع:
الإبداع من الصفات التي يمكن للمعلم تعليمها للطلاب من خلال أنشطة التعلم المتعددة. فكن دائم البحث والتعلم والتجديد. لا تكرر نفسك، امتلك مهارة الوصول لأحدث الطرق التربوية. سواء كانت دراسات أم من خلال كتب أو مواقع تربوية.
٧- امتلاك معرفة وقدرة على تطبيق الدمج التعليمي:
يجب عليك كمعلم امتلاك المعرفة والمهارة في التربية الخاصة تؤهله لكي تتمكن مع التعامل مع ذوي الإعاقات ودمجهم في غرفتك الصفية. إن التعليم الحديث قائم على الترحيب بجميع المتعلمين. بمن فيهم طلاب التربية الخاصة، فالتوجه لدمجهم في التعلم العام في ازدياد؛ لما له من فوائد في تعلمهم وانخراطهم اجتماعيًّا مع أقرانهم. إن تطبيق الدمج التعليمي يحتاج مهارة أوسع من مجرد التعامل مع الفروق الفردية للطلاب. ويتطلب مستوى احترافي في معرفة الأدوار التي يمكن لمعلم التربية العامة القيام بها والأدوار التي يمكن لمعلم التربية الخاصة القيام بها. وذلك يتطلب مهارات العمل التعاوني بين معلم التربية العامة ومعلم التربية الخاصة.
٨- امتلاك استراتيجيات تعلم متنوعة، ونقلها لطلابه:
إن امتلاك المعلم أساليب تعلم متعددة يساعده في اختيار الأسلوب الأنسب لتعليم الطلاب المهارة الدراسية أو المحتوى. وإن محدودية أساليب التعليم لدى المعلم يجعل دروسه مكررة، ورتيبة. المعلم المتميز لديه دراية بكيفية حدوث التعلم، ويمتلك مجموعة واسعة ومتنوعة من استراتيجيات التعلم، وأساليب التعلم الحديثة، تمكنه من تصميم درسه بشكل يحقق أهداف التعلم. يجيد استخدام الاستراتيجيات المناسبة للمهارات الدراسية. ولا يكتفي باستخدام أساليب التعليم لتخطيط وتنفيذ الدروس فقط. بل يتوسع ويعمل على تعليم الطلاب كيفية استخدام هذه الاستراتيجيات لتكون جزءًا من تعلمهم. فيصبحوا قادرين على استخدام: المخططات، والتحليل، والتفكير الناقد، وحل المشكلات، والعصف الذهني… في كل المواقف التعليمية الجديدة.
لدى المعلم المتميز استراتيجيات تعلم وطرق تعلم حديثة. كذلك تكون لديه مرونة ومعرفة دقيقة بـ(لماذا، متى، وكيف) يستخدم أي استراتيجية تعلم. فعلى سبيل المثال: يمكن للمعلم استخدام المخططات البصرية لمساعدة الطلاب على تحليل وتصنيف وتذكر كمّ كبير من المعلومات، أما عندما يُدرس طلابه حرفًا جديدًا. فيمكن له استخدام النمذجة في النطق ورسم الحرف.
٩- تطبيق أحدث أساليب التقييم بفاعلية:
لا تكتفي بتطبيق نوع واحد من أنواع التقييم كالاختبارات الورقية فقط. بل لا بد أن تمتلك مهارة تطبيق أنواع التقييم المتنوعة. كالملاحظة، وملف إنجاز الطالب، ومشاريع التعلم، والاختبارات القصير، التقييم الذاتي، تقييم الأقران، الاختبارات الإلكترونية، معايير الأداء. كما أن لديه مهارة باستخدام نتائج التقييم بحيث يعكسها على تعلمهم. فإذا وجد المعلم أن أحد طلابه يتسرع بالإجابة عن الأسئلة، فيزوده بهذه الملاحظة، ويزوده باستراتيجية تساعده في التعامل مع الاختبارات. مثل: تقسيم الأسئلة إلى سهلة ومتوسطة وصعبة. بحيث يدير وقته بناءً على الأسئلة ووقت الحصة.
١٠- متعاون ومتواصل:
العمل التعاوني ثقافة وممارسة.. فاقد الشيء لا يعطيه. فكيف يمكن لمعلم لا يجيد مهارات العمل التعاوني أن يغرس هذا السلوك بين طلابه. خصوصا أن أغلب المهن والأعمال في القرن الواحد والعشرين قائمة على مهارات التعاون وعقد شراكات والعمل ضمن فريق، لذا فإن المعلم المتميز يتعاون مع زملائه ويتبادل معهم الأفكار، ويشترك معهم في أنشطة تعلم.
كما أن المتعلم المتميز متواصل فعال، فالمعلم من أهم النماذج التي يتعلم الطالب منها الكثير من العادات، فالمعلم المتميز يمتلك ويستخدم مهارات تواصل فعالة تساعد في بناء أجواء تعلم إيجابية، ولغة مليئة بالتشجيع والتحفيز والحيوية، فهو قائد غير متسلط يتعلم منه الطلاب التعاطف ومهارة الاستماع، وعقلية التفكير المنطقي، وحل المشكلات، بالإضافة إلى اللغة السليمة والراقية في شكلها ومضمونها.
وفي الختام أنصحك عزيزي المعلم أن تتبع هذه الخطوات في رحلتك المهنية، وأنصحكم أيها الآباء والأمهات باختيار المعلم الذي يتبع تلك الخطوات لتربية أولادكم وتعليمهم بالشكل المناسب.
خطوات تجعلك معلمًا متميزًا
التعليقات