
شروق الشحات
بطل من أبطال حرب أكتوبر عام 1973، حفر اسمه بأحرف من نور في قائمة البطولات العسكرية، ليست على مستوى مصر بل على مستوى العالم كله، بسبب إنجازاته في حرب أكتوبر، صنف على أساسها:
1-الأول على العالم في تدمير دبابات العدو.
2-صاحب الرقم القياسي العالمي في تدمير دبابات العدو.
هو البطل الرقيب أول مجند محمد عبد العاطي شرف الملقب “بصائد الدبابات”
مولده وحياته:
ولد “عبد العاطي”، في 15 ديسمبر عام 1950، بقرية شيبة قش، بمركز منيا القمح، محافظة الشرقية، تربى في بيت متواضع، وأسره بسيطة وكان والده يعمل بالفلاحه، وتوفي والده وهو في سن العشر سنوات، وكان أصغر أخواته، تربي علي التربية الإسلامية وحفظ القرآن الكريم، وكان يحب التصويب وممارسة الرياضة مع اصدقائه، وممارسة أعمال الفلاحه في الحقل، وكان حافظا لكتاب الله تعالى، التحاق بكلية الزراعة، وتخرج منها وعمل مهندسا زراعيا في منيا القمح.
التحاقه بالجيش:
التحق بالجيش، فى 15 نوفمبر 1969، بالقوات المسلحة، وكانت هذه الفترة، فترة التعبئة العامة في البلد، ثم دخل الصاعقة، وانتقل بعد ذلك إلى المدفعيه الكتيبه رقم 35 مقذوفات موجهة مضادة للدبابات، وهنا تدرب على الرماية بالصواريخ، وتحديدا الصاروخ «فهد»، وكان من أحدث الصواريخ المضادة للدبابات في ذلك الوقت، وكان هذا الصاروخ يتميز بقدرته الفائقة على التدمير، ويقطع مسافة 3 كيلومترات في 27 ثانية، ويتم توجيه بالسلك، فكان يحتاج هذا الصاروخ إلى نوع خاص من الجنود، لديهم قوة التحمل والأعصاب، والحساسية في الوقت، والتحكم فيه من لحظة إطلاقه وصولا إلى الهدف، ويحتاج أيضا إلى تدريبات شاقه ومكثفة.
تم اختيار “عبد العاطي” لأول بيان عملي لهذا الصاروخ، أمام قائد سلاح المدفعية، وتفوق والتحق بعدها بمدفعية الفرقة 16 مشاه، بمنطقة بلبيس وبعد عمليه ناجحة لإطلاق الصاروخ، تم تكليفه للإشراف على أول طاقم صواريخ، من الأسلحة المضادة للدبابات في مشروع الرماية، الذي حضره قيادة الجيش المصري، وبعدها تم ترقيته إلى رتبة، “رقيب مجند محمد عبد العاطي شرف”.
المهمة التي كلف بها في الحرب:
بعد العبور في القوارب المطاطيه، هو والجنود وتسلقهم خط “بارليف”، كانت المهمة الأولى صد هجوم العدو المفاجئ، والمهمة الثانية العمل خلف خطوط العدو، بمعني أنه كان يزرع ككمين في وسط قوات العدو، وكانت مهمته الأساسية، تأمين القوات المرتجله وحمايتهم لمسافة 3 كيلو مترات، أي أنه كان يوجد في وسط العدو وخلفه، مواجها القوات الإسرائيلية والنيران بشكل مباشر، وعلى الرغم من ذلك حقق أرقام أسطورية.
البطولة التي قام بها في نصر اكتوبر عام 1973:
أطلق أول صاروخ في 8 اكتوبر عام 1973، على دبابه إسرائيلية وتمكن من إصابتها، بعد تحكمه البالغ الدقة في اتجاه الصاروخ، وفي غضون 30 دقيقة استطاع تدمير 9 دبابات، وفي اليوم التالي، دمر مجنزره وثلاث دبابات، حتى بلغ رصيده 17 دبابة، ووصل رصيده يوم 10 أكتوبر، إلى 23 دبابة وثلاث عربيات مجنزره.
ومع نهاية الحرب، كان حصيلة الدبابات التي دمرها 27 دبابة، من ضمنهم دبابة اللواء 190 مدرع بقيادة “عساف يجورى”، وطلب عساف يجوري بعد ذلك، من اللواء “عادل يسري” قائد الفرقة 112 أن يرى الجندي الذي دمر دبابته، وتم استدعاء “عبد العاطي” لمقابلته، وعندما رآه “عساف”، قام وهو مقيدا والقي عليه التحية العسكرية تكريما له.
الأوسمة التي حصل عليها:
1- بعد انتهاء الحرب تم تكريمه، كأشهر صائد دبابات في أكتوبر عام 1973، وأشهر سائق دبابات في العالم.
2–وفي عام 1974 منحه الرئيس الراحل “أنور السادات” وسام “نجمه سيناء” العسكرية من الدرجة الثانية، في احتفالات اكتوبر تقديرا للأعمال التي قام بها.
3–حصل على وسام “الشجاعه الليبي” من الرئيس الراحل “معمر القذافي” في احتفالات النصر المجيده في حضور “السادات”.
4- دعاه الفريق أول أحمد إسماعيل، وزير الدفاع، لفتتاح معرض الغنائم في عام 1973، وسلم له المقص لينوب عنه في افتتاح المعرض.
وفاته:
وترك العسكرية عام 1974، والتحق بمؤسسة استزراع وتنميه الاراضي، بكفر الشيخ، ثم صان الحجر، ثم منيا القمح، توفي في 9 ديسمبر عام 2001، بمستشفى الزقازيق الجامعي، بعد معاناة لمدة خمس سنوات مع فيروس الكبد الوبائي، رحل “عبدالعاطي”، وبقيت كلمات الأبنودي لهُ، التي كتبها من باريس، تحت عنوان “الاسم المشطوب”:
«عارفك مُمتش علة
مُت تعب
ماهو كام سنة يا صحابي
يتحمل الحطب..نار الغضب؟
وكل ما تبرق صور في الذاكرة
للدبابات اللي حرقت ( بفتح الحاء والراء )
أو الجنود اللي قتلت
ولما م الضحك اتمزعت
بفرحة النصر اللي كان ابداع
كل اللي ضاع منك مع اللي ضاع
تخمدها بكفوفك بصمت رهيب
من غير ما تعتب ع الوطن
وتودي وياه في الألم»
رحم الله شهداء وأبطال نصر أكتوبر، هؤلاء الذين ضحوا بارواحهم، و تركوا الأهل والأحباب، للجهاد في سبيل الله والدفاع عن الوطن، ونيل الشهادة حققتم النصر وجعلتم للعالم يدرك قوة الجيش المصري، و رفعتم علم بلادكم فوق رؤوس أعدائكم، فمصر تحييكم وتذكر وشعبها بكم دائما وتحدثهم عن بطولاتكم، فسلام الله على أرواحكم الذكية الطاهره، التي أبهرت العالم، وحققت النصر، و لا ننسى أيضا جنود سيناء العيون التي لاتنام من أجل حمايتنا ولنيل شرف الشهادة في اي وقت، لا يترددون لحظة لتقديم أرواحهم فداء هذا البلد الطاهر.
التعليقات