الزمان: اليوم العاشر من شهر الله المحرم
المكان: مصر، تركيا، اليونان
يحتفل اليوم المصريون والشعوب الإسلامية كافة من مختلف بقاع الأرض بـ «عاشوراء»، فرحًا بنجاة سيدنا موسى -عليه السلام- وقومه من فرعون، وقد أطلق عليه هذا الاسم نظرًا لأنه يكون في يوم 10 من شهر محرم الهجري، وحثنا رسولنا الكريم على صيام هذا اليوم.
ومن أهمية هذا اليوم عند المسلمين، أطلقوا اسمه حبًا فيه على «حلوى» يصنعونها احتفالا بهذا اليوم وهذه الحلوى يصنعونها من القمح واللبن كمادة أساسية في صنعها، وغالبًا ما تتشابه مكوناتها وطريقة تحضيرها في جميع الدول تقريبًا.. ويعتبر طبق عاشوراء من أشهر الأكلات الإسلامية المشهورة والتي يحرص المسلمون والمصريين على أكلها في هذا اليوم.
وحتى الآن لا يعرف من هو أول من صنع طبق العاشوراء الذي ارتبط ارتباطا وثيقا بهذه المناسبة، والأحداث التي حدثت في يوم عاشوراء كثيرة.. ففي يوم عاشوراء نجى الله موسى من بطش فرعون وقومه ويصوم المسلمين فيه سنة مؤكدة، ويقدسه الشيعة حزنا على مقتل سيدنا الحسين.
يعتقد البعض أن أصل طبق العاشوراء يرجع للدولة العثمانية أو أرمينيا لكن الاحتفال بيوم عاشوراء ثابتا في البلاد العربية والإسلامية.. ونستعرض اليوم، الأصل التاريخي لحلوى العاشوراء.
العاشوراء التركية
يعتبر الأتراك حلوى العاشوراء التي تصنع من القمح والفاصوليا والحمص والمكسرات وقطع الفاكهة والتي يطلق عليها «آشورا»، أقدم الأطعمة التي عرفها الإنسان، وأول من صنعها كان نبي الله نوح.
وترجع القصة فى ذلك أنه حين صعد نبي الله نوح -عليه السلام- ومن آمن بالله من قومه من الطوفان في السفينة، وعندما قارب الطعام على النفاذ، جمع نبي الله بقايا الطعام وصنع منها المهلبية، التي عرفت بعد باسم عاشوراء.. والبعض يرجع أصلها إلى أرمينيا، إنه عندما بدأ الغذاء ينفد في السفينة، بدأ نوح بتجميع بقايا الطعام وطهيها في إناء، وكانت النتيجة “حلوى نوح” التي أصبحت عاشوراء بعد ذلك.
العاشوراء المصرية
مع دخول صلاح الدين الأيوبي إلى مصر، أراد أن يمحو كل ما يتعلق بإرث الدولة الفاطمية الشيعية بما في ذلك الأطعمة المرتبطة بيوم عاشوراء التي رسختها الدول خلال العقود الماضية.
وقد ذكر الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إنه كان يوجد عادات مثل شرب البن دون سكر، وأكل كبد الجمل، وأكل الخبز الأسود كانت منتشرة بين المصريين، فأراد صلاح الدين الأيوبي تغييرها عند دخوله إلى مصر في عام 1169م أن الطباخين في مصر أُمروا بصنع طبق عاشوراء الذي لا يزال المصريون يتوارثونه حتى اليوم، بدلا من الأطعمة التي ارتبطت بالدولة الفاطمية.
العاشوراء اليونانية
لدى اليونان حلوى تسمى “كوليفا” وهي نفس مكونات العاشوراء التي يعدها المسلمون، إلا أن الكوليفا يتم إعدادها في المآتم وتوزع في المقابر على أرواح الموتى لكونها ترمز للموت والبعث.
ورغم ارتباط الكوليفا بالمسيحية الأرثوذكسية حاليا، فإن جذورها متأصلة منذ العهد الهلنستي، إذ كانت تطبخ في الأعياد الوثنية كعيد “أنثيستريا”.
وتظل “حلوى عاشوراء”، إحدى الطقوس الرئيسية للاحتفال بيوم عاشوراء، حيث تحرص الأسر على تحضيرها وتزيينها بالمكسرات المختلفة من زبيب وبندق وجوز هند وغيرها من المكسرات المختلفة التى تضيف لها طعم مميز ولذيذ، كما يفضل البعض الأخرى تناولها فى أى وقت خلال العام، لطعمها اللذيذ وسهولة هضمها، بالإضافة إلى فوائدها الغذائية .
التعليقات