
كتبت: إسراء إبراهيم
يحل علينا اليوم ذكرى وفاة عز الدين القسام 20 نوڤمبر 1935المسلم و الداعية و المجاهد وشيخ وأمير المجاهدين.
عز الدين القسام.. مولده
ولد عز الدين القسام عام 1883 وتوفي 20 نوفمبر 1935 واشتهر بألقاب عديدة منها أمير المجاهدين، شيخ المجاهدين في فلسطين، داعية الجهاد.
هو شيخ سوري من مدينة جبلة حارب ضد الفرنسيين في سوريا وضد الانجليز في فلسطين.

وُلد في بلدة جبلة غرب سوريا عام 1883، وقد هاجر جده من العراق إلى تلك البلدة.
قضى عز الدين القسام طفولته في جبلة، حيث تعلم القرآن والقراءة والكتابة والحساب.
عز الدين القسام.. نشأته
فهو نشأ نشأة ريفية لأسرة عُرفت بالعلم والتقوى.
وتعلم أيضًا تعليمًا دينيًا من والده، عبد القادر بن مصطفى بن يوسف بن محمد القسام، الذي كان يشتغل بعلوم الشريعة الاسلامية، وأمه حليمة قصاب من عائلة علم وخلق ودين.
دراسته للعلوم الشرعية
سافر القسام وهو في سن 14 عام، مع شقيقه فخر الدين إلى الأزهر ليدرس العلوم الشرعية.
وبعد سنوات من الدراسة، عاد بشهادة الأهلية.

تركت هذه الفترة أثرًا كبيرًا على القسام، حيث تأثر بعلماء الأزهر مثل الشيخ محمد عبده، وكذلك بالحركة الوطنية التي كانت تناضل ضد الاحتلال البريطاني.
بعد أن أتم دراسته في الأزهر، قرر عز الدين القسام أن يعود إلى بلدته جبلة التي تركها في عام 1896.
وبعد وقت قصير من عودته، قرر السفر إلى إسطنبول، عاصمة الخلافة العثمانية، ليطلع على أساليب تدريس الدروس المسجدية هناك.
لكنه لم يبقى هناك طويلاً، وعاد مرة أخرى إلى جبلة في عام 1903، حيث قرر أن تكون نقطة انطلاقه.
شجاعة عز الدين القسام في محاربة الاستعمار الفرنسي والبريطاني
كانت مقاومة الاستعمار الإيطالي في ليبيا والفرنسي في سوريا من أهم الصعوبات التي واجهتها المنطقة في بداية القرن العشرين.
ولعب عز الدين القسام دورًا هامًا في هاتين المعارك.
بعد احتلال إيطاليا لليبيا عام 1911، خرج عز الدين القسام إلى الشوارع ليجمع الناس ويحثهم على الانضمام إلى صفوف المقاومة ضد الاحتلال الإيطالي.
قاد التظاهرات الشعبية الداعمة لليبيا في مدن مثل جبلة واللاذقية والساحل وقرى أخرى.
قام عز الدين القسام بتجنيد مئات الشباب وجمع المال والمواد اللازمة للمقاتلين المتطوعين وعائلاتهم، ونجح في إقناع السلطات العثمانية بتوفير وسائل نقل لهم إلى ليبيا.
المقاومه والجهاد ضد الاستعمار الفرنسي
بعد ذلك، جاء الدور على الاستعمار الفرنسي في سوريا.
بعد احتلال فرنسا لسوريا في عام 1918، دعا عز الدين القسام إلى رفع السلاح والجهاد ضد الاستعمار الفرنسي.
وعمل على نشر الوعي وحث الناس على المقاومة وقام ايضًا بشراء الأسلحة ودرّب المجاهدين.
الدعوة إلى محاربة الانجليز
وفي إحدى خطبه، قال القسام أن الإنجليز كانوا هم سبب البلاء، ودعا إلى محاربتهم وطردهم من فلسطين قبل أن يحققوا وعدهم لليهود.
وقام بتحذير الفلسطينيين من الهجرة التي كان اليهود يقومون بها إلى فلسطين.
نضال عز الدين القسام من حيفا
فرّ الشيخ القسام إلى فلسطين عام 1921، مع بعض رفاقه، بعد فشله مع عمر البيطار في ثورة جبل صهيون السورية (1919-1920).
وقد صدر بحقه حكم بالإعدام غيابي من الاحتلال الفرنسي.
واستقر في مسجد الاستقلال في الحي القديم في حيفا، حيث استقبل الفقراء الفلاحين الذين نزحوا من قراهم.
وقام عز الدين القسام بمحاولة لتعليمهم ومكافحة الأمية التي انتشرت بينهم.
فكان يقدم دروسًا ليلية ويزورهم دائمًا، وكان يحظى بتقدير واحترام الناس.
انضم القسام إلى المدرسة الإسلامية في حيفا ثم الى جمعية الشبان المسلمين هناك، وأصبح رئيس للجمعية في عام 1926.
وخلال تلك الفترة، دعا عز الدين القسام إلى الاستعداد للجهاد والمقاومة ضد الاستعمار البريطاني، وركز في دعوته العامة بين الفلاحين في المساجد في شمال فلسطين.
الصهيونية أعداء للوطن الاسلامي
منذ وصوله إلى فلسطين، أدرك عز الدين القسام خطورة التهديد الصهيوني والدور الذي تلعبه سلطات الانتداب البريطاني.
دعا في خطبه إلى مواجهة المستوطنين اليهود “كأعداء”
ووراء المنابر، كان يستعد القسام لقيادة أعمال سرية أكثر أهمية وخطورة. وعلى ضوء تجربته في الثورة السورية، كان يدرك أهمية التخطيط والتنظيم المدروس، والتأكيد على ضرورة السرية لتجنب أي هجمات من الاستعمار.
العصبة القسامية الجهادية
تشكلت العصبة القسامية الجهادية برئاسة المُجاهد عز الدين القسام في عام 1921 بعد وصوله إلى حيفا، حيث تمعن في دراسة تفكير البريطانيين واليهود في كيفية فصل فلسطين عن العالم الإسلامي، وبث القسام روح الجهاد في الشعب.
قام عز الدين القسام بكل هذا بشكل سري؛ لكي يتجنب أن ينكشف بواسطة السلطات البريطانية والعصابات.
وبعد أن اختار أعضاء جيشه، بدأ في تنفيذ عمليات جهادية فردية قبل أن يعلن خروجهم للجهاد.
وتمكن من تشكيل خلايا سرية مكونة من مجموعات صغيرة لا تتعدى خمسة أفراد.
وفي عام 1932، انضم إلى فرع حزب الاستقلال في حيفا وبدأ أن يجمع تبرعات من السكان لشراء الأسلحة.
لقد تميزت مجموعات القسام بتنظيم دقيق للغاية، حيث كانت هناك وحدات متخصصة ليدعو الناس إلى الجهاد والاتصالات السياسية والتجسس على الأعداء والتدريبات العسكرية.
وفي عام 1931، بدأت العصبة القسامية في تنفيذ عمليات فدائية مثل الهجمات على المستوطنات الصهيونية وإعداد كمائن للمستوطنين.
كان الهدف الرئيسي من ذلك هو وقف الهجرة اليهودية، وكذلك مطاردة العملاء الذين يتجسسون لصالح المخابرات البريطانية للانتقام منهم.
ومع ذلك، توقفت المجموعة بعد فترة قصيرة بسبب تسريب بعض أسرار التنظيم إلى البريطانيين، واستمرت هذه الحالة حتى نهاية عام 1935.
إعلان الجهاد
في نوفمبر 1935، اضطر القسام أن يُلعن الجهاد، على الرغم من عدم استكمال استعداداته العسكرية بشكل كامل.
ولكن اضطر إلى ذلك بسبب ارتفاع معدل الهجرة اليهودية إلى فلسطين في ذلك الوقت.
فقد وصل عدد اليهود إلى فلسطين في عام 1935 إلى نحو 62000 يهودي، وقاموا بامتلاك العديد من الأراضي؛ وبسبب تشديد السلطات البريطانية الرقابة على تحركات القسام، قرر القسام الهرب إلى المناطق الريفية.
استشهاد عز الدين القسام
في 15 نوفمبر 1935، عثرت القوات البريطانية مكان اختباءه في قرية البارد الريفية.
ومع ذلك، تمكّن هو و15 من أتباعه من الهروب إلى قرية الشيخ زايد. وفي 19 نوفمبر، لاحقتهم القوات البريطانية، التي قامت بمحاصرتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة.
وطالبت القوات القسام ورفاقه بالاستسلام، لكنهم رفضوا ودخلوا في اشتباك معهم.
خلال هذه الاشتباكات، قتل القسام أكثر من 15 جندي بريطاني، ودارت معركة متواصلة لمدة 6 ساعات بين الجانبين.
في نهاية المعركة في 20 نوفمبر، استُشهد أمير المجاهدين وبعض رفاقه، وجُرح وتم اعتقال الاخرون.
إن استشهاد عز الدين القسام كان له تأثير كبير في قيام الثورة الفلسطينية الكبرى في عام 1936.
فكان رحمه الله من أبرز المجاهدين في فلسطين ووفاته تركت أثر بلغ في نفوس الفلسطينين، فما زال اسمه حتى الآن يتردد في أفواه الفلسطينين.
التعليقات