
علامات حب الرسول صلى الله عليه وسلم
بقلم الأستاذ الدكتور عطية لاشين
أستاذ الفقه المقارن بكلية أصول الدين بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف
إن حب المؤمن لنبيه له شواهد وعلامات، ودلائل واضحات تسلم إليه، وتدل عليه، وليس الحب كلاما أجوف يقال، وتجري حروفه على اللسان، بل هو عمل وانباع.
ومن علامات حبه صلى الله عليه وسلم ما يلي :
١ الاقتداء والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شيء :
أقواله، أفعاله، وامتثال أخلاقه العالية، وتنفيذ أوامره، والبعد وعدم الاقتراب مما نهى عنه.
فإن من أحب شيئا آثره، وقدم موافقته في كل شيء : في العبادات، والمعاملات بله المباحات.
ولو لم يتم ذلك لم يكن المحب صادقا في حبه.
ودل على ما تقدم قول الله عز وجل :(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم )٠
دلت الآية أن اتباع الهدي النبوي موصل إلى حب الله، عز وجل، ومن أحبه الله اكرمه بغفران ذنوبه، وستر عيوبه، والعفو عن زلاته.
روى الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(يا بني إن قدرت أن تصبح وتمسي ليس في قلبك غش لأحد فافعل، ثم قال لي يا بني : وذلك من سنتي ( أي منهجي وطريقتي وأخلاقي ) ومن أحيا سنتي فقد أحبني ،ومن أحبني كان معي في الجنة ).
دل الحديث على أن امتثال سنته صلى الله عليه وسلم والتمنهج بها طريق مؤدي لمحبته صلى الله عليه وسلم ومحبته طريق موصل إلى الجنة برفقته صلى الله عليه وسلم ٠
والنتيجة أن من التزم هدي سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأسى به كان كامل المحبة له صلى الله عليه وسلم.
والعكس صحيح من خالف هديه وشق عصا الطاعة على سنته وهديه كان في إيمانه ريب وشك، وفي قلبه دخن وفي عقيدته زيغ.
وعلى قدر التزام المسلم بهدي النبي، وأخلاق النبي، وسنة النبي يعرف درجة محبته له صلى الله عليه وسلم.
٢ من علامات حب النبي صلى الله عليه وسلم :
كثرة ذكره
فمن أحب شيئا أكثر من ذكره، وقضى فيه معظم وقته، والمسلم المحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم تراه مرتبطا به دائما في كل شيء.
فتراه يقول قال رسول الله صلى عليه وسلم كذا، وفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا.
وترك رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا، ولبس رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا.
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا، ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كذا.
فهو دائما ذاكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند كل فعل وترك.
وعند كل حركة وسكون، فرسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغيب عن باله.
فهو حاضر بهديه وبأقواله وأفعاله في كل لحظة ووقت وآن ٠
جعلنا الله وإياكم من المحبين له عز وجل ولنبيه صلى الله عليه وسلم ٠
علامات حب الرسول صلى الله عليه وسلم
التعليقات