فتنة المسيح الدجال
كتبت: سارة سلامة فريج
فتنة المسيح الدجال أعظم فتنة تواجهها الأمة إلى قيام الساعة، وكان كل نبي يحذر أمته من الأعور الدجال.
واختص سيدنا رسول صلى الله عليه وسلم بزيادة التحذير والإنذار لأمته، وقد بين الله له كثيراً من صفات الدجال تحذيرا للمسلمين لإنه خارج في هذه الأمة لا محالة.
وفي هذا التقرير سنوضح لك ما هي الأمور التي تنجيك من فتنة المسيح الدجال؟
معنى المسيح الدجال؟
ذكر العلماء أقولا كثيرة في معنى المسيح منها:
أن هذا اللفظ يطلق على الصديق وعلى الكذاب.
فالمسيح عيسى ابن مريم الصديق فهو مسيح الهدى.
والمسيح الدجال هو الكذاب ، مسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه من الآيات كإنزال المطر وإحياء الأرض بالنبات وغيرهما من الخوارق .
ولذلك قال العلماء أن سبب تسمية الدجال بالمسيح بهذا الاسم هو: أن إحدى عينيه ممسوحة، وقيل : لأنه يمسح الأرض في أربعين يوماً.
ولكن القول الأول هو الراجح ، لما ورد عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ .. ”
ما معنى كلمة الدجال؟
الدجل : هو الخلط والتلبيس، والدجال : المُمَوّه الكذاب ، الذي يُكثر من الكذب.
ولذلك استخدمت لفظة ” الدجال ” كعَلَماً على المسيح الأعور الكذاب، وسمي الدجال دجالاً : لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم.
علاوة على ذلك قد ذكر الإمام الرازي: أن المسيح الدجال سمي مسيحاً لأحد أمرين أولهما: لأنه ممسوح العين اليمنى، وثانيهما: لأنه يمسح الأرض أي يقطعها في زمن قصير لهذا قيل له: دجال لضربه في الأرض وقطعه أكثر نواحيها.
من هو المسيح الدجال؟
المسيح الدجال هو شخص يخرج في آخر الزمان أعطاه الله قدرات لكي يختبر إيمان الناس.
و سيدعي الدجال أنه رجل صالح ثم بعد ذلك أنه ملك ثم أنه نبي وفي النهاية سيدعي أنه الإله لكنه سيموت في النهاية ويقتل على يد سيدنا عيسى ابن مريم عليه السلام.
صفات المسيح الدجال
ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحاديثه العديد من صفات الدجال سواء كانت صفات شكلية أو غيرها من الصفات وهناك أمور يعرفها المسلم ويعرف بها المسيح الدجال عن غيره من غير المؤمنين.
المسيح الدجال هو رجل شاب جسيم هجان أحمر البشرة، رأسه أصلة أي تشبه رأس أفعى الأصلة، أجلى الجبهة عريض النحر، في رواية أنه قصير وأفحج أي متباعد ما بين الفخذين وفيه انحناء في ظهره، أعور العين اليمنى كأنها نخامة على حائط مجصص وكأنها عنبة طافية وفي روايات أن إحدى عينيه ممسوحة وعينه اليسرى عليها ظفرة غليظة ومكتوب على جبهته كفر أو كافر يقرؤها كل مؤمن قارئ أو غیر قارئ، كما يروي في الآثار أنه عقيم لا يولد له، وهو أشبه الناس برجل يدعى عبد العزى بن قطن كما جاء في الأحاديث.
فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “أراني في المنام عند الكعبة فرأيت رجلا آدم كأحسن ما ترى من الرجال لمة قد رجلت ولمته تقطر ماء واضعا يده على عواتق رجلين يطوف بالبيت رجل الشعر فقلت من هذا فقالوا المسيح بن مريم ثم رأيت رجلا جعدا قططا أعور عين اليمنى كأن عينه عنبة طافية كأشبه من رأيت من الناس بابن قطن واضعا يديه على عواتق رجلين يطوف بالبيت فقلت من هذا فقالوا هذا المسيح الدجال”.
الدليل على فتنة المسيح الدجال
يقول الإمام فخر الدين الرازي في تفسيره أنه لم يرد ذكر المسيح الدجال صراحة بالنص في القرآن لكن بعض المفسرين يرون أن هناك آيات تدل عليه في القرآن.
وهذه الآيات مثل الآية 158 من سورة الأنعام في قوله تعالى:
“هَلْ يَنظُرُونَ إلا أن تَأْتِيَهُمُ الْمَلائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إيمَانِهَا خَيْرًا قُل انْتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ”.
أما في الأحاديث النبوية فقد ورد ذكره في أحاديث كثيرة نذكر منها:
عن ابن عمر رضى الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الدجال بين ظهراني الناس فقال: “إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، أَلا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ ” رواه البخاري برقم 3184
الأفعال التي تنجيك من فتنة المسيح الدجال
هناك أمور تنجيك من فتنة المسيح الدجال كما ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في السنة النبوية الشريفة وهي :
- قراءة فواتح سورة الكهف.
- حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف.
- الابتعاد عن الفتن والخوض فيها.
- المداومة على فعل الطاعات وتجديد الإيمان والبعد عن المعاصي.
- معرفة صفاته التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم حتى نتجنب فتنته.
- الحرص على فعل الأعمال الصالحة والخير.
- قراءة سورة الكهف كل يوم جمعة.
- الاستعاذة من فتنة الدجال خاصة في الصلاة.. فقد روي عن أم المؤمنين عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
كان يدعو في الصلاة ويقول: ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عذَابِ الْقَبْرِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ ” رواه البخاري.
مكان خروج المسيح الدجال
سيخرج من جهة المشرق من خراسان ، من يهودية أصبهان.
ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله ، إلا مكة والمدينة ، فلا يستطيع دخولهما لأن الملائكة تحرسهما.
وسوف يخرج من مدينة اسمها اصفهان في قرية يهودية ويتبعه في هذه المدينة وحدها 70 الف من يهود الطيالسة.
معجزات الدجال وقدراته
الدجال سيكون معه بأمر الله ومشيئته المعجزات الكثيرة حتى يفتن الناس بها.
حتى يصل الأمر أن يطلب منهم أن يعبدوه وأن يؤمنوا به وسيستخدم كل الحيل في الإقناع.
والتي كلها بمشيئة الله حتى أنه يحي ويميت الناس بأمر من الله ليخدعهم.
فلا ينخدع المؤمن لأنه يعلم من أحاديث رسول الله أنه كذاب وكذلك يأتي بشياطين ويوهم الشخص بأنهم أبوه وأمه ويطالبانه بالإيمان به.
كيفية هلاك المسيح الدجال
يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى بن مريم عليه السلام وذلك الدجال يظهر على الأرض ويكثر أتباعه وتعم فتنته ، ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين .
وعند ذلك ينزل عيسى بن مريم عليه السلام على المنارة الشرقية بدمشق ويلتف حوله عباد الله المؤمنين ، فيسير بهم قاصداً المسيح الدجال ، ويكون الدجال في ذلك الوقت متوجهاً نحو بيت المقدس.
ثم يلحق به عيسى عند باب ” لد ” – بلدة في فلسطين قرب بيت المقدس – ، فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ، فيقول له عيسى عليه السلام : ” إن لي فيك ربة لن تفوتني ” فيتداركه عيسى فيقتله بحربته وينهزم اتباعه فيتبعهم المؤمنون فيقتلونهم حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله ، هذا يهودي خلفي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود .
وروى الإمام أحمد والترمذي عن مجمع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه يقول : سمعت رسول الله . صلى الله عليه وسلم يقول : ” يَقْتُلُ ابْنُ مَرْيَمَ الدَّجَّالَ بِبَابِ لُد”.
فتنة المسيح الدجال
التعليقات