
كثرة المعاصي من علامات الغفلة
“وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ” هكذا قال الله تعالي في كتابه العزيز
في سورة مريم في آية تهتز لها القلوب، ونحن نعيش في عصر فيه من الملهيات ما كثر حتى غفل الناس عن ذكر الله وأمراه وطاعته وعن آخرتنا التي هي خير وأبقى.
ما هي الغفلة؟ والفرق بين الغفلة والنسيان؟
والغفلة مأخوذة من الفعل غفل أي نسى، فغفل عن بعض الأمور الدنيوية أي نسيها، فالغفلة فيما يخص الأمور الدنيوية
لا معصية فيها لأنها تطلق على النسيان، أما الغفلة عن ذكر وأوامر وطاعة الله فهي معصية كبيرة جدا.
وهناك فرق بين الغفلة والنسيان، إذ أن الغفلة هي تركٌ مع اختيار.. أي غفلت عن شئ باختياري
كغفلت عن ذكر الله أو غفلت عن صلاة الفجر، فهو ترك باختيار ولذلك يحاسب الإنسان على الغفلة.
أما النسيان فهو ترك بدون اختيار ولذلك لا يحاسب عنه الإنسان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: ( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه ) حديث حسن رواه ابن ماجة والبيهقي وغيرهما
وعلمنا الله تعالى أن نقول “رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا”البقرة (286)
سبب الغفلة عن الآخرة
وهناك أسباب عدة للغفلة عن الآخرة والسبب الأكبر فيها هو استعجال اللذة دون المسؤولية.. أي شخص ينظر تحت قدميه يريد الانبساط حاليا
بغض النظر إذا كان هذا الانبساط سيؤثر على حياته الباقية أم لا فالمهم له هو الانبساط، قال تعالى “بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى”الأعلى(16)
إذًا فالانبساط بالمباح طاعة تثقل ميزان الحسنات، بينما الانبساط بالحرام المؤذي لنفسك أو غيرك يثقل ميزان السيئات.
وكان على بن أبي طالب رضي الله عنه يقول “أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل واتباع الهوى، فأما طول الأمل فيلهي عن الآخرة، واتباع الهوى يصد عن الحق”
ويقصد بطول الامل ها هنا الخطط المستقبلية التي تنافي رضا الله وذلك كوظيفة حرام أو تصرفات لا ترضي الله.
علامة الغفلة عن الآخرة
ليست علامة الغفلة عن الآخرة هي كثرة المعاصي كما يظن البعض، لأن هناك مَن يعصي الله كثيرًا
لكنه يعود ويتوب إلى الله ويدعوه ويطلب المغفرة منه، فتكون هذه المعاصي سبب في فراراه إلى الله.
لكن علامة الغفلة عن الآخرة المذكورة في القرآن هي الإعراض بغضب عن التذكرة والهروب منها، أي عندما يذكرهم شخص بالله يكونوا في غضب ويعرضوا عنه.
يقول تعالي في سورة المدثر “فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ” المدثر(49,50,51).
عاقبة الغفلة عن الآخرة
وهناك عاقبة للندم على الآخرة وهي الندم عندما يرى الإنسان جمال يوم القيامة.. فهو يوم جميل للمؤمنين بينما على الكافرين غير يسير.
كثرة المعاصي من علامات الغفلة
التعليقات