كلمتان يحذر على النساء قولهما عند وفاة الأشخاص

قال الدكتور مختار مرزوق، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بأصول الدين بأسيوط، إن من المعاصي التى يرتكبها  الإنسان دون أن يشعر هى مداومة الحزن وتجديده، فنجد البعض يدعو ذويه من أقاصي البلاد ليحتفل بالسنوية الثالثة للميت بل وينفق الأموال الطائلة لذلك، وهذا نهانا الله عنه في كتابه العزيز.. مؤكدًا أن كلمة «مكانش يومك» التي نسمعها من بعض النساء في العزاءات تعد من الجهل، وإذا كان الإنسان يتعمّد قولها فهو يعد اعتراضًا على قدر الله.

وأضاف «مرزوق» لـ «العالم الأوسط»،  أن الحزن الطبيعي لفقد حبيبٍ، لا شيء فيه، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- بكى حينما مات ولده إبراهيم -عليه السلام-، فسأله عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه-: وأنتَ يا رسول الله؟ فقال: «يا ابنَ عوف إنها رحمة»، ثم أتبعَها بأخرى، فقال -صلى الله عليه وسلم-: «إن العينَ تدمَعُ، والقلبَ يحزَنُ، ولا نقولُ إلا ما يُرضِى ربَّنا، وإنا بفُراقِك يا إبراهيمُ لمحزونون».. مستشهدًا بقوله -صلى الله عليه وسلم-: « إنَّ اللَّهَ لا يُعَذِّبُ بدَمْعِ العَيْنِ، وَلَا بحُزْنِ القَلْبِ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بهذا -وَأَشَارَ إلى لِسَانِهِ- أَوْ يَرْحَم».

وأشار مرزوق إلى أن الحزن والندم عند وقوع المعصية من الأشياء التي تلازم التوبة، فكما قال رسولنا -صلى الله عليه وسلم-: «النَّدَمُ تَوْبَة».. موضحًا أنه إذا خرج هذا الحزن عن حد الإعتدال فترك المرء الصلاة أو بر الوالدين، فهذا ليس من الإسلام في شيء.

ولفت إلى أن الله مع عبده على الدوام وعلى أية حال، حتى وإن ظن غير ذلك، وهذا نفهمه من الآية الكريمة: «مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ» التي نزلت في النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونأخذ منها أن المؤمن الذي يكون مع الله، الله يتولاه، وكما جاء في الحديث القدسي: «مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْه، وَمَنْ تَقَّرَّبَ إلَيَّ شِبْرًا تَقَرَبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَبْتُ مِنْهُ بَاعًا، وَمَنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَة».

وأشار إلى أننا استقبلنا عام هجرى جديد منذ أيام قليلة فينبغى على المسلم أن يودع أحزانه ومعاصيه فى العام المنقضي ويلتفت إلى عامه القادم ويهاجر إلى الله تعالى بهجر الحزن والمعاصى فالهجرة باقية إلى يوم الدين بهجرة المعاصي والذنوب.. مستشهدًا بالحديث الشريف: عن أم أنس -رضي الله عنها-، قالت: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْصِنِي، قال: «اهْجُرِي المَعَاصِيَ فَإِنَّهَا أَفْضَلُ الْهِجْرَة»، وقال -صلى الله عليه وسلم- أيضًا: «الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْه»، وقال -عليه الصلاة والسلام- فى حديث ثالث بعد فتح مكة عندما سُئل عن الهجرة، فَقالَ: «لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْح، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّة، وإذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا».

وبيّن مرزوق أن للهجرة فضل كبير عند الله، وإنه عز وجل أثنى على المهاجرين في سورة التوبة: «الَّذِينَ آمنوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ»، وفي سورة الحشر ثناءٌ على المهاجرين والأنصار: «لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ* وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».

 

التعليقات