لماذا جاء اليهود إلى فلسطين؟
كتبت: سماح محمد
أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون اليهود في أرض فلسطين وجاءو إليها بوعده في القرآن الكريم بأن سيهزموا أشد هزيمة وتحرر القدس وتكون عربية إلى آخر الكون.
تفسير آية من سورة الأعراف تدل على دخول اليهود إلى فلسطين
فسر الشيخ الشعراوي، إمام الدعاة، آية من سورة الأعراف تدل على دخول اليهود إلى فلسطين.
قال تعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إلى يَوْمِ القيامة مَن يَسُومُهُمْ سواء العذاب إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العقاب وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} [الأعراف: 167].
والكلام هنا في الآية الكريمة المقصود منها بني إسرائيل، ويبين الله تعالى لنا أنهم مع كونهم مختارين في أن يفعلوا أو لا.
ولكن ستظل مواقفهم الإِيمانية متقلبة ومترددة ولا ينفذون أوامر الله تعالى.
بالإضافة إلى ذلك أنهم لن يهدأ لهم حال في نشر الفساد وإشاعته، ولذلك يسلط الله عليهم من يسومهم سوء العذاب ولماذا؟.
لأنهم منسوبون لدين والله تعالى أرسل إليهم الرسل، والله سبحانه وتعالى لا يسوم العذاب للكافر به وللملحد.
لأنه بكفره وإلحاده خرج عن هذه الدائرة من الخطاب، إذ لم يبعث الله له رسولا فكيف يعذبه الله.
ولكن المنسوب لله تعالى في الديانة والرسالة، والكتاب؛ إذا فسد مع كون الناس يعلمون عنه أنه تابع لنبي.
وأن له كتاباً من الله عزوجل يأمره فيه بالمعروف وينهاه عن المنكر.. حينئذ يكون أسوة سيئة في الفساد للناس.
ولذلك فإذا ما سلط الله عليهم العذاب فإنما يسلط عليهم لا لأجل الفساد فقط، ولكن لأنه فساد لمن هو منسوب إلى الله تعالى.
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ} وتأذَّن أي أَعْلم الله إعلاماً مؤكداً بأنكم يا بني إسرائيل ستظلون على انحراف دائم، ولذلك سيسلط الله عليكم من يسومكم سوء العذاب.
إما من جهة إيمانية، مثلما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني النضير وبني النضير وبني قريظة وبني قينقاع وخيبر.
وإما أن يسلط عليهم حاكماً ظالماً غير متدين، مصداقاً لقوله الحق: {وكذلك نُوَلِّي بَعْضَ الظالمين بَعْضاً…} [الأنعام: 129].
إذن {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ} يعني أعلم إعلاماً مؤكداً، وحيثية الإعلام المؤكد أنه لا توجد قوة أخرى تمنع قدرته ولا تنقض حكمه.
من الذي سيبعثه الله ليسوم اليهود العذاب؟
وأضاف إمام الدعاة في تفسيره للآية الكريمة {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إلى يَوْمِ القيامة…} [الأعراف: 167].
أي يبعث الله عليهم من يسومهم سوء العذاب فالنص القرآني يؤكد أن هناك مبعوث، والله يخلي بينه وبينهم، فلا يمنعهم الله منه.
إنما يسلط الله عليهم العذاب باختيار الظالم. مثلما قال الحق: {أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا الشياطين عَلَى الكافرين تَؤُزُّهُمْ أَزّاً} [مريم: 83].
أي أنه سبحانه أرسلهم لهذه المهمة وخلّى بينهم وبين الذين يستمعون إليهم: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إلى يَوْمِ القيامة}.
وكلمة {إلى يَوْمِ القيامة} تفيد أن هذا العنصر من اليهود سيبقى في الكون كخميرة(عكننة) إلى أن تقوم الساعة، لماذا؟!
لأنهم هم من يقومون بمهمة الشر في الوجود، ولولا أن هذا الشر موجود في الوجود، ويعضُّ الناس بمساوئه وإفساداته، لم يكن من الناس من يتهافت على الحق وعلى الخير.. فالشر- إذن- جاء للناس بآلامه وإفساده ليتجه الناس إلى الخير.
ويقول الشيخ الشعرواي: وكلمة “يسوم” من مادتها سام، ونسمعها في البهائم ونسميها السائمة.
وهي التي تطلب مقومات حياتها، وليس صاحبها هو الذي يجهز لها مقومات حياتها.
وتابع: أما البهائم التي تُرْبط وليست سائمة التي تجد من يجهز لها طعامها.
إذن أصل (سام) أي طلب، وبهيمة سائمة أي تطلب رزقها وأكلها بنفسها.
و(سام) أيضاً أي طلب العذاب. ولا يطلب أحد العذاب إلا أن يكون قد أفرغ قوته في التعذيب.
فيطلب ممن يقدر على العذاب أن يعذب، أي أن الله يسلط ويبعث عليهم من يقوم بتعذيبهم جهد طاقته.
فإذا فترت طاقته أو ضعفت فإنه يستعين على تعذيبهم بغيره.
هل الله تعالى سريع العقاب في الدنيا أم في الآخرة؟
{إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ العقاب} إن هناك سرعة لحساب الآخرة. وحتى لو افترضنا أننا سنبقى جميعاً دون حساب إلى أن تنتهي الدنيا، فإن الحساب سيكون سريعاً.
وذلك لأن كل لحظة تمر على الإنسان تقربه من عقاب الله تعالى المدخر له يوم القيامة.
وحتى لو كان عمر الدنيا مليون سنة، فكل يوم يمر سينقص من عمر الدنيا.
وحين يقول الحق سبحانه بعد سرعة العقاب {وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ} قد نجد من يسأل كيف والحديث هنا عن العقاب؟ ونقول:
إن الله سبحانه وتعالي الذي يتكلم. وهو القادر على ذلك.
فإذا قال: أنه لسريع العقاب، فهذا يعني أنه يسرع بعقاب المفسدين والظالمين.
لأنه غفور رحيم بالمظلومين الذين يُظلمون.
إذن فسرعة عقاب الظّلمَة رحمة منه بالمظلومين. أو أن الله كما قال (سريع العقاب).
لماذا جاء اليهود إلى فلسطين؟
التعليقات