لو ناديت على أبويا باسمه على سبيل الهزار حرام؟

مناداة الإنسان لوالده باسمه..

ينادي الأولاد آباءهم في بعض الأحيان، باسماءهم مجردة من غير إساءة، وقد يكون على سبيل الدلع من الأولاد لآبائهم.

وقد يطلب الآباء ذلك لعدم شعورهم بكبر سنهم.

وقد يكون إساءة بالفعل ومن عقوق الوالدين، فما هو الحكم الشرعي في كل ما تقدم؟

حكم حث الشرع الشريف على توقير واحترام الكبير

قالت دار الإفتاء المصرية، إن الأدب من أهم قواعد التعامل التي وضعتها الشريعة الإسلامية.

ومن الأدب أن يتعامل الإنسان مع من هو أكبر منه سنًا أو علمًا أو منزلةً، أو غير ذلك بالتَّوقير والاحترام اللائقين بما يناسب قَدره ومنزلته.

عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيوَقِّرْ كَبِيرَنَا»، رواه الترمذي في “سننه” واللفظ له، والإمام أحمد في “مسنده”.

ومعنى التوقير المأمور به في هذا الحديث الشريف أن يعطيَ الإنسان لذوِي الشرف والمنزلة حقَّهم.

وذلك بما يتناسب مع أقدَارِهم، سواء كان هذا الشرف وتلك المكانة لنحو سِنّ أو علم.

قال العلامة زين الدين المناوي في “فيض القدير” (5/ 388، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [(لَيْسَ منَّا مَنْ لم يرحم صغيرنَا وَيوَقِّرْ كَبِيرَنَا) الواو بمعنى أو، فالتحذير من كل منهما وَحْدَه، فيتعيَّن أن يعامِل كلًّا منهما بما يليق به؛ فيعطي الصغير حقه من الرفق به والرحمة والشفقة عليه، ويعطي الكبير حقه من الشرف والتوقير].

حكم بر الوالدين في الإسلام والتحذير من عقوقهما

أجابت دار الإفتاء المصرية، قائلة: كان الإنسان مأمورًا بتوقير وإجلال من هو أكبر منه.

فإن أولى الناس بهذا الإجلال والتوقير والداهِ، فقد جمعا بين الكبر والتفضل على الابن.

بالإضافة إلى أن الشريعة قد أمرت بإكرامهما وإجلالهما.

ولا جدال أن عقوق الوالدين أو أحدهما من كبائر الذنوب. فعن أنسٍ رضي الله عنه قال: سئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عن الكبائر، قال: «الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَعقوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ» متفق عليه.

كما أن طاعتهما وبرهما والإحسان إليهما وحسن معاملتهما كل هذا من الإمور الواجبة والمؤكدة جاءت مقرونة بتوحيد الله عزَّ وجل.

قال تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾ [الإسراء: 23].

ما حكم مناداة الإنسان لوالده باسمه مجردًا؟

ردت دار الإفتاء المصرية، قائلة: إذا نادى الإنسان أحدَ والديه باسمه مجردًا، وكان الوالد يكره ذلك.

فإن فعله هذا داخل في العقوق.

لأنه يعد مسِيئًا للأدب مع والده، ويكون قوله غير مؤدب ، وهو عكس ما أمر القرآن الكريم به.

قال الإمام القرطبي في “الجامع لأحكام القرآن”: [﴿وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾.

وقد جاء عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل، وَمَعَه شَيْخ، فَقَالَ: «يَا فلَان، مَنْ هَذَا مَعَكُمْ؟».

قال: أبي، قال: «فَلَا تَمْشِ أَمَامَه، وَلَا تَجْلِسْ قَبْلَه، وَلَا تَدْعُه بِاسْمِهِ، وَلَا تَسْتَسِبَّ لَهُ»

وأخرج ابن السني عن أَبِي هريرة رضي الله عَنْهُ مرفوعًا أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رَأَى رَجلًا معه غلَامٌ، فقال لِلْغلَامِ: «مَنْ هَذَا؟» قال: أبي، قَال: «فَلَا تَمْشِ أَمَامَهُ، وَلَا تَسْتَسِبَّ لَه، وَلَا تَجْلِسْ قَبْلَه، وَلَا تَدْعهُ بِاسْمِه».

وأخرجه الإمام البخاري في “الأدب المفرد” موقوفًا أبي هريرة رضي الله عنه ، أنه أَبْصَرَ رَجلَيْنِ، فَقَالَ لأحدهما: «مَا هَذَا مِنْكَ؟» فَقَالَ: أَبِي، فقال: «لَا تسَمِّهِ بِاسْمه، وَلَا تَمْشِ أَمَامَه، وَلَا تَجْلِس قَبْلَه».

التعليقات