ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف؟

 

المولد النبوي أو مولد الرسول هو ذكرى سنوية في يوم مولد النبي محمد بن عبد الله في 12 ربيع الأول.

حيث يحتفل به المسلمون في كل عام في بعض الدول الإسلامية ليس باعتباره عيدًا أو عبادة بل فرحة بولادة نبيهم رسول الله محمد بن عبد الله.

حيث تبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته.

وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبي، وتكون فيها الدروس من سيرته.

وذكر شمائله ويُقدّم فيها الطعام والحلوى، مثل حلاوة المولد.

 

حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

قالت دار الإفتاء المصرية إن الاحتفال بِمولدِ النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم مِن أفضل الأعمال وأعظم القربات؛

لأنه تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو أصل من أصول الإيمان.

فقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحدكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنَّاسِ أَجمَعِينَ».

كما أنه صلى الله عليه وآله وسلم قد سنَّ لنا جنس الشُكرِ لله تعالى على مِيلاده الشريف.

فكان يَصومُ يومَ الإثنينِ ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه».

 

مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

أوضحت دار الإفتاء أن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف شاهدٌ على الحب والتعظيم لجناب سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفرح به، وشكرٌ لله تعالى على هذه المنَّة.

كما قال تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا﴾ [يونس: 58].

وهو أمرٌ مستحبٌّ مشروعٌ له أصله في الكتاب والسنة، ودرج عليه المسلمون عبر العصور.

واتفق علماء الأمة على استحسانه، ولم ينكره أحدٌ يعتدُّ به.

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف تعظيمٌ واحتفاءٌ وفرح بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم.

وتعظيمُ النبي صلى الله عليه وآله وسلم والاحتفاءُ والفرح به أمرٌ مقطوع بمشروعيته؛

لأنَّه عنوان محبته صلى الله عليه وآله وسلم التي هي ركن الإيمان.

 

ما المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي؟

بينت دار الإفتاء أن المراد من الاحتفال بذكري المولد النبوي تجمع الناس على الذكر.

وأيضا الإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، والصيام والقيام؛

وذلك إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

وإعلانًا للفرح بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا.

 

ضوابط الاحتفال بالمولد النبوي

قالت دار الإفتاء أن المسلمون اعتادوا في مشارق الأرض ومغاربها على الاحتفال بمولد الهدى والنور مولد الهادي البشير النذير مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي جاهد لنشر مبادئ الإسلام وإرساء قواعده.

وهذه الاحتفالات لا مانع منها شرعًا؛ لأنها تذكر المسلمين في كافة أرجاء الدنيا بما كان عليه صاحب الذكرى من خلق قويم ونهج مستقيم.

وإذا كان المسلمون يحتفلون بذكرى المولد الشريف على طريقتهم الخاصة احتفالًا يختلط فيه الخير بالشر والنافع بالضار فإننا نقول لهم:

لا بد وأن يراعى في مثل هذه الاحتفالات الالتزام بآداب الإسلام وتعاليمه.

ولا يتحقق ذلك إلا بصيرورة هذه الاحتفالات ندوات علمية وتوعية يعرف فيها المسلمون تاريخ إسلامهم وأسلوب نبيهم الحافل بالعظات والعبر والجهاد والكفاح والصبر على تحمل الشدائد.

ويلتمسون التعاليم السامية التي ينتفع بها الإنسان في حياته وبعد مماته.

كما يجب أن يراعى في هذه الاحتفالات عدم اختلاط الرجال بالنساء، وأن لا يحدث هرج ومرج وألا ترتكب الفواحش.

وبما يتنافى مع آداب الإسلام وتعاليم النبي المحتفى به عليه الصلاة والسلام.

وأن يكون الرسول الكريم هو القدوة في هذه الاحتفالات حتى يكون عملنا مرضيًا له صلى الله عليه وآله وسلم في قبره الشريف ومرضيًا لله رب العالمين.

 

حكم التطوع بالصيام فرحًا بمولد النبي الكريم

أول من صام يوم الاثنين فرحًا بميلاد النبي عليه السلام

بينت الدار أن أول من صام يوم الاثنين فرحًا بميلاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه.

فقد سُئِل عن صوم يوم الاثنين، فقال: «ذاكَ يَومٌ وُلِدتُ فِيهِ» وهذا إيذانٌ بمشروعية الاحتفال به صلى الله عليه وآله وسلم بصوم يوم مولده.

حكم التطوع بالصيام فرحا بنعم الله

قد تواردت الأخبار والآثار التي تدلّ على استحباب الصيام فرحًا بأيام الخير.

فمنها ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة،

فوجد اليهود صيامًا يومَ عاشوراء، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:

«مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فقالوا: هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومَه، وغرَّق فرعونَ وقومَه، فصامه موسى شكرًا، فنحن نصومه،

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ» فصامه صلى الله عليه وآله وسلم، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.

علاوة على ذلك تقول الدار أنه إذا كان الاحتفال بيوم نجاة سيدنا نوح عليه السلام ويوم نصر سيدنا موسى عليه السلام بالصيام والطاعة مشروعًا،

فإنَّ مشروعية الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بصيام يوم مولده متحققة من باب أَوْلى.

التعليقات