
ضحى الصياد
إن النفس لأمارة بالسوء فقد تسول النفس إلى الإنسان بالانتحار إذا تعب من المشاق والمهام التي على عاتقه، وأصبح الكثير من الأشخاص في المجتمع يلجأ إلى الانتحار على اعتقاد أن ذلك سيجعله يرتاح من الأعباء والمشاكل التي تواجهه، وأيضا قد تسول له نفسه إلى فعل المعاصي، فمن الناس من يستمع لنفسه ومنهم من لا يستمع إليها، فما حكم الدين في من يفعل المعصية؟، وما حكم من ينوى فعلها ثم يتراجع عنها؟
حكم من نوي الانتحار ولم ينتحر هل عليه وزر؟
قال الدكتور محمود شلبي، مدير إدارة الفتاوى الهاتفية وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإنسان من رحمة الله تعالى ومن فضله عليه، أنه يعطي الإنسان ثواب الطاعة بفعل الطاعة أو ثواب الطاعة بالنية فقط.
وأشار أمين الفتوى، خلال البث المباشر للرد على أسئلة الجمهور على الصفحة الرسمية لدار الإفتاء المصرية، أنه إذا نوى الإنسان أن يصوم غدا وصام فقد أخذ ثواب الصيام.
وأضاف “شلبي” أنه إذا نوى شخص أن يصوم غدا وعندما جاء الغد لم يصم لتعب أصابه فلم يقدر على تكملة الصيام فأفطر؛ فيأخذ ثواب الصيام احتسابا للنية وذلك من رحمة الله تعالى.
وذكر “شلبي” أن من رحمة الله تعالى أيضاً، أن الإنسان إذا فعل المعصية يأخذ وزر المعصية لو فعلها.. موضحاً أنه إذا نوى فعل معصية كأن يقول (غدا سأذهب لشرب الخمر)، فقد بيت النية لكنه عندما جاء الغد لم يفعل هذه المعصية وتركها وتراجع عنها؛ لأنها معصية فالله سبحانه وتعالى في هذه اللحظة بفضله ورحمته يعطية حسنة.
وتابع قائلا: “أنه لا يعطيه حسنة لنية المعصية بل لتركه فعل المعصية أو عدم الوفاء بنية المعصية.. مستدلا بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَناتِ والسَّيِّئاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذلكَ، فمَن هَمَّ بحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَناتٍ، إلى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ، إلى أضْعافٍ كَثِيرَةٍ، ومَن هَمَّ بسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْها، كَتَبَها اللَّهُ له عِنْدَهُ حَسَنَةً كامِلَةً، فإنْ هو هَمَّ بها فَعَمِلَها، كَتَبَها اللَّهُ له سَيِّئَةً واحِدَةً)”.
هل الشخص المنتحر مخلد في النار ؟
قال “شلبي” إن مسألة الانتحار حرام، وأما مسألة دخول الإنسان النار والعذاب والتخفيف وغير ذلك كله موكول لأمر الله سبحانه وتعالى.
وأشار أمين الفتوى، أن المنتحر قد يكون خرج عن التكليف وذهب عقله، وقد يكون أيضاً واعيا ومدركا وهو الذي اختار ذلك، فكل هذه الأمور مردها إلى الله سبحانه وتعالى، لكن لا خلاف أن الانتحار قاصداً عامداً كل هذا حرام لا يجوز.
ما حكم من يريد الانتحار بسبب كثرة المشاكل؟
قال الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الهروب من الألم القصير إلى الألم الطويل ليس حلاً، فالمنتحر عقابه شديد عند الله عز وجل.. موضحاً أن من قتل نفسه بشيء يظل يقتل به نفسه إلي ما شاء الله.
واستطرد قائلاً: ” أنا لن أقول أن المنتحر مخلد في النار، ولكن أقول أنه سيقعد مئتين سنة أو أكثر، فلو بقى لحظة واحدة فقط في النار تهون أمامه كل أوجاع الدنيا، فلماذا يعرض الإنسان نفسه للخطر؟، لماذا يذهب إلى الله سبحانه وتعالى الكريم الغفور بهذه المعصية؟؛ لأنه بذلك قد خسر دنياه وآخرته فاسأل الله سبحانه وتعالى أن يشرح صدركم “.
التعليقات