مشاركة الشباب في التحديات الخطرة جائزة بضوابط
مشاركة الشباب في التحديات الخطرة جائزة بضوابط

ريهام أيمن

 

انتشرت في الآونة الأخيرة عدد من التحديات والألعاب الخطيرة بين طائفة من الأطفال والشباب.

ومنها دفع عدد من الأطفال صديقَهم إلى الأعلى ثم تركه ليقع على الأرض، وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى حدوث ضرر بالغ قد يصل إلى الوفاة.

فما حكم الشرع في المشاركة في تلك التحديات والألعاب؟

 

حكم المشاركة في التحديات والألعاب -غير الإلكترونية- العنيفة

قال الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الجمهورية، إنه لا تجوز المشاركة في التحديات والألعاب العنيفة.

وذلك لما يترتب عليها من إلحاق الضرر بالنفس أو الغير.

وجاء ذلك ردا على سؤال ورد لموقع دار الإفتاء والذي يقول “: ما حكم المشاركة في التحديات والألعاب والألعاب-غير الألكترونية- العنيفة؟.

وأضاف علام أنه إن أديت تلك الألعاب داخل إطار الجهات المعنية أو الاتحادات الوطنية المنظمة للألعاب الرياضية أو لدى المدربين المعتمدين والمتخصصين -أبيحت حينئذٍ.

مع مراعاة معايير السلامة والوقاية والإجراءات المقررة واللوائح والقوانين المنظمة لذلك.

وبالتالي هذا يعني أن الألعاب والتحديات العنيفة -خاصة إذا أديت خارج إطار الاتحادات الوطنية المنظمة للألعاب الرياضية- تؤدي غالبًا إلى وقوع الضرر والإيذاء على مَنْ يمارسها.

والمسلم مأمور بدفع أسباب الهلاك عن نفسه؛ عملًا بقول الله عز وجل في البيان القرآني الحكيم: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ [البقرة: 195].

وقوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا﴾ [النساء: 29]،

 

حفظ النفس الإنسانية من مقاصد الشريعة الإسلامية

من الضروريات التي أمر الشرع الشريف بالمحافظة عليها والعناية بها حفظ النفس الإنسانية بما يشمل حفظ الجسد علاجًا ووقاية وترقية.

 

حث الإسلام على ممارسة الأنشطة الرياضية

قد حثَّ الشرع الشريف على ممارسة الأنشطة الرياضية عمومًا؛

لما لها من فوائد تعود على الإنسان، من تقوية البدن والأعضاء ونحو ذلك.

فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «علموا أبناءكم السباحة والرمي».

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (الْمؤمن الْقوي خير وأحب إِلى اللَّه من الْمؤمن الضعيف).

 

حكم ممارسة الألعاب الرياضية

بين علام أن اللعب متى تعلقت به عاقبة محمودة؛ من نحو تقوية الذهن والجسد: فهو مباح.

وكتب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجرَّاح رضي الله عنهما: “أن علموا غلمانكم العوم، ومقاتلتكم الرمي”

غير أنَّ اللعب يكون محظورًا متى كان الغالب فيه العنف؛ إذ الرفق ونبذ العنف هما الأصل في أحكام الشرع الحنيف.

فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه).

باختصار، لا تجوز المشاركة في التحديات والألعاب العنيفة؛

لما يترتب عليها من إلحاق الضرر بالنفس أو الغير، فإن أُدِّيت تلك الألعاب داخل إطار الجهات المعنية،

أو الاتحادات الوطنية المنظمة للألعاب الرياضية أو لدى المدربين المعتمدين والمتخصصين -أبيحت حينئذٍ.

مع مراعاة معايير السلامة والوقاية والإجراءات المقررة واللوائح والقوانين المنظمة لذلك.

التعليقات