مفتي البوسنة والهرسك السابق لـ«العالم الأوسط»: يكفي حروب.. ويجب وقف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني
مصطفى سيرتش مفتي البوسنة والهرسك السابق

مفتي البوسنة والهرسك.. انطلقت فاعليات مؤتمر الإفتاء العالمي الثامن، الذي تعقده الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بالتنسيق مع دار الإفتاء المصرية، في 18، 19 من أكتوبر الجاري بفندق الماسة.

وجاء المؤتمر تحت عنوان “الفتوى وتحديات الألفية الثالثة”، برعاية كريمة من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، وبحضور كبار المفتين والعلماء والوزراء.

وعلى هامش المؤتمر التقت «بوابة العالم الأوسط» بمصطفى سيريتش المفتي العام السابق لجمهورية البوسنة والهرسك للتحدث معه عن دور الفتوى في مواجهة تحديات الألفية الثالثة ورسالة المؤتمر في دعم القضية الفلسطينية.

1- كيف يسهم هذا المؤتمر في مواجهة التحديات الفكرية؟

أوجه جزيل الشكر للدكتور شوقي علام، مفتي جمهورية مصر العربية، على هذا المؤتمر الرائع.

فلولا سلسلة المؤتمرات التي تُعقد بشكل متواصل، وتجمع العلماء حول العام مرة كل عام في شهر أكتوبر، لكنا في أسوء الأحوال.

فمن خلال هذه المؤتمرات يتم عرض قضايا الفتوى وتقديم الكتب المطبوعة والارشادات، لصد الضلالات والرد على المجادلين في الفتوى.

فبفضل هذه المؤتمرات أصبح حالنا أفضل مما كان، وسيتحسن إن شاء الله في المستقبل القريب.

2- ما أبرز التحديات التي تواجه الفتوى في الألفية الجديدة ويمكن الخروج بتوصيات للتعامل معها من خلال هذا المؤتمر؟

التحدي قائم دائمًا، فليس هناك فرق بين اليوم والأمس، لكن ما يجب علينا فعله أن نكون متيقظين وواعيين أن هناك تحدي يواجههنا.

وذلك يكون من خلال متابعة ما يجري من مشكلات اجتماعية مختلفة حتى نتصدى للتيارات الضالة والمضلة.

ولكن أقول أننا إذا قارنا ما يجري اليوم بما كان يجري قبل 10 سنوات من الآن.

فإننا أصبحنا نواجه التحديات بمرونة أكثر مما كان عليه الوضع في السابق.

3- ما دور العلماء وأهل الفتوى في مواجهة تحديات الألفية الثالثة؟

هناك أشياء تحتاج منا أن نقف سويًا كعلماء، مثل تنبيه المسلمين بالمغالطات المنتشرة في الأوساط الاجتماعية، وأنها ليست من الإسلام في شيء.

ينبغي أن يركز دور الفتوى حاليًا على تصحيح المفاهيم، ووقف الفوضى في الفتاوى، والعمل على نشر الأفكار التي تنقذنا من الضلال ليعم السلام حول العالم.

كما يقدم لنا الإمام الغزالي التجربة الفكرية المنقذة في كتابه “المنقذ من الضلال”.

أصبحنا اليوم بحاجة إلى منقذ على أرض الواقع وليس بين وريقات الكتب.

4- كيفية التعامل مع وسائل التواصل الحديثة في مجال الفتوى؟

دور الصحفيين مهم جدًا في هذا الشأن؛ لأن هذا عمل جماعي لا تستطيع جهة واحدة القيام به بمفردها.

لذلك نحتاج إلى مجهود مشترك من الجهات الدينية والثقافية والمدرسية والجامعية.

خاصة وأننا في هذا العصر نعيش أزمة فوضى المعلومات؛ لذلك يجب علينا أن نعلم الآخرين وأن نكون واعين ونتحرى الدقة في كل ما ينشر على هذه الوسائل.

5- كيف يواجه علماء الدين والفتوى الانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين؟

هذا المؤتمر هو جزء من سلسلة مؤتمرات حضرتها، ويشهد كل مؤتمر منها تحديًا مختلفًا.

لكن تحدي اليوم يتمثل في رد الاعتداءات عن الشعب الفلسطيني، ومواجهة كل ما يجري في غزة الجريحة.

والبحث عن طريقة نستطيع من خلالها تحقيق السلام الدائم والعادل في الأراضي المقدسة.

لذا يكفي حروب يكفي اعتداء، ونحتاج أن نتعلم فن السلام المقدس.

6- ما الرسالة التي يمكن أن يقدمها المؤتمر باجتماع علماء العالم لنصرة القضية الفلسطينية؟

نحن هنا بقلوبنا مع الشعب الفلسطيني ونحاول بشتى جهودنا أن نقول أو نضيف شيئًا جديدًا إلى القضية.

أو على الأقل يجب أن يُسمع صوتنا، بأننا ضد قتل الأبرياء والمدنيين أي كانت الجهة التي تسعى إلى إبادة عرقية جماعية.

فالقضية لم تعد مجرد فلسطين ولا إسرائيل، ولكن قضية أنت مع الحق أم مع الباطل لا يوجد خيار ثالث.

التعليقات