
آية طنطاوي
الطفل العنيد أو المتمسك برأيه: هو طفل ذكي ونشيط وذات شخصية، ويعتبر العند هو اللغة التي يتكلم بها وأول خطوة للاستقلالية وإثبات الذات والاعتماد على النفس.
قال الدكتور أحمد عمارة، استشاري الصحة النفسية، إن الطفل يولد على الفطرة كما جاء في حديث النبي عليه الصلاة والسلام، وأي تغيير يحدث له بعد ذلك يكون بسبب أبويه، وأن كلمة عنيد كما جاءت في القرآن تعني: من يخالف أوامر الله بعد فهمها ويعمل بعكسها، فالأبوان يعرفان الأمر الإلهي «لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ»، فعند استخدام الإكراه مع الطفل، حينئذ يكون هما العنيدان، ومايحدث لدى الطفل أنه يحاول الحفاظ على حقه ويتمسك برأيه؛ وبالتالى يرفض هذا العند.
مسئوليات الأبوين اتجاه الطفل العنيد:
وأوضح «عمارة» خلال لقائه فى برنامج من القلب للقلب المذاع على فضائية «مصر mbc»، أن هناك مسئوليات تقع على عاتق الأبوين تجاه الطفل وهي:
1-البيان والإيضاح: فالفطرة التي خلق الله بها البشر هي عدم اتباع أي مخلوق غير الله، فإذا أمرت الطفل بفعل شيء، فيجب توضيح الأمر له وإقناعه به، ومن الخطأ إجباره على الفعل دون توضيح؛ لأنك بذلك تكسر فيه هذه الفطرة وتمحو شخصيته، فيكون تابعا عندما يكبر، ولا يستطيع اتخاذ القرارات بدون الرجوع لك، وبالتالي تلغى عقله وفكره وتضيع ثقته بنفسه، وعادة ما يكون متردد وخائف عندما يكون وحيدا.
2-الحماية: فيجب حمايته وتركه ليتعلم، فمثلا عند تعليم الطفل المشي يوضع في مكان آمن ويوضع فيه بعض الأشياء التي ربما تعرقل طريقه؛ ليقع ويقوم، وبالتالى تنمو عنده القدرة على المشي، ويزداد وعيه وإدراكه.
3-التبليغ والتذكير: فيجب تربية الطفل على التعلق بالله، وأن يكون معياره هو الحلال والحرام وليس ما يفعله الناس، فالحلال والحرام شيء ثابت وأفعال الناس تتغير من آن لآخر، وبالتالى عندما يئلف الناس فعل محرم يكون من الصعب إقناعه بغير ذلك؛ لأنه صار مألوفا له، كما يجب تذكيره بالله وأنه سيكون مسئولا عن نفسه أمام الله، فيراعى الله فى أفعاله ولو كان بمفرده.
4- إعطائه الحرية، فيجب وضع خيارات أمامه وتركه يختار؛ لإشباع حريته، فإذا لم تعطي لإبنك الحرية في الأشياء المفيدة، فسيستعملها في الأشياء المضرة، معتقداً أن تكسير الخطوط الحمراء هي الحرية، ويتكون بداخله أن الممنوع هو شيء ممتع ولابد من تجربته.
كيف نتعامل مع الطفل العنيد
وأضاف «عمارة»، أن الخطأ لدى الآباء أنهم اتخذوا المسئولية على أنها إجبار وإكراه، ويعتبر الضرب أسوأ أنواع الإجبار، فالطفل أمانة من الله، ولكن عند تمسكه برأي معين، فيفضل اتباع الخطوات التالية:
1-تحديد الهدف من هذا الفعل.
2-السماع منه كيفية الوصول إلى هدفه.
3-توضيح الأخطاء في كلامه.
4-اقتراح رأى آخر، مع استخدام لفظ “إذا فعلت هذا …سيكون أفضل”.
5-إعطائه الحرية ليختار، مع استخدام لفظ “أنت حر”.
التعليقات