أن الاحتفال بمولد نبينا الكريم صل الله وعليه وسلم، من الأعمال العظيمة.
ومن مظاهر محبته في قلوبنا، ودليل فيه حب هذه الأمة لنبيها وتعقلها برسولها صل الله وعليه وسلم.
بالإضافة إلى أن، محبة النبي ﷺ فرض ولا يكمل إيمان العبد إلا بها.
وتلك المحبة شعور قلبي يترجم عنه السلوك، وهذا السلوك يختلف من شخص لآخر.
خرج رَسول اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى حَلْقَةٍ وَهمْ جلوسٌ فَقَالَ: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟».
قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَنمَجِّدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلْإِسْلَامِ وَمَنَّ عَلَيْنَا بِكَ، قَالَ: «اللَّهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلَّا ذَلِكَ؟».
قَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلَّا ذَلِكَ، قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تهْمَةً لَكُمْ، وَلَكِنْ أَخْبَرَنِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يبَاهِي بِكمُ الْمَلَائِكَةَ». أخرجه الطبراني
كيفية الاحتفال بمولد النبي ﷺ؟
أجابت دار الإفتاء المصرية، أن الاحتفال بذكرى مولده صلى الله وعليه وسلم فرصة من أسعد الفرص، نتدارس فيها تاريخ النبي الكريم وسيرته.
بالإضافة إلى أن، الاحتفال بهذا اليوم العظيم يعبر عن معاني الوفاء من المسلمين.
ويوضح لنا معالم القدوة كما يذكرنا بأرفع القيم وأسمى المبادئ التي وضع دعائهما سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
في حين احتفل النبي صلى الله عليه وسلم بذكرى مولده وبعثته تعبدًا لله تعالى؛ فقد جاء في الصحيح أنه سئل عن صوم يوم الإثنين؟.
فقال صلى الله عليه وسلم: «ذَاكَ يَوْمٌ ولِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بعِثْتُ -أَوْ أنْزِلَ عَلَيَّ- فِيهِ» رواه مسلم.
ومن ثم خير الاحتفال بمولده صلى الله وعليه وسلم هو الاقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والسير على هداه، والأخذ بتعاليمه، وتأسي خطاه، واتباع ما جاء به وحيًا عن ربه من قيم ومبادئ سامية.
مصداقًا لقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 21].
الدروس المستفادة من مولده صلى الله وعليه وسلم
أجابت دار الإفتاء المصرية، أن الدروس المستفادة من ذكرى مولده صلى الله عليه وسلم أكبر من أن تحصى أو تعدَّ.
وحسبنا منها ما يعيننا على تحمل مشاق الحياة وقسوتها.
ذلك هو الصبر الذي ردده ربنا سبحانه وتعالى على مسامع نبيه صلى الله عليه وسلم في العديد من آيات القرآن الكريم، وجعله من أخلاقه صلى الله عليه وسلم.
فما أكثر ما قال له ربه عز وجل: ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللهِ﴾ [النحل: 127].
﴿فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا﴾ [المعارج: 5]، ﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ﴾ [الأحقاف: 35].
بالإضافة إلى أن، الصبر نصف الإيمان، ولذا فإن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب كما أخبر بذلك الله تعالى،
ثم هناك لهذه الذكرى العطرة دروس العزة والكرامة والإباء والنجدة والشهامة، وهناك أيضًا دروس جهاد النفس بالتحلي بما يدعو إليه من الأخلاق والآداب.
ومن ثم هناك دروس الدفاع عن الحق، ونصرة المظلوم، ويوجد كثير من الدروس المستفادة للمسلمين والتي يجب أن يعرفوها ويعملون بها وتتحد كلمتهم حولها.
حكم الاحتفال بمولد النبي
أجابت دار الإفتاء المصرية، أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من الأمور المشروعة والمباحة.
حيث أن الاختلاف يقع في الهيئة والطريقة التي يتم بها الاحتفال.
وأضافت الاحتفال بحد ذاته يعني التكريم والاهتمام، والصلاة عليه حيث أن الصلاة عليه تعتبر نوعاً من الاحتفال به، وتذكر بمكانة سيدنا النبي.
علا على أن، ما دام الاحتفال أو العمل يتوافق مع أحكام الشرع، فإن هذا لا يتعارض مع الدين، سواء كان في المولد النبوي أو في أي مناسبة.
التعليقات