كتبت: نوران بكري
نهر الكوثر من أحد الأنهار المباركة في الجنة، ورد ذكره في القرآن الكريم في سورة الكوثر، حيث قال الله تعالى: “إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ”.
بالإضافة إلى أنه، يعتبر نهر الكوثر من أعظم النعم التي منحها الله تعالى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كما وصفه النبي بأنه نهر أبيض من اللبن، حلو المذاق، ويفوح منه عبير المسك.
ومن ثم، يرمز نهر الكوثر إلى الخير الوفير والمكافأة العظيمة التي أعدها الله لأهل الإيمان في الجنة.
معنى الكوثر
أنه حوض عظيم ـ والحوض هو: مجمع الماء ـ يوضع في أرض المحشر يوم القيامة ترد عليه أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
وهذا الحوض يأتيه ماؤه من نهر الكوثر الذي في الجنة، ولذا يسمى حوض الكوثر.
والدليل على ذلك ما رواه مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر ” أن الحوض يشخب ( يصب ) فيه ميزابان من الجنة “.
وظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها ” كما قال ذلك ابن حجر رحمه الله في الفتح.
بالإضافة إلى أنه، قد فسر النبي -صلى الله عليه وسلم- الكوثر بذلك كما روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه.
قال: «بينما نحن عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ غفا إغفاءة، ثم رفع رأسه متبسما فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟.
قال: نزلت علي سورة. فقرأ. بسم الله الرحمن الرحيم. «إنا أعطيناك الكوثر إلى آخرها».
ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عليه خير كثير، وهو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة.. ».
كشفت الإفتاء 5 أسرار لا يعرفها الكثيرون عن ما هو الكوثر
حددت دار الإفتاء المصرية، ما هو الكوثر ؟، عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، الوارد في قول الله تعالى بكتابه العزيز.
( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) الآية الأولى من سورة الكوثر، قائلة أن الكوثر هو نهر في الجنة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم – وأمته، فيه خير كثير، وآنيته عدد النجوم.
ومن ثم، ورد أن سورة الكوثر هذه سورة كريمة بها يخاطب الله جل في علاه نبيه وخليله، ومصطفاه محمداً صلى الله عليه وسلم.
بهذا الخطاب الكريم المبهج ، خطاباً يتضمن هذه المنح الربانية ، والعطايا الإلهية (إنا أعطيناك الكوثر).
والكوثر : نهر في الجنة كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة الصريحة، بل قال ابن عباس رضي الله عنهما.
بالإضافة إلى أن، نهر الكوثر الذي في الجنة هو من جملة الخير الكثير الذي أعطى الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم.
فإذا كان أقلُّ أهل الجنة من له فيها مثلُ الدنيا عشر مرات فما الظن بما لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما أعده الله له فيها.
كما أن الكوثر مأخوذ من الكثرة ، فهو : الكثير ، والغزير، والفائض، والدائم غير المقطوع ولا الممنوع.
وهو الخير الكثير: من القرآن، والحكمة، والنبوة ، والدين، والحق، والهدى، وكلِّ ما فيه سعادة الدنيا والآخرة.
علاوةً على أنه، كوثر لا نهاية لفيضه، وكوثر لا إحصاءَ لعدده، وكوثر لا حدَّ لدلالاته.
منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم، أن يجمع بين هاتين العبادتين العظيمتين : الصلاةِ ، والنسك.
صفات نهر الكوثر
روى الإمام البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سأل عائشة -رضي الله عنها- عن الكوثر.
فقال: (سَأَلْتُهَا عن قَوْلِهِ تَعَالَى: {إنَّا أعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ}.
قالَتْ: نَهَرٌ أُعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، شَاطِئَاهُ عليه دُرٌّ مُجَوَّفٌ، آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النُّجُومِ).
وقد ذكرت السنة النبوية بعضاً من صفات الكوثر، ومنها:
نهرٌ في الجنة، جانباه من اللؤلؤ المُجوّف، وتُرابه من المسك، وحجارته من اللؤلؤ.
ودليل ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام: (أُعطِيتُ الكَوْثرَ، فإذا هو نَهَرٌ يَجري كذا على وَجهِ الأرضِ، حافَتاهُ قِبابُ اللُّؤلُؤِ.
ليس مَشْقوقاً، فضَرَبتُ بِيَدي إلى تُرْبَتِه، فإذا مِسْكةٌ ذَفِرةٌ، وإذا حَصاهُ اللُّؤلُؤُ).
لا يظمأ من يشرب منه مرةً واحدةً أبداً، ولا يسودّ وجهه، قال الرسول عليه الصلاة والسلام:
(ماؤُهُ أبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ، ورِيحُهُ أطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وكِيزانُهُ كَنُجُومِ السَّماءِ، مَن شَرِبَ مِنْها فلا يَظْمَأُ أبَداً).
له قناتان تصبّان في الحوض الذي يكون في أرض المحشر.
قال عليه الصلاة والسلام: (يَغُتُّ فيه مِيزَابَانِ يَمُدَّانِهِ مِنَ الجَنَّةِ).
يجري من غير شقوقٍ بقدرة الله سبحانه، قال رسول الله: (ليس مَشْقوقاً).
نهر الكوثر كما رآه النبي
وروى الترمذي -بسند صحيح- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
“الكَوْثَرُ نَهْرٌ فِي الجَنَّةِ، حَافَّتَاهُ مِنْ ذَهَبٍ، وَمَجْرَاهُ عَلَى الدّرِّ وَاليَاقُوتِ، ترْبَتُهُ أَطْيَبُ مِنَ المِسْكِ، وَمَاؤُهُ أَحْلَى مِنَ العَسَلِ، وَأَبْيَضُ مِنَ الثَّلْجِ”.
وفي مسند أحمد بإسناد صحيح عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أعْطِيتُ الْكَوْثَرَ، فَإِذَا هوَ نَهَرٌ يَجْرِي كَذَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللّؤْلُؤِ، لَيْسَ مَشقُوقًا، فَضَرَبْتُ بِيَدِي إِلَى ترْبَتِهِ، فَإِذَا مِسْكَةٌ ذَفِرَةٌ، وَإِذَا حَصَاهُ اللّؤْلُؤُ” .
وعند البخاري عن أنس رضي الله عنه، قال: لَمَّا عرِجَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ.
قَالَ: “أَتَيْتُ عَلَى نَهَرٍ، حَافَتَاهُ قِبَابُ اللّؤْلُؤِ مجَوَّفًا، فَقلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ” .
هل نهر الكوثر الذي ذكر في الأحاديث هو ما جاء في سورة الكوثر؟
الكوثر الذي جاء في الأحاديث هو الكوثر نفسه الذي جاء في سورة الكوثر.
قال تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} الكوثر3:1.
وقد جاء التصريح بأن نهر الكوثر في الجنَّة هو المقصود في السورة في كلام عائشة رضي الله عنها؛ فقد روى البخاري عن أبي عبَيْدَةَ.
عن عائشة رضي الله عنها، قال: سَأَلْتُهَا عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}.
قَالَتْ: “نَهَرٌ أعْطِيَهُ نَبِيُّكُمْ صلى الله عليه وسلم، شَاطِئَاهُ عَلَيْهِ درٌّ مجَوَّفٌ، آنِيَتُهُ كَعَدَدِ النّجُومِ”.
وكذا قال أنس رضي الله عنه، كما جاء عنه في سنن الترمذي -بسند صحيح- في قوله تعالى: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}.
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: “هوَ نَهْرٌ فِي الجَنَّةِ”.
قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “رَأَيْتُ نَهْرًا فِي الجَنَّةِ حَافَّتَاهُ قِبَابُ اللّؤْلُؤِ.
قلْتُ: مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: هَذَا الكَوْثَرُ الَّذِي أَعْطَاكَهُ اللهُ”.
التعليقات