فتوى مهمة عن الأضحية
بقلم الأستاذ الدكتور عطية لاشين
أستاذ الفقه المقارن بكلية أصول الدين بالقاهرة، وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف
يقول في رسالته :
هل يجوز اشتراك أكثر من واحد في الشاة أو في سبع بقرة أو بدنه ؟
الحمد لله رب العالمين قال في القرآن الكريم (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ).
والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
روت عنه كتب السنة ( من كان ذا ساعة ولم يضح فلا يقربن مصلانا ).
وبعد:
فقد قامت الشريعة الإسلامية وتأسست على مبادئ عظيمة كثيرة منها التيسير والتسهيل والتخفيف قال صلى الله عليه وسلم فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين ).
ومنها رفع الحرج والعنت قال تعالى :(ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ).
وقال سبحانه :(وما جعل عليكم في الدين من حرج ) وغير ذلك كثير من المبادئ التي روعي فيها التخفيف عن عباد الله المسلمين.
وبخصوص واقعة السؤال نقول :
إن الاستطاعة والقدرة شرط أساسي وضروري في تكليف المؤمن في تحقيق وتطبيق شرع الله عز وجل.
فما لم يكن المؤمن مستطيعا فعل ما كلف به سقط عنه.
ومن ثم قيل لا واجب مع عجز ولا حرام مع ضرورة.
ولذلك سقط القيام في الصلاة عن المصلي رغم كونه ركنا من أركان الصلاة وسقط الصوم عن المسلم إذا كان عاجزا عن أدائه ولم يطالبه به.
ولم يطالب الشرع المسلم غير المستطيع بأداء فريضة الحج.
إذ أن الاستطاعة شرط أساسي وضروري من شروط وجوب الحج على المسلم.
قال تعالى: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا).
فإذا كان عدم الاستطاعه يسقط المطالبة بالواجب فما بالنا بالسنة.
والأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها فمن لم يكن قادرا عليها فلا أضحية يطالب بها مطالبة ندب.
وإذا عجز المسلم عن شاة يذبحها أضحية أو عجز عن سبع بدن يشترك فيها لغلاء الأسعار وارتفاعها ارتفاعا جنونيا سقطت عنه الأضحية.
أما الالتفاف على شرع الله وتدبيج وتفصيل ترزية الفتاوى فتوى تجيز للمسلم الاشتراك في شاة أو سبع بدنه فهذا شرع لم يأذن به الله ولم يطالبه الشرع العاجز بشيء.
ثم إن هذا له خطورته وعواقبه الوخيمة الكثيرة منها إنها تغري الأغنياء القادرين وتشجعهم على ذلك،ومنها:
1- إماتته شعيرة الأضحية أو تفريغها من مضمونها.
2- الاستسهال وشراء الدماغ وإراحة الرأس.
و والغريب العجيب أن هذا لا يكون إلا في جانب الدين فقط وأما في جانب الترف ومشاهدة المباريات فينفق ببذخ غير مبال بما أنفق.
وفي النهاية يمكن القول بأن اشتراك إثنين في شاة وتقسيمها نصفين عليهما.
وإذا تصدق أحدهما ببعض نصفه فيأخذ ثوابا الصدقة وليس ثوابا الأضحية ويكون لحما طيبا قدمه لأهله وليس من الأضحية في شيء.
والله أعلم وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هل يجوز اشتراك أكثر من واحد في الشاة أو في سبع بقرة أو بدنه ؟
التعليقات