وائل الدحدوح أيوب غزة
كتبت: سماح محمد
ضرب الصحفي وائل الدحدوح أروع الأمثلة في الصبر على فقد الولد والأحباب فقد كان مصابه بالأمس جلل.
فقد استهدف الاحتلال ولده حمزة بعدما كان قد استهدف من قبل معظم أفراد عائلته زوجته وأبناءه وأحفاده.
ولكن صبر واحتسب عند الله تعالى أولاده وأفراد أسرته حتى أطلق عليه البعض أيوب غزة.
فلم يعترض على قضاء الله فيه بل أكمل عمله الذي يستهدفه الاحتلال من أجله.
وابتلي أيضًا كثير من المسلمين في الفترة الأخيرة بفقد أبنائهم سواء في الحروب أو لمرض أو لأسباب أخرى.
فيعتقد البعض منهم أن من مات ولده في الدنيا يكون عقوبة من الله له على ذنب قد اقترفه.
وفي حقيقة الأمر هذا اعتقاد خاطئ لأن الله عزوجل وعد هؤلاء الصابرين على فقد أولادهم بثواب عظيم.
جزاء من يموت ولده في الدنيا يوم القيامة
من يموت ولده في الدنيا ويرضى بقضاء الله ويصبر ولا يسخط يكون له بيت في الجنة يسمى ببيت الحمد.
ففي حديث أبي موسى: أن رسول الله ﷺ قال: إذا مات ولد العبد، قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟
فيقولون: نعم، فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟فيقولون: نعم، فيقول: فماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك، واسترجع،
فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتًا في الجنة، وسموه: بيت الحمد” رواه الترمذي، وقال: حديث حسن.
وفي حديث آخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” مَا مِن مسْلِمٍ يَمُوتَ لَهُ ثَلاثةٌ لَم يَبْلَغُوا الْحِنْثَ إِلّا أَدْخَلَهُ اللّهُ الْجَنّةَ بِفَضْل رَحْمَتَهُ إِيَّاهُمْ متفق عليه”.
وقد ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” لَا يَمُوتَ لِأَحَدٍ مِن الْمُسْلِمِينَ ثَلاثَةٌ مِن الْولَد تَمُسَّه النَّارِ إِلَّا تَحُله الْقَسم”، يعني: لنْ يَدخُلَ النارَ.
هل من مات ولده في الدنيا يكون عقاب من الله له على ذنوبه؟
عند موت أحد الأبناء لا يلزم بالضرورة أن يكون عقوبة له من الله على ذنب اقترفه.
لأن قد يكون ذلك ابتلاء لرفع وزيادة درجات الآباء وأجرهم في الجنة يوم القيامة.
فعند موت الولد يصبر أباه صبراً ليكون له الأجر التام فيقول الله سبحانه وتعالى: “إِنَّمَا يُوفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيرِ حِسَابٍ”.
ماذا يفعل من يموت ولده في حياته؟
فليلتزم بالصبر والرضا بقضاء الله فقد وعد الله الصابر على فقد ولده بالجنة وأن يعوضهما خيراً مما فقدتم.
أن الصبي والولد الذي لم يبلغ الحلم لا يحاسب يوم القيامة وذلك لما رواه أبو داود وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
” رفِعِ الْقَلَم عَن ثَلاثَة عن النَّائم حَتَّى يَسْتَيقظ وَعَن الْمُبْتَلي حَتَّى يَبْرَأ وَعَن الصَّبِي حتى يَكْبَر”.
هل الطفل يشفع لسبعين من أهله يوم القيامة؟
ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف أنه قال: “الشهيد يشفع في سبعين من أهله”.
ولم يرد أن الطفل يشفع في أمه وأبيه وأهل بيته، ولكن الأطفال الذين ماتوا قبل أن يبلغوا الحلم سيكونون شفعاء.
قال رسول الله ﷺ: “ما من الناس من مسلم، يتوفى له ثلاث لم يبلغوا الحنث، إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم”.
وأما شفاعة الشهيد لسبعين من أهل بيته فهي واحدة من الفضائل التي اختص بها الله تعالى الشهيد.
الدعاء لمن مات ولده
أسأل الله الكريم بأسمائه وصفاته أن يتغمد ابنتك بواسع رحمته
وأن يجمعك بها يوم القيامة في جنته وأن يلهمك الصبر والسلوان اللهم آمين.
وائل الدحدوح أيوب غزة
التعليقات