كتبت: أسماء عبدالمنعم
نظمت كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، اليوم الأربعاء، مؤتمرها العلمي الدولي الثالث؛ بعنوان: «الشباب في عيون التراث ضوابط التنشئة وآفاق الانطلاق»، تحت رعاية الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وذلك بحضور الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، والدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، والدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، والدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والدكتور محمد أبو زيد الأمير، نائب رئيس الجامعة لشئون الوجه البحري بطنطا، والدكتور يوسف عامر، رئيس اللجنة الدينية والأوقاف بمجلس الشيوخ المصري، والدكتور عوض إسماعيل عبد الله، عميد الكلية ورئيس المؤتمر، إضافة إلى لفيف من المشاركين في فعاليات المؤتمر، ولفيف من قيادات وعلماء الأزهر، وأعضاء مجلس النواب والشيوخ، وممثلين عن الكنيسة المصرية، وتستمر فعاليات المؤتمر لمدة يومين بمركز الأزهر للمؤتمرات.
قال «الضويني» في بداية كلمته بالمؤتمر، إن موضوع هذا المؤتمر له أهمية كبيرة، حيث إنه يأتي في ظل عالم مشحون باشتباكات فكرية، واستقطاب حاد، ومحاولات مستميتة؛ لتدمير دول وشعوب باستخدام أساليب متنوعة، تستهدف المادة الصلبة للوطن؛ وهم الشباب، وتسعى إلى قطع الشباب عن تراثهم بدعاوى زائفة، والتراث مكون قوي من مكونات الشخصية الوطنية، ومن هنا جاءت أهمية المؤتمر؛ لتقطع الطريق على المغرضين حين تكشف عن موقع الشباب من التراث، ومدى عنايته بهم، وتظهر حق التراث على الشباب، وحق الشباب على التراث، وموقع التراث من حياتهم بما فيها من تغيرات متسارعة.. مضيفاً: “لقد تأملت كثيراً موضوع المؤتمر وما يهدف إليه، لكني توقفت عند مصطلح جديد؛ آمل أن ينال حظه من النظر في وقائع المؤتمر، ألا وهو «النصوص متجددة الدلالة»، وأعني به ما يحمله التراث بين جنباته من إشارات تؤكد تفاعل التراث مع الواقع، والنصوص ليست متجددة في ذاتها؛ إذ لا وحي بعد الوحي، وإنما يتجدد عطاؤها، فيأخذ كل جيل منها بقدر استعداداته، مادام لا يصادم قواعد العلماء الراسخين”.
وأشار وكيل الأزهر، إلى أنه إذا كان لكل أمة ثروة تعتز بها، ورصيدًا تدخره لمستقبلها، وقوة تبني عليها مجدها ونهضتها؛ فإن في مقدمة هذه الثروة الشباب، الذي يعد الدعامة الأساسية في المجتمع، والثروة الحية الحقيقية فيه، والأمل المرتجى على الدوام، وأن من مظاهر التحضر والرقي لدى الأمم؛ أن تعتني بالشباب، وأن تهيئ لهم ما يجعلهم رجالاً أكفاء أقوياء؛ تقوم الأوطان على سواعدهم.
وأوضح «الضويني»، أن الإسلام جاء بمنهج شامل كامل يعلي من قيمة الشباب، ويعمل على تربية نفوسهم، وتوجيه قلوبهم وأفكارهم ومشاعرهم.. لافتاً إلى أن الله -سبحانه وتعالى- قد وصف أهل الإيمان الذين أووا إلى الكهف، فقال: «نَّحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِٱلْحَقِّ ۚ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَٰهُمْ هُدًى»، وكان النبي -عليه الصلاة والسلام- محاطاً بشباب الصحابة، الذين نقلوا نور الوحي إلى الدنيا، وجعل أركان الدولة قائمة على أكتاف الشباب وجهودهم، علماء ودعاة وأمراء وقادة؛ ممن تنطق كتب التاريخ بآثارهم.. مؤكدًا أن الإسلام راعى في تشريعه طاقات الشباب وقواه الكامنة، ووضع السبل التي تعينهم على تسخير تلك الطاقة في الخير والمعروف، وبما يعود عليهم بالفائدة في أنفسهم وأوطانهم، وبما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
وبين وكيل الأزهر، أن الارتباط بالجذور مسألة مؤثرة، في ثبات هوية الشباب أمام الغزو الثقافي، الذي يتعرضون له في كل وقت، مما يستوجب علينا جميعاً؛ أن نهيئ الشباب ونوجهه للتعامل مع مكونات التراث، بمنحى يمكنهم من التواصل الفعال مع منجزاته، جنباً إلى جنب مع مواكبة العصر، فلا يتخلفوا عن ركبه الحضاري.. مؤكداً أن المحافظة على تراثنا وشبابنا؛ مهمة قومية وطنية من الطراز الأول، وأن الأزهر حين يعنى بالتراث وبالشباب؛ فإنما يعنى بترسيخ الشخصية الوطنية ذات المكونات الصلبة، التي تستعصي على الذوبان أو الاختراق، متمنياً أن يكون هذا المؤتمر كشفًا جديداً لعناية التراث بالشباب، وأن يكون سبباً في متانة العلاقة بين الشباب والتراث.
التعليقات