علاج المرض النفسي.. الاكتئاب والهستريا والهوس والفصام، جميعها أمراض نفسية لسنا بمعزل عن الإصابة عنها في ظل ظروف الحياة الصعبة والمتسارعة.
لكن يمكنك أن تقول أن هذه الأمراض قد أصبح لها علاج في العصر الحالي.
إلا أننا لو عدنا بالوراء تحديدًا في العصر الفرعوني يجعلنا هذا في حاجة لمعرفة أساليب ملوك مصر القديمة في التعامل مع المرض النفسي.
تخلص من معاناتك.. سبيل الوصول للصحة النفسية
يشير المرض النفسي إلى مجموعة كبيرة من الاضطرابات التي تؤثر على المزاج والتفكير والسلوك منها الاكتئاب، والقلق، والفصام، واضطراب الشهية.
وفي حوار أجرته «بوابة العالم الأوسط» أوضحت أميمة عبد الله مصطفى، دكتور الصحة النفسية والإرشاد النفسي بجامعة عين شمس، أن القلق يصبح مرضًا نفسيًّا عندما تسبب الأعراض اجهادًا متكررًا، وتؤثر على قدرة الفرد على العمل.
وأيّد ذلك خالد يوسف الحناوي، متخصص وباحث في علم المصريات، بأنه على رغم من إيمان المصريين العميق بأن الروح هبة من الإله، وأن الأمراض هي نتاج أرواح شريرة تغزو الجسد البشري وتُعيق عمله.
إلا أنهم لم يروا الصلاة وحدها سبيلًا لعلاج هذه الأمراض، بل سعوا جاهدين للاستفادة مما حولهم من منتجات الطبيعة لصناعة دواء لكل داء، لتتنوع طرق العلاج بصورة يصعب حصرها.
1- العلاج بالجراحة
تشير الجماجم المتبقية إلى احتمال وجود صور بدائية من الجراحة تقوم على العلاج بالطقوس.
وفي هذه الجراحات تُثقب الجماجم ثقوبًا دائرية باستخدام ما تيسر من أدوات القطع، والمقصد من ذلك اخراج «الأرواح شريرة» من الجسد.
2- العلاج بالأدوية.. دواء الغم
أشار عيسى إسكندر في كتابه “تاريخ الطب عند الأمم القديمة والحديثة“، إلى أن الطبيب المصري القديم حضّر دواء عشبيًا اعتمد على نبيذ الخل واللبن وبعض الأعشاب، وكان يعالج به حالات الغم والغضب.
3- العلاج بالموسيقى
كانت الموسيقى وسيلة فعالة لمقاومة الأمراض النفسية في مصر القديمة، حيث يقال أن كهنة معبد أبيدوس كانوا يعالجون الأمراض بالترتيل المنغم؛ لذلك كانت الفرق الموسيقية تعزف في المراكز الطبية.
ويقول العلماء أن العلاج بالموسيقى يعد بمثابة تنظيم لايقاع الحركة بداخل الأجساد الحية.
ويتم ذلك بواسطة موجات أو ذبذبات الموسيقى التي تؤدي إلى إخراج الطاقة الزائدة من الجسد.
4- العلاج بالأحلام
وضع القدماء أولى مبادئ علم النفس، من خلال اهتمامهم بظاهرة الأحلام والرؤى، وأنها تعبر عن مشاعر ومحسوسات الشخص.
ويقول الدكتور حسن كمال، في كتابه “الطب المصري القديم” أن الفراعنة استخدموا أسلوب تفسير الأحلام التي يراها الفرد في نومه.
وبحسب ما ذكره كمال، فقد كان يوجد غرفة مخصصة في معبد فيلة، يعتقد أن لها تأثيرًا في تحرير العقل الباطن من قيود الجسد.
فينام الرجل وإذا ما استيقظ سألوه عن حلمه، ويقومون بتفسيره وتحليله، وطبقًا لذلك يتم تشخيص حالته.
ويورد حسن كمال أمثلة لتفسير بعض الرؤى منها: إذا رأى شخص نفسه في الرؤيا يأكل اللوتس فهو أمر جيد.
وإذا رأى نفسه يسدد سهمًا إلى علامة يعني ذلك تحقيق هدفه.
أما إذا كان يكسر إناء بقدمه، دل على حدوث مشاجرة أو أمر سيء.
أما إذا كان يوخز نفسه بإبرة فيعني أنه يكذب.
5- العلاج بالزواج يقاوم الاكتئاب
يصف الدكتور سمير أديب، في كتابه “موسوعة الحضارة المصرية القديمة”، أن من أهم قواعد الصحة النفسية التي اهتم بها المصريون القدماء هي عادة الزواج المبكر، والذي كان يجنب المراهقين خطر الانحراف.
كما نوه بأن نصائح الحكماء ضمت عشرات الأقوال التي تحض على الزواج، لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والنفسي، ومقاومة الاكتئاب وتحسين الصحة النفسية للفرد.
6- العلاج بالروائح
يعتمد هذا العلاج على الخصائص الواضحة لروائح بعض المواد، التي تساعد على الاسترخاء والنوم والتركيز.
وذلك مثل: زيت الأكاسيا والريحان والكرفس والبابونج وزهرة اللوتس، التي كانت تصور على جدران المعابد وهي مفتوحة وتستنشق.
فقد كان لعطر الزهرة دخلًا كبيرًا في إعادة الحياة والحيوية.
7- العلاج بالأعشاب
تُظهر بردية ايبرس قائمة طويلة بأنواع مختلفة من النباتات التي استخدمها المصري القديم لصناعة الأدوية، منها: نبات اللوتس المائي أو شجرة الصفصاف التي تستخدم لتخفيف الألم.
8- العلاج بالدهون العطرية
اعتقد قدماء المصريون أن الدهون العطرية تنعم وتعطر الجسد مما يساعد على الاسترخاء وبث السعادة.
ويبدو ذلك واضحًا في كثير من مناظر الدولة الحديثة.
فترى الرجال والنساء وعلى رؤوسهم أقماع مخروطية الشكل غالبًا ما تكون بيضاء أو مزركشة بلون بني، ويُعتقد أنها دهون عطرية.
9- العلاج بالماء والنظافة
برز اهتمام المصري القديم بالنظافة الشخصية والاستحمام بالماء الجاري.
وهناك مشهد في إحدى المقابر بالأقصر لسيدة تستحم بينما تقوم 4 سيدات بخدمتها وصب الماء عليها، للفوائد الصحية للماء والتدليك بالزيوت.
10- العلاج بالأحجار الكريمة
عرف المصري القديم الأحجار الكريمة بأنواعها المختلفة، ومن المعروف أن ألوانها والطاقة المنبعثة منها تقوم بعلاج أمراض كثيرة.
وتساعد الشخص في الوصول إلى حالة من التوافق الجسماني والنفسي.
ومن هذه الأحجار: الفيروز والمرجان والذهب والفضة والكهرمان.
ويساعد حجري الفيروز واللازورد على الابتعاد عن الهموم الدنيوية وتنقية الروح والسمو بها.
وهناك نص يفيد أن تحتمس الثالث قد تسلم هدية من اللازورد من بابل وهدية من اللازورد الحر من آشور.
ويرتبط الكوارتز الوردي بالهدوء والسلام والبراءة.
كما يساعد على التخلص من المشاعر المضطربة كالغيرة والغضب، أما الذهب يجذب الطاقة الايجابية.
وتستخدم الأحجار الكريمة والكريستالات في العلاج عن طريق وضعها على الجسد في أماكن معينة، أو حملها في اليدين أو الجلوس بجانبها وإغلاق العينين والتأمل، ومن الأفضل أن يتم ذلك في مكان هادئ، وقد يستعين البعض بإضاءة شمعة أو وضع بعض البخور التي تساعد على الاسترخاء والتركيز.
وبذلك استطاع الفراعنة توفير علاج للمرض النفسي طبقًا لظروف عصرهم والمتوفر لديهم من المكونات والأشياء.
علاج المرض النفسي
التعليقات