
زينب حمدى
حرم الدين الإسلامي السحر والشعوذة، ويعد الساحر كافراً وكذلك من أتا عرافًا فصدقه، فقد ورد في سورة البقرة آية 102 (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ …..).
هل السحر موجود؟
قال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى ومدير البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء المصرية، أن آيات السحر صريحة وواضحة، وتكلم النبي ﷺ عن السحر وذكر أنه من الموبقات(المهلكات)، وأنه من كبائر الذنوب.
وأضاف «وسام» في سؤال تلقته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية، الذى يقول«ما رأي دار الإفتاء فيمن يقول أنه لا يوجد شيء اسمه سحر، وأن الآيات التى وردت في القرآن لا تتحدث عن السحر وإنما تنفيه»، أن السحر موجود وقد وردت آيات قرآنية وأحاديث نبوية تؤكد وجود السحر.. مؤكدا أن الوقاية والشفاء منه سهل ويسير بأمر الله تعالى.
رأي الدين في السحر والسحرة
قالت دار الإفتاء أن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ ذكر السحرَ في أكثر من موضع في القرآن الكريم، كما ورد ذكره في السُنَّة المطهَّرة، وثبت أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صنع له لبيدُ بن الأعصم سحرًا.
واستدلت الإفتاء بقول الله تعالى: ﴿وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ﴾ إلى قوله: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾ [البقرة: 102]، وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «اجتنبوا السبع الموبقات» رواه البخاري، وعَدَّ منها السحر.
وأكدت أن العلماء ذكروا أن جمهور المسلمين على إثبات السِّحر، وأن له حقيقة كحقيقة غيره من الأشياء الثابتة، وكون السحر له حقيقة ثابتة لا يعني كونه مؤثرًا بذاته ولكن التأثير هو لله تعالى وحده؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ﴾.. مشيرة إلى أن الله -عز وجل- نفى عن السحر التأثير الذاتي ومفعوله، ونتيجته منوطة بإذن الله تعالى، ولا تتجاوز حقيقته حدودًا معينة، ولا يمكن أن يتوصل إلى قلب الحقائق وتبديل جواهر الأشياء.
وتابعت: “لقد وصف الله سحر سحرة فرعون بأنه تخييل في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى﴾ [طه: 66]؛ أي إن الحبال لم تنقلب في الحقيقة إلى ثعابين، وإنما خُيِّل ذلك للمشاهدين”.
وأضافت دار الإفتاء أن الآيات الكريمة نفهم منها أن الشياطين هم الذين يعلِّمون الناس السحر، وأن تعلم السحر ضارٌّ وليس بنافع، ويَحرُم على الإنسان أن يتعلم السِّحر أو الشعوذة لخداع الناس أو إضلالهم أو فتنتهم أو التأثير السيئ فيهم.
وذكرت دار الإفتاء أنه كما يَحرُم على الإنسان أن يعتقد أن العراف أو المشعوذ أو الساحر هو الذي ينفعه أو يضره؛ يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا أَوْ كَاهِنًا، فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ، فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» رواه أبو داود والطبراني.
وأشارت دار الإفتاء أنه بناء على ما ذُكر: فإنه يجب الاعتقاد بأن كل شيء بقضاء الله تعالى، ولا يقع في ملكه تعالى إلا ما يريده، فيجب الإيمان بأن الله فعال لما يريد، والنفع والضرر من عنده، وتفويض الأمر لله، والرضا بما قضى به، ولو كان ثمة من يوثَق به في رفع هذا المرض فلا بأس به.
أعراض السحر
قال الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى ومدير إدارة الفروع الفقهية لدار الإفتاء المصرية، أن السحر يشعر الناس بالتثاقل، والضياع، والإرهاق، وهذا يزول بالهمة، والصلاة، وذكر الله كثيرا والصلاة على النبي ﷺ.
كيفية العلاج من السحر
أكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن السحر أمر عارض وقد أرشدنا الشرع الشريف إلى كيفية الخلاص منه، ولما عمل للنبي ﷺ السحر رقي نفسه بالتعوذات، فشفاه الله سبحانه وتعالى.
وقال «وسام» في فتوى له، أنه يجب على المسلم أن يكون ذا عقلية علمية، ويرجع الظواهر إلى أسبابها المادية، وإذا لم يجد أي تفسير، وغلب على ظنه أنه قد حصل له سحر أو حسد فيقرأ الرقية الشرعية.
السحر والتفرقة بين الأزواج
قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الإنسان المسلم لابد أن يوقن أنه لا يستطيع أن يكون في ملك الله إلا ما يريده الله، والقلب ينعقد على ذلك.
وأضاف«عثمان» في فتوى له، أنه لو قدّر أن هناك ضُرّ فالله قدّره، وإن قدّر أن هناك تفريق فالله أراده، فالأمر أولا وآخرا يرجع إلى الله تعالى.
وأشار «عثمان» أن هذا يجعل المؤمن يستريح لأنه يعلم أن ما يريده الله سيكون، ويجعل المسلم يتخذ السبل الصحيحة للتحصين، فإن العبد يتحصن بربه بالقرآن، والأذكار، ويداوم علي قراءة آية الكرسي، فكل هذه الأمور عندما تركناها واستبدلناها بكلام فارغ، بدأت تأتينا الوساوس والأذى، ولكن لا يكون هذا إلا إذا ما قدره الله تعالى.
هل يجوز الاستعانة بأحد الصالحين لفك السحر؟
أشار الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى ومدير إدارة الفروع الفقهية لدار الإفتاء المصرية، أن هناك أحكام شرعية، وأن مسألة السحر ليست من المسائل التي يعانى فيها الناس.
وقال «عبد السميع» أثناء رده على سؤال تلقته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية، الذى يقول «هل حرام لو فكيت سحر لنفسي عند شخص كويس، مش بيعمل غير بخير » أن السحر مذكور في القرآن الكريم، والعلماء أقروه، ولكنهم يقولون أن السحر أثره طفيف، ولا يحدث ما يتخيله بعض الناس من وقف الحال، وضياع المال، وهلاك الأولاد ونحو ذلك.
وأضاف «عبد السميع» أن بعض الناس يتخيل أن السحر يفعل كل هذا، وهذا غير صحيح، مضيفًا أن النبي ﷺ فك السحر لنفسه، بقراءة المعوذتين وآية الكرسى والفاتحة، مشيرًا إلى أن هذه الآيات شفاء لكل سحر، وهذا أولى من الذهاب إلى من يفك السحر، فقد يكون صادقًا وقد يكون كاذبًا.
التعليقات