3 سنن يستحب فعلها فى عاشوراء
3 سنن يستحب فعلها فى عاشوراء

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم  خصَّ يوم عاشوراء بثلاث سُنن، وهي:

١- الصوم:

وأضاف «جمعة» في لقاء تلفزيوني له، أنه رُويَّ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان فى سفرٍ، فعندما دخل المدينة، وجد أن اليهود يصومون في العاشر من شهرٍ عندهم يُسمَى «تشري» -المحرم عندنا-، فسأل: «مَا هَذَا؟»، قالوا: «هذا يومٌ نجي الله فيه موسى»، فقال عليه الصلاة والسلام: «نَحْنُ أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُم»؛ فصامه وأمر أصحابه بصيامه، احتفالًا بنصر الله لسيدنا موسى -عليه وعلى نبينا السلام- ونجاته من فرعون.. مشيرًا إلى أن صيام عاشوراء ظل فرضًا على المسلمين إلى أن نُسخَ الأمر بفرض صوم رمضان، وذلك بنزول الآية الكريمة: «فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ». 

وأكد عضو هيئة كبار العلماء، أنه بعد ذلك ظل صيام يوم عاشوراء سُنَّةً إلى يوم الدين، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « لَئِنْ بَقِيتُ إِلَى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِع»، ولكنه انتقل صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى، فصار من السُنَّةِ المرغوب فيها أن نصوم تاسوعاء وعاشوراء.

٢- التوسعة على الأهل والعيال:

واستشهد بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِه يَوْمَ عَاشُورَاء، وَسَّعَ اللهُ عَلَيهِ سَائِرَ سَنَتِه».. لافتًا أن «عبد الله بن المبارك» -وكان من رواة هذا الحديث- قال «جربناه أربعين سنةً، فوجدناه صحيحًا»، أي أنه إذا وسَّع على أهله في سنةٍ، وجد اللهُ يوسِّع عليه، وإذا أتت سنةً ولم يوسِّع فيها، وجد ضيقًا في الأرزاق والموارد. 

وأشار إلى أنه ردًا على الذين يقولون بضعف هذا الحديث، فقد ألَّف «الشيخ أحمد بن الصديق الغماري» رسالةً صغيرة جمع فيها روايات الحديث، وبيَّن فيها أن الحديث مقبولٌ ويُؤخَذُ به، وسمَّاها: «هداية الصُّغَرَا في حديث مَنْ وَسَّعَ عَلَى عِيَالِه يَوْمَ عَاشُورَاء»، والمراد بـ «الصُّغَرا»: «الصغار الذين لا يفهمون شيئًا». 

٣- الاحتفال:

ولفت «جمعة» إلى أن الاحتفال هو السُنَّة الثالثة في هذا اليوم.. موضحًا أن المصريين -بحسِّهم اللطيف- اخترعوا «طبق العاشوراء» الذي يُصنَع من نوعٍ رخيصٍ جدًا من الحبوب، ولكنه غنيٌ بالفوائد، وهذا دليلٌ على ابتعاد المصريين عن الإسراف، وذكائهم في إظهار الجمال بأشياءٍ بسيطة وصحية، فالمصريون دائمًا يحوِّلون المعاني إلى مظاهر حضارية وبرامج عملية.

وقال -فيما يخص بتذكر مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه في هذا اليوم- إن الاحتفاء بهذا اليوم أولى، لأن سيدنا الحسين تعظيمه أمرٌ كبير، وموته في هذا اليوم الأغر، وهو يوم نجاة سيدنا موسى عليه السلام، فيه بشرى لسيادته لشباب أهل الجنة، وأن الله تقبله في يومٍ يغفر فيه للناس سنةً ماضية؛ فواجبٌ علينا إذن اتباع سنة نبينا صلى الله عليه وسلم والاحتفاء بهذا اليوم.

التعليقات