
4 ركعات تغفر لك جميع ذنوبك
صلاة التسابيح.. من الأعمال التي يستحب فعلها في العشر الأواخر من شهر رمضان خاصة في الليالي الوترية.
ولذلك يتساءل العديد من الناس حول كيفية تلك الصلاة وحكمها وهل هي بدعة أم لا وغيرها من الاسئلة.
وسنجيب في هذا التقرير عن كل هذه التساؤلات من فتاوى دار الإفتاء المصرية.
حكم صلاة التسابيح
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة التسابيح مشروعة مستحبة وثوابها عظيم، وحديثها ثابت مروي من طرق كثيرة صححه أئمة من أهل الحديث وأقل درجاته الحُسْن.
فمن فعل هذه الصلاة وواظب عليها خصوصًا في المواسم المباركة؛ كليالي العشر الأواخر من رمضان فهو على خير وسنَّةٍ،
ومن تركها فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على من فعلها؛ لأنه لا إنكارَ في المسائل المختلف فيها.
من المقرَّر شرعًا أنه إنما يُنكَر المتفق عليه ولا يُنكَر المختلف فيه، ومن أبى ذلك تقليدًا لمن أنكر حديثها فلا حرج عليه بشرط عدم الإنكار على من فعلها؛ لأنه لا إنكارَ في مسائل الخلاف.
فضل صلاة التسابيح
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صلاة التسابيح لها فضل كبير وثوابها عظيم.
وذلك لأنها صلاة مكفرة للذنوب، مفرجة للكروب، ميسرة للعسير، يقضى الله بها الحاجات، ويؤمن الروعات ويستر العورات.
4 ركعات تغفر لك جميع ذنوبك
كيفية صلاة التسابيح
1- صلاة التسابيح أربع ركعات «أى بتسليمة واحدة» بدون تشهد أوسط.
2- تقرأ في كل ركعة من الركعات الأربعة سورة الفاتحة وسورة أخرى سواء طويلة أم قصيرة بعد القراءة مباشرة.
3- قبل الركوع تقول وأنت قائم تقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 15 مرة.
4- ثم تركع وبعد التسبيح فى الركوع تقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 10 مرات.
5- ثم ترفع رأسك من الركوع قائلًا: سمع الله لمن حمده … إلخ، ثم تقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 10 مرات.
6- ثم تهوى ساجدًا وبعد التسبيح فى السجود تقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 10 مرات.
7- ثم ترفع رأسك من السجود بين السجدتين بعد الدعاء المعتاد فتقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 10 مرات.
8 – ثم تسجد وبعد التسبيح فى السجود تقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 10 مرات.
9- ثم ترفع رأسك من السجود وتجلس القرفصاء فى استراحة خفيفة بين السجود والقيام وتقول «سبحان الله + الحمد لله + لا إله إلا الله + الله أكبر» 10 مرات.
فذلك تمام 75 تسبيحة فى كل ركعة.
10- وتفعل ذلك في كل ركعة من الركعات الأربع فيكون 300 تسبيحة.
4 ركعات تغفر لك جميع ذنوبك
متى تصلي صلاة التسابيح؟
يجوز أداؤها ليلاً أو نهاراً في أي وقت، سوى أوقات النهي أو الكراهة التي بينها العلماء.
هل تصلى في جماعة أم منفردًا؟
يجوز أن يصليها الشخص إما فردًا أو في جماعة.
هل يجوز أداء صلاة التسابيح في المنزل؟
يجوز أدائها في المنزل أو في المسجد.
السور المستحب قراءتها في صلاة التسابيح
ويستحب أن يقرأ المسلم في صلاة التسابيح بعد الفاتحة بسورة مما جاء أنها تعدل نصف أو ثلث ربع القرآن ليحصل أكبر قدر من الثواب.
فمثلًا يقرأ فى الأولى «الزلزلة» والثانية «الكافرون» والثالثة «النصر» والرابعة «الإخلاص».
الأدعية المستحبة في صلاة التسابيح
قالت دار الإفتاء أنه بعد الانتهاء من التشهد في الصلاة يقول المسلم بعد التشهد وقبل السلام:
«اللهم إنى أسألك توفيق أهل الهدى، وأعمال أهل اليقين، ومناصحة أهل التوبة، وعزم أهل الصبر، وجد أهل الخشية، وطلب أهل الرغبة، وتعبد أهل الورع، وعرفان أهل العلم حتى أخافك.
اللهم إنى أسألك مخافة تحجزنى عن معاصيك، حتى أعمل بطاعتك عملًا استحق به رضاك وحتى أناصحك بالتوبة خوفًا منك، وحتى أخلص لك فى النصيحة حبًا لك، وحتى أتوكل عليك فى الأمور كلها، حسن ظنى بك، سبحان خالق النور».
ثم يزيد المسلم بعد ذلك ما شاء من دعاء بما أهمه وبما يتمناه من ربه.
4 ركعات تغفر لك جميع ذنوبك
لماذا سميت بصلاة التسابيح؟
سبب تسمية صلاة التسابيح بهذا الاسم، وذلك لكثرة التسبيح غير المعتاد في الصلوات الأخرى.
لأنها هي صلاة نافلة مخصوصة تحتوي على ثلاثمئة تسبيحة.
مدى صحة حديث صلاة التسابيح
حديث صلاة التسابيح مرويٌّ من طرق كثيرة وعن جماعة من الصحابة، وقد أخرج حديثَها أئمةُ الإسلام وحفاظُه.
وأمثل طرقها حديث عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للعباس بن عبد المطلب رضي الله عنهما: «يَا عَبَّاسُ، يَا عَمَّاهُ، أَلَا أُعْطِيكَ، أَلَا أَمْنَحُكَ، أَلَا أَحْبُوكَ، أَلَا أَفْعَلُ بِكَ عَشْرَ خِصَالٍ، إِذَا أَنْتَ فَعَلْتَ ذَلِكَ غَفَرَ اللهُ لَكَ ذَنْبَكَ أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، قَدِيمَهُ وَحَدِيثَهُ، خَطَأَهُ وَعَمْدَهُ، صَغِيرَهُ وَكَبِيرَهُ، سِرَّهُ وَعَلَانِيَتَهُ، عَشْرَ خِصَالٍ:
أَنْ تُصَلِّيَ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ تَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً، فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ وَأَنْتَ قَائِمٌ، قُلْتَ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، خَمْسَ عَشْرَةَ مَرَّةً، ثُمَّ تَرْكَعُ، فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ رَاكِعٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَهْوِي سَاجِدًا، فَتَقُولُهَا وَأَنْتَ سَاجِدٌ عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ مِنَ السُّجُودِ فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَسْجُدُ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، ثُمَّ تَرْفَعُ رَأْسَكَ، فَتَقُولُهَا عَشْرًا، فَذَلِكَ خَمْسٌ وَسَبْعُونَ، فِي كُلِّ رَكْعَةٍ تَفْعَلُ ذَلِكَ فِي أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ،
إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تُصَلِّيَهَا فِي كُلِّ يَوْمٍ مَرَّةً فَافْعَلْ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ جُمُعَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ شَهْرٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَفِي كُلِّ سَنَةٍ مَرَّةً، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ، فَفِي عُمُرِكَ مَرَّة».
رواه البخاري في جزء “القراءة خلف الإمام”، وأبو داود وابن ماجه في “سننهما”، وابن خزيمة في “صحيحه”.
أراء أهل العلم في صحة حديث صلاة التسابيح
قال أبو داود في “سننه”: [ليس في صلاة التسبيح حديث صحيح غير هذا] اهـ. وقال الترمذي في “سننه”: [وقد رأى ابن المبارك وغير واحد من أهل العلم صلاة التسابيح وذكروا الفضل فيه] اهـ.
و الحاكم في “المستدرك” قال: [رواة هذا الحديث عن ابن المبارك كلهم ثقات أثبات، ولا يُتَّهَم عبد الله أن يُعلِّمه ما لم يصح عنده سنده] اهـ.
وقال البيهقي في “السنن الكبرى” و”شعب الإيمان”: [كان عبد الله بن المبارك يفعلها وتداولها الصالحون بعضهم من بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع] اهـ.</p>
حكم صلاة التسابيح في المذاهب الأربعة
والقول بمشروعية هذه الصلاة واستحبابها هو ما نصَّ عليه جماهير العلماء سلفًا وخلفًا، وهو ما عليه جماهير فقهاء المذاهب الأربعة المتبوعة.
مذهب السادة الحنفية:
فنصَّ الإمام الكاساني في “بدائع الصنائع” (1/ 216، ط. دار الكتب العلمية) على أنَّ هذه الصلاة توارَثَتْها الأُمّة.
مذهب السادة المالكية:
وهو الذي عليه السادة المالكية؛ حيث ذكرها القاضي عياض المالكي في الصلوات الفضائل ذوات الأسباب
كما في كتابه “الإعلام بحدود وقواعد الإسلام” (ص: 48، ط. دار الفضيلة)، وغيرها من الكتب.
مذهب السادة الشافعية:
وهو ما عليه السادة الشافعية في طريقتي الخراسانيين والعراقيين متقدميهم ومتأخريهم.
مذهب السادة الحنابلة:
وهذا هو ما استقر عليه قول الإمام أحمد رحمه الله؛ حيث رجع عن القول بتضعيفها؛ كما استظهره الحافظ ابن حجر في “أجوبته على المصابيح” (3/ 1780).
قال الحافظ ابن حجر: “فهذا النقل عن أحمد يقتضي أنه رجع إلى استحبابها، وأما ما نقله عنه غيره فهو معارض بمن قوَّى الخبر فيها وعمل بها”. اهـ.
هل صلاة التسابيح بدعة؟
والقول بتضعيفها لا يستلزم بطلان فعلها أو بدعيته؛ فإنَّ السلف اتفقوا على العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال.
بالإضافة إلى ما قاله الإمام ابن قدامة الحنبلي -كما سبق النقل عنه-: [وإن فعلها إنسان فلا بأس؛ فإن النوافل والفضائل لا يُشْتَرَط صحة الحديث فيها] اهـ.
وقد اتفقوا على أنه لا يُعمل بالموضوع، وإنما يُعمل بالضعيف في الفضائل وفي الترغيب والترهيب.
ثم قال ابن حجر: “والحق أنه في درجة الحسن، لكثرة طرقه التي يقوى بها الطريق الأولى”. اهـ.
الرد على من يزعم أن أحاديث صلاة التسابيح موضوعة
أما القول بأنها موضوعة فهو قول الحافظ ابن الجوزي الحنبلي، ولم يسبقه إلى ذلك أحد، وتبعه على ذلك ابن تيمية؛ قال العلامة ابن مفلح في “الفروع” (2/ 405، ط. مؤسسة الرسالة): [وادَّعَى شيخُنا أنه كذبٌ] اهـ.
وقد ردَّ عليهم العلماء والحفاظ في ذلك، وبينوا أنَّ القولَ بوضعها أو كذبها قولٌ مهجورٌ مطَّرحٌ، لا يساعده نقل ولا يَدُلُّ له عقلٌ.
قال الحافظ الفقيه محب الدين الطبري [ت: 694هـ] -فيما نقله الحافظ سراج الدين بن المُلَقِّن في “البدر المنير” (4/ 241، ط. دار الهجرة)-:
[لم يكن له أن يذكر هذا الحديث في الموضوعات فقد خرَّجه الحفاظ، وله مثل هذا كثير عفا الله عنه.
وقد روِيَ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يواظب على فعلها بعد الزوال في كل جمعة.
قال العلماء: وإذا عمل الصحابي بحديث دلَّ على قوته، ولا التفات إلى قول مَن زهَّد فيها.
وقد رُوِيَ عن أبي داود أنه قال: عَرضتُ السُّنَنَ بعد فراغها على أحمد بن حنبل فارتضاها ولم ينكر منها شيئًا، وصلاة التسبيح مُثبَتةٌ فيها، وشيوخُ الحديث قد ينقلون الحديث من طريق صحيحة.
ثم من طريق ضعيفة فيطلقون عدم الصحة، ويريدون ما نقل بالطريق الضعيف، وجمهور الفقهاء لم يمنعوا صلاة التسبيح مع اختلافهم في المنع من تطويل الاعتدال] اهـ.
القول الفصل في صحة صلاة التسابيح
الحاصل أنَّ هذه الصلاة مروية من طرق كثيرة يقوي بعضها بعضًا، وأنَّ ذلك اعتضد بفعل كثير من السلف لها ومداومتهم عليها.
وأنَّ مجرد المخالفة في هيئة الصلاة عن الهيئة المعتادة لا يقدحُ في مشروعيتها.
كما هو الحال في كثير من الصلوات؛ كالعيدين والجنازة والكسوف والخسوف والخوف.
وأنَّ جماهير العلماء من المحدِّثين والفقهاء سلفًا وخلفًا على ثبوت حديثها، وقليل منهم ضعَّفه.
ثم من المضَعِّفين من أجاز فعلَها ومنهم من كرهه، ولم يُنقَل عن أحد منهم القول بتحريمها أو بطلانها.
فإنَّ القول بتضعيف حديثها لا يستلزم بطلانها.
بل مِن العلماء مَن نص على جواز فعلها مع قوله بتضعيف حديثها.
أما القولُ بوضع حديثها أو كَذِبِه وأنَّ فعلها حرام بناءً على ذلك: فهو قولٌ باطل مردودٌ على قائله.
4 ركعات تغفر لك جميع ذنوبك
التعليقات