
كتبت- منه محمد
أمرنا الله بالصبر على ما يصيب المرء من
أي مكروه؛ {وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ} (المدثر-الآية7)،
ففي موضوعنا هذا نتعرف على مفهوم الصبر بطريقه أعمق..
أولاً: مفهوم الصبر
الصبر هو تقييض الجزع والهلع، والصمود المستمر على الأشياء المؤلمة نفسياً،
وتحملها بروح عالية و نفس طيبة دون إظهار ملامح الاستياء و الانفعال،
بحيث لا تكون محسوسة من الآخرين، وإن الله إذا أحب عبداً ابتلاه؛ و كما قال الحسن:
“الصبر كنز من كنوز الخير لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده”، وكان بعض العارفين في جيبه رقعه يخرجها كل ساعة فيطالعها، وفيها قول الله تعالي:
{واصبر لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا}
(الطور-الآية48).
ثانياً: الصبر في الإسلام
رمضان هو شهر الصبر، لما فيه من صوم وامتناع النفس عن الطعام و الشراب،
فالصبر على ترك المعاصي، و أداء ما أوجبه الله من الفرائض، و عدم السخط، والرضا بأقدار الله سبحانه و تعالي.
ثالثاً: كيف تصبر؟
التسليم الكامل لله، و استصغار المصيبة،
ومعرفة طبيعة الدنيا بأنها دار ابتلاء وليست الحياة الأبدية، و القبول الهادئ بأن الأمور يمكن أن تتحقق بتدبير أعظم من الله،
لأن اليقين بحسن الجزاء من الله _سبحانه و تعالي_ ؛وقال عمر بن عبد العزيز: ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه.
رابعاً: أنواع الصبر
1-الصبر على الطاعات:
علاوة على ذلك يستلزم صدق العبد مع ربه، ويجتهد في إتمام الفرائض و السنن،
ثم يتمها دون أن يلحق بها ما يبطلها من الرياء وطلب السُمعة، و غيرها من مبطلات العمل.
2-الصبر على المعصية:
من ناحية أخرى أن الصبر على المعصية هو مجاهدة النفس عن معصية الله _تعالى- ويذكر نفسه دائما بذكر الله واليوم الآخر،
لكي يمنع النفس من المعصية و تدريبها لكره
ما يبغض الله -تعالي- سواء كانت أفعال أو أقوال؛ إن النفس لأمارة بالسوء.
3- الصبر على النعم:
وهو تقييدها بالشكر، و عدم الطغيان و التكبر بها على الآخرين.
4-الصبر على المصائب:
وهي كثيرة مثل فقد الأحبة، والمرض، وزوال الأموال، والصبر علي الأذي والظلم؛ عن أبي سعيدٍ و أبي هريرةَ رضيَ الله عنهما، عن النبي ﷺ، قَالَ: ((مَا يُصيبُ المُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ، وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ، وَلاَ حَزَنٍ، وَلاَ أذَىً، وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوكَةُ يُشَاكُهَا إلاَّ كَفَّرَ اللهُ بِهَا مِنْ خَطَاياهُ)).
5-الصبر على تأخر الزواج
وهو الحرص على كل ما يمكن أن يعين على العفاف، والبعد عن الفتنة و مثيرات الشهوات؛ كما قال الله تعالى- {ذَٰلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنكُمْ ۚ وَأَن تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (النساء- الآيه25).

خامساً: فضل الصبر
ورد ذِكر الصبر في القرآن الكريم أكثر من سبعين موضعًا في موطن المدح والثناء والأمر به، وذلك لعظم موقعه في الدين، وقال بعض العلماء: كل الحسنات لها أجر معلوم إلا الصبر، فإنه لا يحصر أجره لقوله تعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر- الآية10).
التعليقات