
ولاء فتحى
الخوف عند الأطفال: هو شعور من عدم الارتياح، يصيب الطفل كردّ فعل مفهوم لتعرضه لتغير ما أو حدث مؤثر، ومن الطبيعي أن يشعر الطفل بالخوف أو القلق من وقت لآخر، مثل بداية دخوله للحضانة أو المدرسة، وكذلك الانتقال لمنزل جديد.
قال الدكتور هشام حتاته، استشارى الطب النفسي، إن الطفل يتعرّض للكثير من المخاوف الطبيعية، التى تختلف باختلاف عمر الطفل، ويبدأ الخوف عند الطفل منذ بداية حياته، فنرى أنه يخاف من الأطفال الاصوات المرتفعة والجلوس في غرفة مظلمة وغيرها من المخاوف.
وأوضح «حتاته» فى لقاء تليفزيونيّ له، أن الخوف عند الأطفال يدل على نمو خلايا معينة بالمخ ولكن إذا زاد حجم هذه الخلايا عن الطبيعي فهذا يعنى أن الطفل يعانى من الخوف الشديد.. مضيفًا أن نسبة الأطفال الذين يعانون من مرض الخوف تترواح من 20-35% من أطفال العالم، وهذه نسبة مرتفعة.
من جانبه أوضح الدكتور إيهاب ماجد، المعالج النفسي، أن الخوف سمة من سمات مرحلة الطفولة.. مشيرا إلى أن الإنسان يولد بنوعين فقط من الخوف وهما: الخوف من الأصوات المرتفعة، والخوف من السقوط، أما باقى أنواع الخوف يكتسبها الإنسان فى حياته.
وأضاف المعالج النفسي فى فيديو له، أن المخاوف التي تصيب الطفل بعمر سنتين فما أقل هى سماع الأصوات العالية، والأصوات الغريبة بالنسبة له، وكذلك الخوف من الإنفصال عن الوالدين، والخوف من الغرباء، ومن رؤية الأجسام والمخلوقات الكبيرة. . مشيرًا إلى أن المخاوف التي تصيب الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة بين عمر ثلاث إلى ستّ سنوات: ففي هذه المرحلة يتعرّض الطفل للخوف من رؤية الأشياء الخياليّة، مثل: الوحوش، والأشباح التي يراها على التلفاز، والكائنات الخارقة، والأقنعة، وكذلك الخوف من الظلّام، والنوم وحيداً، وإذا سمع صوتاً غريباً وخصوصاً أثناء الليل، كصوت الرعد، قد يشعر بالخوف.
لفت «ماجد» إلى أن المخاوف التي تصيب الأطفال في سن المدرسة بين سبع سنوات إلى ست عشرة سنة: يبدأ خوف الطفل في هذا العمر من الأشياء الواقعيّة، مثل: خوفه من التعرّض للإصابة، أو جرح، وكذلك الخوف من الطبيب، والمعلم الغاضب، والخوف من التّحصيل المدرسيّ، ومن الموت، والحوادث الطبيعية: كالزّلازل والفيضانات، وغيرها.
ونوه إلى أن أسباب الخوف لدى الأطفال وهى:
1-معاملة الأهل السيئة: بحيث يتبع الوالدان أسلوب التهديد والتخويف والعقاب السيء، بشكل مستمر ومتكرر.
2-السماح له بمشاهدة الصور المخيفة وأفلام الرعب: أو لجوء بعض الأهل إلى سرد القصص والحكايات المخيفة حتى ينام الطفل، وهذا أكبر خطأ، كما أنّ الأمور التي اخترعها مجتمعنا لتخويف الطفل من الاقتراب من مكان معين، تعتبر سبباً مباشراً للخوف عند الأطفال.
3-افتقاد الحب والحنان والرعاية: وتحديداً عند الأطفال الأيتام الذين فقدوا الأم أو الأب أو كليهما، إضافةً إلى الأطفال الذين انفصل آباؤهم عن أمهاتهم، وهذا لا يولد الخوف فقط، بل الكراهية والحقد والعنف.
4-التأثر من الآخرين: وهذا ما يسمّيه أطباء وعلماء النفس بمسمّى «الخوف بالعدوى»، فمثلا إذا أظهرت الأم خوفها من حيوانٍ ما سوف ينتقل هذا الخوف مباشرةً للطفل، حتى لو كان لا يخاف منه في السابق.
5-الخوف الكبير والمبالغ فيه من قبل الأهل على أطفالهم: وذلك عند تعرضهم للوقوع والجرح، وتحديداً إذا ظهر على الأم مثلاً آثار الخوف والارتباك، علماً بأنّ بعضهن يبكي، وهو ما يزيد من خوف الطفل وتوتره.
6-وجود الطفل في بيئة عائلية تسودها النزاعات والخلافات: وتحديداً بين الأم والأب، فهي تزيد من خوفه وتفقده كثيراً من ثقته بنفسه.
وكشف «ماجد» عن أهم طرق علاج الخوف عند الأطفال:
1-تربية الطفل على الإيمان بالله والالتزام بالعبادات مثل الصلاة والصوم وغيرها من العبادات.
2-عدم تخويف الطفل وخصوصاً عند البكاء.
3-تكليف الطفل ببعض المهام والمسؤليات بما يتناسب مع سنه.
4-تشجيع الطفل على الإختلاط وتكوين صداقات.
5-المواجهة: أى تعويد الطفل على أن يواجه مخاوفه.
التعليقات