تأثير الذكاء الاصطناعي على التعليم
أحمد الأصلي - رائد أعمال وخبير تربوي

كتب/ أحمد الأصلي

رائد أعمال وخبير تربوي

 

انتشرت في الآونة الأخيرة أدوات كثيرة جدا تدعم الذكاء الاصطناعي. وفي الحقيقة فإن هذا المجال لديه القدرة على إحداث ثورة في نظام التعليم. وفي هذا المقال سوف نناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على مجال التعليم..

تعريف الذكاء الاصطناعي

هو سلوك تتسم بها البرامج الحاسوبية، يشبه في خصائصه القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها. مثل: القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل.

إن هذا المجال هو مجال واسع من علوم الكمبيوتر يتعامل مع إنشاء آلات يمكنها أداء المهام التي تتطلب عادة ذكاءً بشريا. مثل الإدراك البصري، والتعرف على الكلام، واتخاذ القرارات، وترجمة اللغات، وغيرها. وساهم أيضًا هذا المجال في تحول مختلف الصناعات، بما في ذلك التعليم، حيث يتم استخدامه لتعزيز خبرات التدريس والتعلم.

تاريخ الذكاء الاصطناعي في التعليم

يعود تاريخه في التعليم إلى عام ١٩٦٠ م، وذلك عندما تم إدخال أجهزة الكمبيوتر لأول مرة في الفصول الدراسية. وكان يستخدم في البداية لإنجاز المهام الإدارية، مثل حفظ السجلات والتقدير والجدولة. ومع التحسينات والتطورات في التكنولوجيا، رأى المعلمون إمكانية أن يحدث هذا المجال ثورة في طريقة تعلم الطلاب.

فظهر نظام التدريس الذكي (ITS)، الذي تم تطويره عام ١٩٧٠ م، لتحليل أداء الطلاب وتقديم ملاحظات وإرشادات مخصصة لهم. وقد مهد هذا الطريق للتعلم الشخصي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والذي يصمم التعليمات وفقا للاحتياجات والقدرات الفريدة لكل طالب.

وفي عام ١٩٨٠ م، قام العلماء بتطوير أدوات التقييم وتحديد الدرجات التي تعتمد على هذا المجال لمساعدة المعلمين على تقييم أداء الطلاب بدقة.

وعندما ظهر الإنترنت عام ١٩٩٠ م، أدى إلى تطوير منصات التعلم التكيفي القائمة على هذا المجال. كما لعب هذا المجال أيضا دورًا في تصميم المناهج الدراسية وتطويرها، مع الأدوات التي تستخدم تحليلات البيانات لتحديد الاتجاهات والثغرات في تعلم الطلاب. وهذا يساعد المعلمين ووزارة التربية والتعليم على تطوير مناهج أكثر فعالية وجاذبية ودقة.

كما ظهرت أيضًا برامج لإرشاد وتوجيه الطلاب، مدعومة من الذكاء الاصطناعي، باستخدام التعلم الآلي لتحديد الطلاب المعرضين للخطر وتقديم الدعم اللازم لهم. كما يمكن أن تساعد أدوات تحليلات التعلم المحسنة لهذا المجال المعلمين أيضا على تتبع تقدم الطلاب وتحديد مجالات التحسين.

تأثير الذكاء الاصطناعي على مجال التعليم

١- تحسين نتائج الطلاب:

يستخدم أيضًا لتخصيص عملية التعلم وتحسين أداء أو نتائج الطلاب. حيث يتضمن التعلم الشخصي المدعوم بهذا المجال تكييف تجربة التعلم مع احتياجات وتفضيلات الطلاب الفرديين. مما يجعلها أكثر فعالية وجاذبية. ويتضمن التقييم والدرجات -بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي واستخدام خوارزميات التعلم الآلي-. لتقييم أداء الطلاب وتقديم الملاحظات. وهذا يجعل الدرجات أكثر دقة وموضوعية.

٢- الدعم والإرشاد والتوجيه الشخصي:

ظهر في عالم هذا المجال في التعليم روبوتات دردشة تعليمية يتفاعل الطلاب معها. ويتم استخدام هذه الروبوتات التي تدعم الذكاء الاصطناعي لتزويد الطلاب بالدعم والإرشاد والتوجيه الشخصي. وتستخدم هذه الروبوتات لمعالجة اللغة الطبيعية وفهم أسئلة الطلاب والرد عليها؛ مما يسهل على الطلاب الوصول إلى المعلومات والموارد باستخدام الذكاء المحسّن في هذا المجال.

٣- تحليل بيانات الطلاب:

يقدم أيضًا تحليلات التعلم المحسنة باستخدام خوارزميات التعلم الآلي. لتحليل بيانات الطلاب وتقديم بيانات حول تقدمهم التعليمي وأدائهم. وبذلك يساعد المعلمين على تحديد المجالات التي يحتاج فيها الطلاب إلى دعم إضافي وتعديل استراتيجيات التدريس الخاصة بهم وفقا لذلك. كما تستخدم نظم إدارة التعلم المتكاملة هذا المجال لتبسيط وإنجاز المهام الإدارية وتحسين الكفاءة العامة لنظام إدارة التعليم.

٤- تطوير المناهج الدراسية:

إن تخصيص المناهج الدراسية القائم على هذا المجال يتضمن إنشاء مسارات تعليمية مخصصة للطلاب بناءً على احتياجاتهم واهتماماتهم الشخصية. وهذا النهج يجعل التعلم أكثر جاذبية وفعالية، حيث يمكن للطلاب التعلم بالسرعة التي تناسبهم وبطريقة تناسب أسلوب التعلم الخاص بهم. كما يتم استخدام منصات تعلم اللغة التي تدعم الذكاء الاصطناعي لتزويد الطلاب بتجارب تعلم لغة مخصصة، مما يسهل عليهم تعلم لغات جديدة.

٥- تغيير طرق التعلم:

يسهم أيضًا في تغيير طرق التعلم وتركيز عملية التدريس حول المحتوى وكيفية الاستفادة من المعرفة، ويمكن للذكاء الاصطناعي توفير تعليم يتكيف مع حاجات الطلاب، بحيث يستطيعون من خلاله تطبيق معارفهم ومهاراتهم بطرق جديدة، حيث يقوم هذا المجال بتغيير المناهج وطرق توصيل المعلومة، ويتوقع مستقبلا الاعتماد على أسلوب ذاتي في التعليم بحيث تسمح الوسائل بقيادة الطالب للعملية التعليمية.

أخيرًا وباختصار، يعد الذكاء الاصطناعي أداة قوية قادرة على تحويل التعليم عن طريق إنشاء تجارب تعليمية مخصصة وجذابة للطلاب. ويستخدم لتعزيز جميع جوانب التعليم، بما في ذلك التدريس والتقويم والإرشاد وتطوير المناهج الدراسية. ومع زيادة تطوره، يمكن أن يلعب دورا أكبر في التعليم؛ مما يساعد على إنشاء نظام تعليمي أكثر فعالية وكفاءة. ولكن آمل أن يكون للمعلمين دور كبير في تحسين استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم.

التعليقات