بقلم/ الشيخ محمود ربيع
التصوف ليس مذهبًا ولا حزبًا ولا جماعة، التصوف هو ثالث أركان هذا الدين «العقيدة – الشريعة – الأخلاق».
فالتصوف هو منظومة القيم والأخلاق، لذلك قال أهل الله: «التصوف كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق فقد زاد عليك في التصوف»
والعهد الذي يأخذه الشيخ على مريده، هو نفسه العهد الذي أخذه النبي صلى الله عليه وسلم على صحابته وهو عهد على «ألا يفقدك الله حيث أمرك، وألا يجدك حيث نهاك».
ومن الصعب أن يحكم الإنسان على نفسه أو على غيره أنه «صوفي».
فقد اختلف العلماء في تعريف التصوف وعرفوه بأكثر من ألفي تعريف «٢٠٠٠ تعريف» كما ذكر ذلك سيدنا الإمام أحمد زروق الشاذلي المالكي في «قواعد التصوف» واختار من هذه التعريفات أن التصوف هو «صدق التوجه إلى الله» وهو أمر لا يستطيع الإنسان أن يقطع به لنفسه، فكيف يقطع به لغيره؟!
فمن حصر التصوف في طقوس معينة فهو جاهل بمبادئ التصوف «كعلم».
فمثلا «الذكر الجماعي، وذكر الله باسم حضرته المفرد، والصلاة في المساجد التي بها أضرحة، والتوسل، والتبرك، والاحتفال بموالد الصالحين رضي الله عنهم…» وغيرها من المسائل التي ينسبونها إلى التصوف كلها مسائل فقهية بحتة.
الحكم فيها للفقهاء لا لغيرهم، ولا علاقة للتصوف بها وليست من مسائل علم التصوف من الأساس، فمن أجازها هم الفقهاء بصفهتهم فقهاء لا لأنهم «صوفية»
لذلك فإن جعل هذه المسائل هي أركان التصوف أمر غريب.
والدعوة إلى تنقية التصوف أمر أشد غرابة.
وإطلاق الرجل على نفسه أو على غيره أنه «صوفي» لمجرد أنه يأخذ بالجواز في المسائل السابقة دليل على جهله بما نسب إليه نفسه .
فالتصوف أعلى مراتب الدين، فهو مرحلة بعد مرحلتي الإسلام والإيمان، لا يصل إليه إلا من كمل إيمانه، واستقام ظاهره لشرع الله، بعد ذلك تبدأ مرحلة التصوف.
فقولك «أنا صوفي» يساوي قولك «أنا مسلم محافظ على الفرائض مؤمن بالله مراقب لله في كل حركاتي وسكناتي».
التعليقات